دبي: مؤخراً، أصدرت دائرة الثقافة والأعلام في الشارقة، ثلاثة كتب في غاية الأهمية من ضمن منشوراتها لعام 2012، تنوعت بين المسرح والرواية والتشكيل، وهي quot;قراءة الطاولةquot;، لـ quot;عبد الإله عبد القادرquot;، وquot;بنية السرد في الرواية العربية الجديدة.. بين ماهية المرجعيات ومعايير التجديدquot;، لـ quot;منقذ نادر عقادquot;، وquot;المفهومية في الفن التشكيلي العربي.. تجارب ورؤىquot;، لـ quot;إبراهيم الحجريquot;.
قراءة الطاولة.. بروفة الطاولة
كتاب quot;قراءة الطاولةquot;، للباحث quot;عبد الإله عبد القادرquot;..
يسير الباحث في كتابه هذا إلى أهمية بروفة الطاولة، حيث يعدها quot;حجر الزاوية في نشأة النص المسرحي والتعامل مع جزئياته، ويصفها بثلث العمل من حيث الزمن والتعرّف والإنجاز واكتشاف جزئياته قبل الخوض في أدائه جسدياً من قبل الممثلينquot;.
ويتعمق المؤلف أكثر في أهمية هذه الخاصية المسرحية، من خلال ما يقوله في سياق كتابه: quot;إن بروفة الطاولة هي الجامعة لكل عناصر العرض، وعليها يطرح كل عنصر رؤاه وإشكالاته وإمكانات تطوير أدواته، وبالتالي فالمخرج يحتاج إلى الطاولة لشرح وتسويق استراتيجية العرض منذ بدايات العمل، من أجل أن تتطور رؤاه في إطار مجموعة الرؤى التي بالضرورة تجمع حول الطاولةquot;.
وليس هذا فقط، بل من الضروري إشراك كافة العاملين في المسرح في هذه البروفة، ابتداءً من الفنيين وانتهاءً بالمخرج ومروراً بالممثلين وغيرهم من الذين سينطلقون من الطاولة إلى حيث الخشبة والجمهور في نهاية المطاف؛ فالقراءة المسرحية من quot;أهم مراحل العمل المسرحي، وبداية الخطوط الأولى التي تُوصِلنا إلى العرضquot;.
quot;عبد الإله عبد القادرquot;، باحث عراقي من المتخصصين القلائل في شتى مجالات الأدب والفن، فقراءة سيرة حياته ستمنحنا لمحةً وافية عما قدمه هذا الرجل للأدب والفن العراقيين والإماراتي والعربي عموماً، فهو يتميز بغناه واشتغاله في حقول أدبية متعددة، ويُعتبر أول مَن كتب عن مسرح الإمارات، حيث أصدر سبعة كتب، منها quot;المسرح في الإمارات.. رؤية نقديةquot;، وquot;مسرح الشارقة الوطني في عقدين من الزمنquot;، وquot;المرأة في الكتابات المسرحية لدولة الإماراتquot;، وغيرها من إنتاجاته المتشعبة في الدراما والدراسات والرواية والقصة..
يقع الكتاب في 83 صفحة من القطع المتوسط.
بنية السرد في الرواية العربية.. بين الغرب والشرق
كتاب quot;بنية السرد في الرواية العربية الجديدة.. بين ماهية المرجعيات ومعايير التجديدquot;، للباحث quot;منقذ نادر عقادquot;..
يدعو هذا الكتاب قارئه إلى تلمُّس الفروق بين النتاجيْن الأدبي الشرقي والغربي، وتحليل أسباب تأخر الأدب الشرقي عن سواه، والتطرّق إلى الرواية العربية الجديدة في أنها أمام أحد الخيارين: النسخ والتقليد عن المنتوج العالمي بطريقة العين المغمضة، أو أخذ شيء وترك شيء بطريقة العين المفتوحة، حتى إن الرواية، قيد الدراسة، قد تكون مقتبسة كلياً مما هو منتج في الغرب.
يزخر الكتاب بالمقتبسات والدراسات السابقة، وبعض الكتب التي اعتمد عليها المؤلف، مثل quot;نظرية الرواية.. بحث في تقنيات السردquot;، لـ quot;عبد الملك من مرتاضquot;، وquot;نظريات السرد الحديثةquot;، لـ quot;والاس مارتنquot;، ترجمة quot;حياة جاسمquot;، وquot;بنية النص السردي من منظور النقد الأدبيquot;، لـ quot;حميد الحمدانيquot;.
يقسم quot;عقادquot; كتابه إلى ثلاثة فصول: quot;إضاءات عامة حول البنية السردية الروائية ونقاط التحول السردي البنائي والتقنيquot;، وquot;عناصر البناء السردي الروائي وتدرجاته التجديديةquot; وquot;بنية السرد في الرواية العربية الجديدةquot;.
ومن الجدير بالذكر أن هذا الكتاب فاز بالجائزة الأولى في quot;مسابقة الشارقة للإبداع العربي.. الإصدار الأول 2012quot;.
quot;منقذ نادر عقادquot;، كاتب وصحافي سوري، أصدر كتباً عديدة، مثل رواية quot;رجل من مدينة اللهquot;، والبحث الفلسفي quot;لماذا نحن هنا؟quot;، وكتاباً ضمن عمل مشترك quot;وجوه ومراياquot;، وغيرها، وهو يقيم في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، ويدير شركة الملاذ للصحافة والإعلام، وينشر في العديد من الصحف والدوريات.
يقع الكتاب في 170 صفحة من القطع المتوسط.
المفهومية في الفن التشكيلي.. الجمال والتأصيل
كتاب quot;المفهومية في الفن التشكيلي العربي.. تجارب ورؤىquot;، للباحث quot;إبراهيم الحجريquot;..
في عالم التشكيل، يدرس الباحث المدارس التشكيلية الغربية، متعرّفاً على تيارات هذا النوع من الفن في تلك القارة، والمقارنة بينها والإنتاج العربي، في مسعى لمعرفة جدواها بالنسبة للجمهور العربي، وبالتالي تتبُّع نشأة الفن التشكيلي ومحاولة تأصيله، والانطلاق به كفن عالمي، وكذلك دراسة القيمة الجمالية.
يتعمق المؤلف في دراسة الفن المفهومي، حيث quot;كل نموذج جديد لا يلغي سابقه، بل يوظفه وفق تصور جديد يخضع لنسق التصور السباق السوسيوثقافي، الذي تمست به وتمت في إطار تفاعلاتها معه، وبما يسهم في تبرير اختياراته بما يتلاءم وأسئلة المرحلة الراهنة التي انبثق عن سياقاتهاquot;.
ويستشهد quot;الحجريquot; بأسماء من الفنانين التشكيليين ممن بادروا إلى الخروج عن قواعد الفن الأكاديمي ومعاييره المتقادمة، مثل الفنان التونسي quot;نجا المهداويquot;، والنحاتة quot;منى السعوديquot;، والفنانة quot;لطيفة التجانيquot;.
وقال quot;إبراهيم الحجريquot; في مستهل حديثه عن بحثه: quot;الفن التصوري المفهومي ينهض على أساس إعطاء أهمية كبرى للفكرة أو المعني، وتهميش الأسلوب والشكل الجماليين وإزاحة هلامية دور الفنان الماهر أو الظاهرة، إضافةً إلى إشراك المتلقي في بناء المعنى وتأسيس النموذج الفني والانفتاح على المحيط المجتمعي والواقع السوسيوثقافي للمجتمع الذي يحيط بالفنانquot;.
ومن الجدير بالذكر أن هذا البحث فاز بالجائزة الأولى ضمن جوائز الشارقة للبحث النقدي التشكيلي.
يقع الكتاب في 184 صفحة من القطع المتوسط.