يوسف يلدا من سدني: يقوم الممثل المعروف أنتونيو بانديراس، المولود في مدينة (ملقا) الإسبانية، بتجسيد شخصية الفنان بابلو بيكاسو، والمولود هو الآخر في ذات المدينة الإسبانية، في فيلم يسلط الضوء على أحلك مرحلة في حياة بيكاسو، التي إستغرقت مدتها (33) يوماً، وهو نفس عنوان الشريط الفيلمي الذي يضطلع بمهمة إخراجه السينمائي كارلوس ساورا.
وكان بانديراس الذي غادر إسبانيا خالي الوفاض تماماً، بعد إختتام حفل توزيع جوائز مهرجان (غويا) للسينما الإسبانية الأخير، في دورته ال (16)، أكد، في لقاء أجرته معه صحيفة (الباييس) الإسبانية مؤخراً، على وقوع إختيار المخرج المعروف كارلوس ساورا عليه، لتجسيد شخصية بيكاسو في فيلمه الجديد الذي يحمل عنوان (33) يوماً.
ويروي الفيلم المرحلة الأكثر تأزماً في حياة الرسام الإسباني، التي أنجز خلالها واحدة من أشهر لوحاته المعروفة عالمياً (جيرنيكا)، إبتداءاً من شهر مايو / آيار وحتى حزيران من عام 1937، متأثراً بالقصف الوحشي الذي تعرضت له مدينة (جيرنيكا) في أقليم الباسك، في 26 أبريل / نيسان من العام ذاته، إبّان الحرب الأهلية الإسبانية.
وسوف تتمحور أحداث فيلم (33) يوماً حول لحظات اللا إستقرار التي كان يعيشها بيكاسو، وكيف أصبحت لوحة (جيرنيكا) الملاذ الذي كان يلجأ إليه، في أزمته النفسية تلك، كلما ضاقت به الحياة، وكذلك علاقته بحبيبته، الفنانة الفرنسية دورا مار.
ومن المؤمل أن تبدأ عملية تصوير الفيلم الذي يقوم بإخراجه كارلوس ساورا، وقام بكتابة السيناريو أيضاً، بالإشتراك مع إلياس كيريخيتا، خلال الصيف المقبل، بين مدينة باريس الفرنسية وجيرنيكا الإسبانية.
وتحدث أنتونيو بانديراس عن دوره الجديد الذي يجسد فيه شخصية بيكاسو، معترفاً أنه كان يحاول دائماً التهرب من القيام بهذا الدور، حيث يقول في حديثه للصحيفة الإسبانية: quot;لقد طاردتني هذه الشخصية منذ أمدٍ بعيد، وكنت دائماً أرفض أدائها. أكن شديد الإحترام لبيكاسو، لأنني أيضاً من مدينة ملقا. كثيراً ما سحرتني شخصيته. عندما غادر بلدته ملقا، كان أصغر مني حين غادرتها، وكان يحس ، مثلي، بإنتماءٍ شديدٍ إليها. لقد حالفني الحظ ، قبل أعوام، لأتعرف على إبنته بالوما، التي روت لي أن فكرة العودة الى ملقا لم تغادر ذهن والدها قط. وقالت أيضاً أنه كان يشعر بالسرور في كل مرة يستمع إليّ، لأنني عندما أتكلم اللغة الإسبانية، أتحدث بلكنة أهالي ملقا، والتي كانت تذكّرهُ بوالده. لقد قمت بالعديد من المحاولات بغية الإلمام بهذه الشخصية الفذة. وقد قرأت أنه رسم هذه اللوحة من دون أن يفكر في الحفاظ عليها، أو أن تدوم معه. كان بيكاسو يقول للمقربين إليه، عندما ينتهي المعرض، إفعلوا ما تشاؤون به. وكان، في ذات الوقت، يناقض نفسه بالقول أن هذه اللوحة هي بمثابة هدية الى إسبانيا، لكلا الإسبانيتين، اليسار واليمينquot;.
وجدير ذكره، أن هذه ليست المرة الأولى التي تنتقل شخصية بابلو رويث بيكاسو الى الشاشة الكبير. فقد قام الممثل القدير أنتوني هوبكنز، في عام 1996، بتجسيد شخصية الرسام في فيلم من إخراج جيمس إيفوري حمل عنوان (بيكاسو على قيد الحياة)