ترجمة: المهندس محمد حسين رسول
من الشعر الكردي المعاصر

الصُّورَةُ الأُولى
بِضَمِيمِ صَمْتِ عَينَيكِ
هاتَينْ
بِسِحْرِكِ الفاتِنِ هذا
تَمضِينَ بِي
إلى أيِّ أَشْطُرِ صَمْتِ الدُّنيا هذِهِ
أَنا أَهدَأُ في كُلِّ
صَمْتٍ
ومِنْ صَمْتِكِ أَنتِ أَنا الأَهْدَأُ

يَحضُنُني الوَسَنُ
سِيَّ حَبِيبٍ
يَأخُذُني ويأخُذُني ويأخُذُني....
كَيما يَجعَلَني آخِرَ الأَمرِ
دونَ حَضْنْ
يَعُدُّ الوَسَنُ..
شَعْرَ رأسِي
شَعرَةً شَعرَةْ
يَلثِمُ الوَسَنُ..
حَسَراتِي
ولكِنْ بَعدَها
يُودِعُني في الصَّمتْ..


لا أَهابُ الصَّمتَ
هذا قَطْعا
صَمْتٌ
أَهابُهُ
صَمتُكِ أَنتِ..
دَعِي يَدَيَّ الراعِشَتَينْ
لن أَرِدَ صَمتَكِ بَعدَ هذا
أناْ لا أَهوى صَمتَكِ أَنتِ
ها قَدْ أَقَمتِ في قلبي
بَعضَ طَودِ قَفا دارِ جَدِّيْ
أَتَذكُرِينْ..
كُنتُ أَقولُ لَكِ فِيما مَضى
quot; عَيناكِ بَحرٌ هادِيءٌquot;
لَستُ أَوَّاباً الآنَ
ولكِنْ حِينَ كانَ البَحرُ
يَصمَتُ
حينَ كانَتْ سُفُنُ المُبحِرِينَ
وَسْطَ البَحرِ تَتَأَنّى
ويُمسِكُ القَراصِنَةُ
عَنِ
استِلابِ السُّفُنِ الأُخَرْ
وكانَ صَدْحُ النَّورَسِ يَخْتَفِي
كُنتُ أُوجِسَ الخَيفَةَ
وأَرى لرُوحِكِ إِدبارا


كانَ إِدبارَ العِشْقِ
في عَينَيكِ
صَمْتُ عَينَيكِ
صَمْتَ العِشْقِ كانْ.

الصُّورَةُ الثّانِيَةْ
الفَراشاتُ يُحَلِّقْنَ
في رَوضَةِ شَفَتَيكِ
دَوما
يُسافِرْنَ بَعيداً لِصَبابَةْ
يَتَراءى رَبيعٌ
في شَفَتَيكِ
دَوما
يُحارِبُ الخَريفَ رَقْصا
وتَكذِبُ شَفَتاكِ
لِقُبْلَةٍ مِنْ شَفَتي
دَوما.

الصُّورَةُ الثّالِثَةْ
وَفِيرَةٌ هِيَ أَوتارُ شَعرِكِ
وَفْرَ أحلامي
فَيْضَ ما تَنَزَّهَتْ بَينَها
أَصابِعي...
لا رَقْمَ
يَعُدُّ جَوهَرَهُ كُفُوّاً
أن يَملِكَ
أَوتارَ شَعرِكِ،
أَجمَلَ الرَقْصاتِ
فَوقَ الجَلِيدِ
أَدَّتْها أَصابِعِي
يَحضُنونَ بَعضَهُمْ كانُوا
يَلثِمُونَ بَعضَهُمُ ضَراوَةً
والرَّقصُ ذاكَ يُنِيمُكِ كانْ
وأنا في حَضرِةِ جَمالِكِ
كُنتُ أَكتُبَ الشِّعْرَ.

الصُّورَةُ الرّابِعَةْ
في بُرهَةِ ارتِسامِ الصُّورَةِ هذِهِ
كُنتِ تَضحَكينَ بِجُنونْ..
في اجتِلاءِ الصُّورَةِ هذِهِ
كُلَّ مَرَّةْ
في أُذُنِي
تَتَثَنّى قَهقَهَتُكِ
عَجَبِـي يا أَثيرَتي
في اجتِلاءِ أَيّ مِنَ الصُّوَرْ
أَعُودُ الى حَضنِ
تِلكَ السّاعَةْ
أعُود الى المكانِ ذاكَ
أَنتِ لازِلتِ فيهِ
غَيرَ أَنَّكِ لاتَعودينَ الى أَماكِني
في صُورَةٍ مُلَوَّنَةْ
بَلْ تَظَلِّينَ في ذاتِ الصُّوَرِ لارَيبْ
وأَنا في حَضرَتِكِ دَوما
ضَميمَ أَيَّةِ صُورَةْ!!!

كُلُّ الصُّوَرْ
في كُلِّها
أَرى شَيئا
هُوَ صُورَةٌ لَكِ أُخرى
أُزيحُ السِّتارَ عَنْ أَيَّةٍ مِنها
عَينايَ تَحضُنانِ بِجُنونْ قِصَّةَ عِشْقٍ
يَوَدُّ قَلبِيَ الخَرِبُ اجتِلاءَكِ كَرَّةً أُخرى
ولكنْ لا لَيسَ في صُورَةْ.

2009 أربيل