إعداد عبدالاله مجيد: يُحتفى بشكسبير منذ قرون لا بوصفه شاعرا وكاتبا مسرحيا مبدعا فحسب بل لأن اسمه يقترن عند الناطقين بالانكليزية بنحت العديد من أكثر المفردات تداولا في الوقت الحاضر.
ولكن أكاديميين طعنوا الآن بالنظرة التقليدية الى شكسبير على انه أب الانكليزية الحديثة مدعين انه لا يتفوق في إبداع الكلمات على معاصريه الآخرين. واشارت دراسة جديدة الى ان عبقرية شكسبير الحقيقية تتمثل بطريقته الفريدة في استخدام قواعد النحو والصرف في بناء الجمل ليضيف عنصرا شعريا الى اللغة الانكليزية ويتميز بذلك عن سائر مجايليه الآخرين.
وقارن الدكتور جونثان هوب من جامعة ستراثكلايد الاسكتلندية في الدراسة الجديدة عمل شكسبير بكتاب مسرحيين آخرين بينهم توماس مدلتون وبن جونسون وتوماش ناش.
وكشفت نتائج بحثه ان هؤلاء لم يكونوا غزيري الانتاج مثل شكسبير ولكنهم نسبيا لا يقلون عنه إبداعا في نحت مفردات جديدة. وان طريقة شكسبير التجديدية في استخدام النحو هي التي ميزته عن معاصريه. ويقول الدكتور هوب ان شكسبير أعاد اختراع النحو من أساسه متمردا على القواعد التقليدية المتبعة.
وسلط الدكتور هوب ضوء على مقطع من مسرحية هاملت الفصل الثالث، المشهد الرابع، حيث يتلاعب شكسبير بقواعد اللغة الانكليزية التي تنص على تركيب الجملة بترتيب معين هو الفاعل والفعل والمفعول به.
كما ابدى هوب اعجابه بطريقة شكسبير في استخدام الصفات لتصوير الجماد، وهي طريقة كانت تعتبر انقلابا في الكتابة في القرن السادس عشر. وقال هوب ان استخدام صفة الكبرياء لإطلاقها على الخيل في مسرحية هنري الخامس كان تجديدا رائدا وقتذاك.
وأوضح هوب ان شكسبير كتب في وقت كان قاموس اللغة الانكليزية يتسع بوتيرة متسارعة ولكن إذ كان شكسبير صاحب قاموس غني بالمفردات فان كتابا آخرين ينتمون الى تلك الفترة كانوا لا يقلون عنه مستوى في هذا المضمار.
واضاف الدكتور هوب ان مهارة شكسبير النحوية تنم عن قدر اكبر من البراعة في استخدام اللغة مشيرا الى ان شكسبير كتب خلال فترة انتقالية في قواعد اللغة الانكليزية عندما كانت هناك طائفة من الخيارات النحوية متاحة للكتاب. وان الكثير من قواعد النحو التي يختارها شكسبير تبدو الآن بالية عفا عليها الزمن ولكنها تضفي شعرية على الكلمات المتداولة ومما له مغزاه تحديث أبجديته في احيان كثيرة وبقاء نحوه بلا تغيير.