عبد الجبار العتابي من بغداد: قررت الامانة العامة لاتحاد الادباء والكتاب العرب اقامة اجتماعها المقبل في بغداد خلال الشهرين المقبلين، بعد سنوات طويلة من القطيعة والخلافات، وهو ما جعل اتحاد الادباء في العراق يعتزم على جعل الاجتماع مهرجانا ثقافيا كبيرا وحدثا عربيا مميزا.

وقال الشاعر ابراهيم الخياط، امين سر اتحاد الادباء والكتاب في العراق في حديث خاص لـ (ثقافات ايلاف): بعد اعتذار دولة المغرب الشقيقة عن استضافة الاجتماع المقبل للامانة العامة لاتحاد الادباء والكتاب العرب الذي من المؤمل ان يعقد في شهر آيار / مايو 2012 في الرباط، خاطبتنا الامانة العامة بأمكانية استضافة العراق لهذا الاجتماع، ونحن ابدينا الاستعداد الكامل بعد ان فاتحنا مجلس رئاسة الوزراء وكانت هنالك موافقة مبدئية من دولة رئيس الوزراء بدعم الاجتماع، ونحن نعتبر هذه الدعوة ثمرة من ثمرات نجاح انعقاد مؤتمر القمة العربية في بغداد مؤخرا، ونحن في اتحاد الادباء نعمل على تحويل الاجتماع الذي سيعقد في بغداد الى قمة ثقافية، فالاستعدادات حاليا تدور حول اقامة مهرجان بموازاة اجتماعات المكتب، ندعو ما يقارب المائة من ادبائنا من مجمل المحافظات لقراءات شعرية مع طرح محاور نقدية حول الشعرية العراقية والرواية العراقية وادب المرأة وكذلك استضافة نحو 20 أديبا عراقيا من دول الشتات والمهجر، ومن المحتمل ان نقترح ان يعقد الاجتماع ليس في شهر ايار / مايو، بل في شهر حزيران / يونيو كي نتمكن من توفير الاستعدادات اللازمة.

واضاف: هذا الاجتماع.. نحن نعتبره بداية حقيقية لعودة العراق الى اتحاد الادباء العرب، ولن يكون العراق هامشيا في الثقافة العربية لاسباب كثيرة، اولا ان لدينا الشاعر الجواهري الذي العرب اطلقوا عليه شاعر العرب الاكبر، وثانيا: لدينا الاسماء التي تدرس في المناهج الدراسية كلهم من العراقيين، لدينا السياب وبلند والبياتي ونازك هم الذين اجترحوا الطريق الجديدة لكتابة الشعر التي يكتب بها الشعراء العرب جميعا، لدينا المدرستان النحويتان: الكوفة والبصرة، ولدينا الكثير الكثير.

وتابع: نحن نحاول خلال الاجتماع المرتقب ان ننقل تجربة اتحاد الادباء في العراق الى اتحادات الدول العربية، هذا الاتحاد الذي كان رهينة بيد النظام السابق لمدة ربع قرن اعيد الى ادبائه وبانتخابات بدون تدخلات السلطة، يعني ان الحكومة العراقية والقيادات السياسية والاحزاب بعيدة عن اتحاد الادباء الذي يعمل على خط ثقافي مهني مستقل مائة بالمائة دون تدخلات حزبية او سياسية، دون تدخلات من الحكومة، وهذا الانموذج المشرق نستطيع ان نعكسه، فضلا عن القوة الثقافية الكبيرة التي نمتلكها، وانا اقول اين الحالة العراقية الكبيرة ؟ وأجيب انها تكمن في الاعداد الكبيرة جدا من الجوائز العربية التي ينالها العراقيون من الشباب ومن التجارب الناضجة.

واختتم الخياط حديثه بالقول: سيكون للاجتماع تأثير على الساحة الثقافية العراقية في هذا الوقت ومستقبلا،لاسباب هي اولا بعد ان كان الملف الامني هو العائق للنظر الى الملف الثقافي، وبعد ان طغت اجواء القمة العربية وسخونة الاوضاع السياسية، حين يكون هناك حدث بقوة اجتماع المكتب الدائم لاتحاد الكتاب العرب في بغداد سيكون مناسبة لكلمات من الحكومة ومن القيادات فضلا عن الاهتمام الاعلامي الكبير، ونحن في بلد لسنا من البلدان النكرة في المجال الثقافي، وكما يقال ان على كل سنتيمتر من الارض العراقية، وتحت كل سنتيمتر هناك كنز عراقي حي.

يذكر ان اتحاد الادباء العرب قرر اعادة عضوية العراق في شهر تموز / يوليو عام 2011، بعد سبع سنوات من المطالبة، وان هذه القرار اتخذ بالاجماع ودون اي تحفظات من اي عضو، وسبق للاتحاد ان شارك في اجتماع للمكتب الدائم المقبل في الجزائر الذي عقد في شهر/ تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2011.