سيدني: توفي يوم الثلاثاء الروائي المكسيكي كارلوس فوينتس عن عمر يناهز 83 عامًا في المكسيك، حيث كان يرقد في إحدى المستشفيات. وأعرب الرئيس المكسيكي فيليب كالديرون عن حزنه لرحيل الكاتب في موقع الإتصال الإجتماعي تويتر. كان فوينتس يعاني من الألم والقلق، لكنه لم يكن في يوم من الأيام حزيناً. هذه الكلمات التي قالها أرنست همنغواي تبدو مناسبة جداً لوصف حياة كارلوس فوينتس المفعمة بالحيوية، الروائي المكسيكي الذي توفي هذا الثلاثاء في المكسيك، رغم أنه من مواليد بنما، وعن عمر يناهز83 عاماً.
عانى من وفاة إثنين من أبنائه، وتجاوز هذه المحنة التي تقاسمها مع زوجته سيلفيا ليموس، ليغور في عالم كتبه الأخيرة. وبسبب من قوة وصلابة إرادته، وحالته الصحية، تغلب كلياً على معاناته إثر إختفاء كارلوس وناتاشا. كان فوينتس تصدى لمحنته بروح رياضية، لكن ضربات قلبه لم تكن قادرة على تحمل المأساة، حتى قررت يوم أمس أن تتوقف.
كان كارلوس فوينتس، الذي رشح مرات عديدة لنيل جائزة نوبل للآداب، هذا الإسبوع في الأرجنتين، في زيارة الى معرض الكتب في بوينوس آيريس. وهناك أعلن عن مشاريع جديدة، قائلاً أنه طالما أن في جعبته مشاريع تنتظر التنفيذ، فإنه لن يستسلم للحزن. تلك كانت أسلحته لمواجهة قساوة الحياة ومحنها، لذلك لم تستطع المصائب الخاصة أن تعكر صفو حياته العامة. لقد كان مبدأ كارلوس فوينتس الوقوف بوجه الزمن والتصدي له. كان يستيقظ مع أولى خيوط الفجر، دائماً، ويسير بإتجاه أوراقه، ليرى ملاحظات اليوم السابق، وينكبُ على الكتابة مع ساعات الفجر الأولى، حتى طلوع الصباح. بعد أن كان ينتهي من مهمة الكتابة، يخرج لممارسة رياضة المشي، وفي فترات مضت كان يمارس الركض، لكنه شعر أنه لا داعي لذلك، وإبتداءً من منتصف النهار كان يتهيأ للحياة الإجتماعية. وفي السنوات الأخيرة إبتعد عن كل شيء، في لندن، ونيويورك، والمكسيك، وفي رحلاته الى بقية دول العالم، إلاّ أنه إحتفظ بجزر من ذلك، من أجل أن لا ينسى الجانب الآخر من شخصيته.
كان مؤلف quot;موت أرتيميو كروزquot; يلتقي برجال السياسة، والإقتصاد، والأدب، كان يصغي الى ما يقولونه، ويسجل ملاحظاته عمّا يدور حواليه في هذا العالم. ثمرة ذلك كله كانت مقالاته التي تشكل مصدراً مهماً لرصد حالة اليأس التي كانت تنتابه إزاء الحالة الإنسانية.