-1-
قَالَ شَميمُ بنُ الوَرد:
الشَهوةُ فيْ الأَنف
رَغبةٌ فيْ العُنف.

-2-
قَالَ شَميمُ بنُ الوَرد:
فيْ يَومِ الفَردِ،
شَنَّ الشَذىَ حَربهُ، وَ انَقادَ
الشَهرُ فيْ مَاءِ الوَرد.

-3-

بريشة الشاعر

قَالَ شَميمُ بنُ الوَرد:
اِنسابَ العِطرُ الشَفّاف
فَوقَ شَناشفِ هَذهِ الأَجساَد:
و ليسَ هنُالِكَ شَذى
إِنْ لمْ تَزنه يد اِبن الوَردْ.

-4-
قَالَ شَميمُ بنُ الوَرد:
الرَزايَا، هَذهِ الرَزايَا
بَرد
مَعَ أَزهارٍ مَا لهَا بخوُر،
وَ الله إنيّ لأَسَتعجِمُ هَذهِ الزُهور.

-5-
قَالَ شَميمُ بنُ الوَرد: اِستَنيروا،
هَذهِ الثمَارُ شُرورٌ
وَ هَذهِ البِذارُ ذُرور ؛
تَحضِنُ أَشبالَ الرَفض،
تُعيِدُ أَطرافَ الأَرض.

-6-
قَالَ شَميمُ بنُ الوَرد:
العِطرةُ رَواجٌ
بَينَ الفَردِ وَ الأَزوَاج.

-7-
قَالَ شَميمُ بنُ الوَرد:
_هَلْ أَنتَ شَميم ؟
_مَحوتُ جِسمَ هَذَا العَصَر،
_ رَضيت ؟
_ أَبيت ؟
_لِمَا ؟
_حِرتُ أَنْ أَلبِسَ أَعضَاءً أَدراهَا فَلا أَدريْ
أَنيّ أَنبِسُ بِهذَا القُصر.

-8-
قَالوا عَنْ شَميِمِ بن الوَرد:
فيْ النَارِ مَبعوثٌ
منْ عَليهِ الخَبَث،
يَصيرُ عِتَاده وَ العَتد
وَ يَرتاحُ منهُ النَاس،
قاَلَ: أَهذبُ مَا عليَّ العَبث
أُحجِّجُ بهِ منْ إِقتَعد،
وَ أَسلمُ بعدهُ صَوتَ الفَأس.

-9-
قَالَ شَميمُ بنُ الوَرد:
مُضمخٌ بِعطري.
أَملي الآن، أنْ أَنبلجَ صَباح
أنْ أُصاهِرَ خِلّي بِخلّ الجِرَاح
وَ أُخلي جُرحي
منْ مِلحِ الإِنكَار،
أَملي أنْ أَكونَ قدَاساً،
وَ أَظهرُ وَقاراً عَلى كَراسي الأَفراح.

-10-
قَالَ شَميمُ بنُ الوَرد:
الأَسدْ، الأَسدْ،
أرجمُوه، أرجمُوه
كيْ يَذعَر
مَلكُ الحَسَد.

-11-
قَالَ شَميمُ بنُ الوَرد: نَهيٌ
أنْ نَرتكِصَ لمِلهَاتك، نُمسي
أَرضاً تَغتَذي الأرضُ بِنَا،
وَ نَنَسى بَأنّك لستَ نَبي.

-12-
قَالَ شَميمُ بنُ الوَرد:
لاَ تَمسّوا شَعرةً منْ هَذهِ الشَجرة،
لاَ تَشمّوا ثَمرَة،
منْ يَفجُر، يُؤجَر.

-13-
قَالَ شَميمُ بنُ الوَرد عنْ بُردَة:
حَورَّوا أَنهُ
غَاوٍ مَكبوتٍ وَ حَاوٍ كَابِت،
حَورَّوا أَنهُ
زَهر نَارٍ وَ شرٍ نَابت،
وَ حَكوا عنهُ أَخبَار أُخذتْ منْ صَخرة.

-14-
قَالَ شَميمُ بنُ الوَرد:
هوذَا مَدى عِطري.
مَارداً _تَستنفِّرون ؟ صَبراً عَليِكم،
بَعد، لمْ يَغطّْ هَامشُ الأَرض، وَ لمْ
يَحطّ قَط، رَأسهُ علَى صَدري.

-15-
قَالَ شَميمُ بنُ الوَرد:
زَهرٌ بينَ أَفراحي يَنَام
وَ عَلى الشَواردِ يَفيِق
كَبرجدٍ: يَكفي دُريدَ البَرد
وَ في الصَيفِ يُعيق ؛
يُسمَّى منْ فَرطِ الغَردِ
فَرائِدُ ابنُ الوَرد.

-16-
قَالَ شَميمُ بنُ الوَرد:
عِطريْ لاَ زَرنخٌ، لاَ عَفنْان _
عِطريْ نَسيمُ الأَنبيَاء
وَ الأَرض مِعرَاجُ الأَرض
بَعدمَا يَهَبِطُ المسَاء،
وَ يَضيِقُ سَفرُ النِسَاء.

-17-
قَالَ شَميمُ بنُ الوَرد:
هوذا وردٌ
يُشعشعُ وَ يَغمِرُني،
زَرعٌ، غُمِسَ بالدَموع،
بَادَرَ:
طَلعَ العَصر،
مَا أَحرَقَ الحَسر،
يُؤجَر من رَوىَ كَافِر.

-18-
قَالَ شَميمُ بنُ الوَرد:
أَلفُ سِرٍّ وَ سَبعونَ هَذرة،
خَلفّتُها بَعدي،
يَحمِلنَ المِسكَ وَ العِطرَة،
يَحِزِنَ الدُرَّ وَ المُرَّ عَنيّ،
وَ يَرِثنَ الأَرضَ بِالقدرَة.

-19-
قَالَ شَميمُ بنُ الوَرد:
لَيسَ لي أَيُّ أَزرٍ
لَيسَ لي أَيُّ وِزرٍ
في اِنحرَافِ المَطر.
لَستُ أَفسدُ منْ وِعاءٍ
بَاعهُ أَميرٌ أَو تَاجرٌ،
قَبلَ صَلاةِ العَصرِ
بَعدَ صَلاةِ العِشاء.

-20-
قَالَ شَميمُ بنُ الوَرد:
شَملُ نُفوسٍ
مِنْ ضِعَافِ المَدينَة،
سُرَّت.
وَقفَتْ أعنِّتهُا تُعاينُ
صِغاراً بينَ العُيون:
كَبرَّ الكِبيرُ بِهم
وَ مُدَّتْ يَميِنُه،
شلَّ سيفاً
وَ جزَّ الرؤوُس.

-21-
قَالَ شَميمُ بنُ الوَرد:
وَجدُ هَذهِ اللَيلة يَحثُّ علَى السقَاء، يَلهَج
يَأخذُ جَدي الوَلهِ منْ فَلكهِ البنَفسَج.
قُلتُ: هَذهِ لَحظَةٌ _ غَيرُ مَرئيةٍ _ أَظفرْ !
اِمنَحيني لَحظَة أُخرى
أُقلِّمُ شَمسيَ فِيهَا.
صِرتُ أُرتِّبُ موائِدَ ليِليةٍ تُذللُّها الأَعرَاج،
أَرَى منْ وَفرِهَا
فِراءَ آلهةٍ
وَ أَرى منْ رَفثِها
دِماءً وَالهةً
تَقرأُ عَلى مَخدّتي سِيرةَ الأَبراج.

-22-
قَالَ شَميمُ بنُ الوَرد:
عِطرَتيْ _كلُّ ذرَّاتها
مُسكِرَات،
الحَلالُ فيهَا حَرام
وَ الحَرامُ فيهَا حَلال.
منْ يَقربُها تُشعلُ النَارُ منْ تَحتهِ
وَ منْ يَجنبُها يَلقَى الغَرام.

-23-
قَالَ شَميمُ بنُ الوَرد:
سَأبقَى _أَنا المَوصوُف
مِثلمَا بَقي، منْ لمْ يبقَى.
أُحرِّرُ الثَمرَ المَخطوُف
وَ أَذّبُ الذرَّ عَن السِوىَ.
وَ العَاصِفَاتُ، زُمرٌ، وَ الغِيَاب
صَوتٌ شَائِنٌ منْ فَمِ الذُبَاب.

-24-
قَالَ شَميمُ بنُ الوَرد:
بينَ رَفعِ الزَهرِ
وَ شَمِّ الزَهر،
دَهرٌ يُصلصِلُ
ظَهرَ النَهر.

-25-
قَالَ شَميمُ بنُ الوَرد:
هَذرٌ فوقَ الهَذرِ،
عُمرٌ رائحٌ
وَ عطرٌ فائحٌ
وَ بدرٌ مَعشوقٌ يُطرَد،
كُلهَّم:
بَعدَ الدِينَارِ خَبر.

-26-
قَالَ شَميمُ بنُ الوَرد:
جَسَدي يَهبطُ منّي، يَنفكُّ عنّي
وَ لاَ غَيري يَسكِنهُ وَ هوَ سَاكن،
أَهوي مَعهُ وَ تَهوي
قُراي وَ مُدني وَ نَفسي _
وَ مَراقِدُها وَ عَقائِدُها تَهوي،
لاَ أَحني علَى جَسَدي وَ هوَ يَهوي
غيرَ عِطرٍ بَاطِنْ.

-27-
قَالَ شَميمُ بنُ الوَرد:
_غَابراً، يُوهنُ الوَرد ؛
يَغدُو قَطفاً فَقطرة .
_أَنا الذَي صِفتهُ، منْ وَصفَه ؟
_صَبراً صَبراً، أَنا الذَي أَرديتهُ ليلاً
كَي تَرتئيهِ صُبحاً، ذَليلاً بِالفِطرة.

-28-
قَالَ شَميمُ بنُ الوَرد:
كانَ الذَبلُ يتَجلّى في الزَرعِ،
إِذا جَنَّ الرَجاءُ عوداً
في نبَاتهِ، وَ احتَضر _
صُدفَةً، تَمشّى الضَرعُ،
فَشرّع المَاءُ عنْ سُباتهِ،
وَ هطلَ المَطر.

-29-
قَالَ شَميمُ بنُ الوَرد:
عَثَّةُ القَفرِ
يَعنفُ اليَاقوتُ فيهَا، ضِرغامٌ أَعوَج
عَامِلُ العَنبر
وَ تعبرُ فيِهَا الآثَام،
للِهياَمِ الذي يَبذرهُ أَشعثٌ أَغبَر،
للِكلام العَائِمِ المُحرَج في الأَحلاَم:
أُعبرْ !

-30-
قَالَ شَميمُ بنُ الوَرد:
كَتبتُ إِلى وَردةٍ
لَنْ يؤويكِ إِلاّ الرَمَاد،
فَعوذي بِذاتكِ منْ كلِّ ذَات
وَ غِدي فَردة.

-31-
قَالَ شَميمُ بنُ الوَرد:
يَهنأُ الوردُ
لأنَّ فِكرهُ رَائِحة،
وَ ذِكرهُ ندَى
في سَاقيةِ المَعنى،
لِهذَا دَمهُ لاَ يَجفّ
حَتى إِذا مَاتْ..!

آواخر أيار _ 2012