محمد بن رجب من تونس: الخميس القادم و على مدى أسبوع بمتحف قرطاج الأثري يعيش عشاق الفن البديل أو الملتزم سهرات ممتعة يؤثثها عدد من الفنانين الذين عرفوا بتوجههم نحو فن بديل يساهمون من خلاله في التوعية بعيدا عن الفن الهابط الموغل في الإسفاف. الثورة التونسية وما خلقته من quot;ثورة في العقولquot; لدى الجميع و بالتالي الرغبة في أن يعيش الثوريون فن نبيلا ملتزما يجعلهم يحثهم على الإلتزام بتحقيق الأهداف التي قامت عليها الثورة التونسية، فكان مهرجان قرطاج الدولي للموسيقى البديلة في دورته الأولى بين 14 و 20 جوان الجاري من خلال quot;موسيقى و السلامquot; الذي يدافع عن القيم التي يسعى إلى ترسيخها الفن النبيل.
الموسيقى البديلة، بديلة للأنماط السائدة، ثقافة مغايرة و فلسفة متمايزة من خلال سهرات يؤثثها عدد من الفنانين المعترف لهم بالكفاءة و quot;

الفنان ثامر ابو غزالة
النضال quot; في مهرجان فنانوه من نوع خاص و جمهوره خاص جدا يسعى للتمتع بفن خاص جدا، فن يخاطب هموم الناس و طموحاتهم و آمالهم و أحلامهم.
الأستاذ محمد بن سعيد عضو مجموعة quot;موسيقى وسلامquot; أكد في تصريح لـquot;إيلافquot; أنّ هذا الملتقى للموسيقى البديلة الذي جاء بآقتراح من مجموعته وموافقة و إشراف من وزارة الثقافة يهدف أساسا إلى :quot; حتى تصل الثقافة البديلة إلى جمهور أوسع و إلى وسائل الإعلام من أجل تشجيع الحوار و تبادل الأفكار من خلال جعل الثقافة البديلة في متناول كل مواطن إلى جانب تقديم صورة أكثر إشراقا، حديثة و مبتكرة وراء حدودنا و الدفاع عن قيم التعبير والإبداع الفني.quot;.
وأضاف محمد بن سعيد داعيا كل المهتمين كل الفاعلين في الحياة الثقافية والإجتماعية و السياسية إلى ضرورة الإيمان بأهمية الفن في الحياة المدنية للتونسيين و المشاركة في هذه المبادرة و تغذية الأمل لدى التونسيين بعد الأحداث التي عاشوها خلال الثورة ودعم ثقتهم في مستقبل تونس.
أسماء تم انتقاؤها لتكون حاضرة في هذا المهرجان، تشارك الناس أحلامهم وتطلعاتهم، أسماء شهدت التألق من خلال مشاريع فنية بنتها على مدى سنوات طويلة مرت، وتجاوزت شهرتها حدود الوطن الضيق، ولعل أبرز هذه الأسماء و أكثرها شهرة، الوجه القادم من الجليل، الفلسطينية كاميليا جبران إلى جانب فنانين من العراق و لبنان والجزائر و تونس.

سهرات quot;موسيقى والسلامquot;
سهرة افتتاح مهرجان quot; موسيقى و السلام quot; سينطلق يوم الخميس القادم 14 جوان بسهرة يؤثثها في جزئها الأول الفنانان اللبنانيان ياسمين

حمدان ومارك كولين بينما يعيش الجمهور في الجزء الثاني لهذه السهرة الإفتتاحية مع الفنانة التونسية بديعة بوحريزي.
بديعة بوحريزي أو ( نايساتو ) هى فنانة تونسية شابة عرفت بالتزامها و بأغانيها الوطنية المعارضة لكل أشكال القمع و الإستبداد المسلطة على كل شعوب العالم و وبخاصة الشعوب العربية. أثثت عديد السهرات فى مختلف البلدان الأوروبية و خاصة فى فرنسا حيث كانت تعيش و تواصل دراستها الموسيقى. لها نمط موسيقي ميزها عن غيرها يجمع بين موسيقى الجاز و الفولك و الريقي و السول.
ومن أكثر أغانيها انتشارا quot; إلى سلمى quot; في كلمات للشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان وهي مهداة إلى الأديبة سلمى الخضراء الجيوسي :

ماذا أقول لها.. تحيا على رمقي
أفراحها لم تعش.. إلا على الحرق
الموت راودها.. دهرا و غافلها
و اقتص آثارها.. في آخر الأفق
***

ملصق المهرجان
أين المفر.. قبور لا قرار لها
تقفو خطاك مسير الدرب فارتفقي
راحت.. و ما كتبت حرفا لصاحبةٍ
غابت.. و ما تعبت من غربة السفن

السهرة الثانية سيؤثثها الفن النبيل القادم من مصر و لبنان من خلال مشاركة الفنانة المصرية مريم صالح و الفنان اللبناني زيد حمدان. أما سهرة السبت فستكون فسلطينية في جزئها الأول من خلال مشاركة الفنان الفلسطيني ثامر أبو غزالة المغني و الملحن وعازف العود. كلمات قصائده عربية فصيحة، قصائد على غرار quot; حب quot; و : تخبط quot; و quot; الشباك quot; و quot; حوّل يا غنام quot; و quot; سكوت quot;.. وسيكون الجمهور في الجزء الثاني للسهرة مع فرقة quot; نشاز quot; التونسية.
مهرجان الموسيقى البديلة وحتى يكون التكامل فقد ارتأى المنظمون تخصيص حلقة دراسية ستتناول بالدرس quot; الموسيقى العربية البديلة quot; من خلال بعض المداخلات.
مهرجان الفن الموسيقي الملتزم يتواصل بسهرة الإثنين القادم تؤثثها فرقة quot; لا باس quot; الجزائرية ثم فرقة quot; بربروس quot; التونسية في الجزء الثاني للسهرة . أما سهرة الثلاثاء فسيكتشف الجمهور التونسي فرقة quot; مشروع ليلى quot; اللبنانية، وسيكون اختتام مهرجان قرطاج للموسيقى البديلة في الجزء الثاني من السهرة مع الموسيقي و عازف العود العراقي و المقيم بلندن خيام اللامي، أما الجزء الأول فستؤثثه الفنانة الفسلطينية المبدعة كاميليا جبران التي سبق للجمهور التونسي أن تعرف على فنها من خلال مشاركتها في مهرجان قرطاج الدولي.
كاميليا جبران ستبدع كعادتها و تتحف الجمهور التونسي بأجمل الأغاني من خلال ألبوماتها الغنائية quot; وميضquot; و quot; مكان quot; و قصائد تحمل نفسا وجوديا تأمليا وفلسفيا و اختلاف على مستوى الشكل و المضمون و بالتالي فهي تخرج عن السائد العربي. قصائد على غرار quot; وميض quot; و quot; ونبني quot; و quot; مرآة الهجرة quot; و quot; الصمت عار quot; و quot; أعيشك quot; و quot; بائع الخبز quot; و quot; الحب على الطريقة الفلسطينة quot; في كلمات للدكتور عبداللطيف عقل..

أعيشك في المحل تينا وزيتا..
وألبس عريك ثوبا معطر
وأبني خرائب عينيك بيتا
وأهواك حيا، وأهواك ميتا..
وإن جعت أقتات زعتر
وأمسح وجهي بشعرك الملتاع..
ليحمر وجهي المغبر
وأولد في راحتك جنينا..
وأنمو وأنمو وأكبر
* * *
وحين يهشم رأسي الجنودhellip;
وأشرب برد السجونhellip;
لأنساك..
أهواك أكثر
أعيشك في المحل تينا وزيتاhellip;..
وألبس عريك ثوبا معطر
وأبني خرائب عينيك بيتا
وأهواك حيا، وأهواك ميتاhellip;..
وإن جعت أقتات زعتر

مريم صالح وزيد حمدان

الأستاذ محمد بن سعيد عضو مجموعة quot; موسيقى و سلام quot; أكد في تصريح لـquot;إيلافquot; أنّ هذا الملتقى للموسيقى البديلة الذي جاء بآقتراح من مجموعته وموافقة و إشراف من وزارة الثقافة يهدف أساسا إلى :quot; حتى تصل الثقافة البديلة إلى جمهور أوسع و إلى وسائل الإعلام من أجل تشجيع الحوار و تبادل الأفكار من خلال جعل الثقافة البديلة في متناول كل مواطن إلى جانب تقديم صورة أكثر إشراقا، حديثة و مبتكرة وراء حدودنا و الدفاع عن قيم التعبير والإبداع الفني.quot;.
وأضاف محمد بن سعيد داعيا كل المهتمين كل الفاعلين في الحياة الثقافية والإجتماعية و السياسية إلى ضرورة الإيمان بأهمية الفن في الحياة المدنية للتونسيين و المشاركة في هذه المبادرة و تغذية الأمل لدى التونسيين بعد الأحداث التي عاشوها خلال الثورة ودعم ثقتهم في مستقبل تونس.