بغداد: اكد مجموعة من الشباب العاملين في الحقل الفني والمسرحي العراقي احتجاجهم على اوضاع دائرة السينما والمسرح وتعامل وزارة الثقافة معهم بدونية من خلال تعيين اشخاص مؤدلجين سياسيا كما اسموهم.
واشار الشباب في تجمع كبير صباح يوم الجمعة في شارع المتنبي الى ان تظاهرتهم واحتجاجهم على كل تصرف وقرار يسيء للثقافة العراقية، موضحين ان من يهين الفن والثقافة العراقية هم افراد لا صلة لهم بالثقافة لذا نطالب باعادة النظر بقرارات وتصورات وزارة الثقافة وتصحيحها،مشددين على قولهم :نحن مع حرية الثقافة والمسرح لسنا مع احد ولسنا ضد احد.
وقدم عدد من الشباب المسرحي مشاهد مسرحية تعلن تمسكهم بحرية المسرح وقد جددوا موقفهم من انهم ليسوا مع الادارة السابقة كما يروج البعض من الذين يحاولون تشويه صورة الشباب الذين تنفسوا الصعداء بعد التغيير وتمكنوا من اعتلاء خشبات المسارح بجرأة، لكنهم مع ضد من يحاول ادلجة المسرح ووضع خطوط حمر امام المسرحيين وتعيين الرجل غير المناسب في المكان المناسب، كما قدم الفنان محمد هاشم مشهدا من مسرحيته التي رفضتها وزارة الثقافة التي تحمل عنوان (فيسبوك).
وقد قال الفنان احمد شرجي الذي قرأ البيان الاحتجاجي الحب كل الحب لهؤلاء الشباب الذي استكثر عليهم البعض ان يكون لهم موقف حقيقي أزاء ما يحدث للفن والثقافة العراقية، موقف بعيدا عن خزائن المال السياسي، موضحا : ان احتجاجنا للجمعة الثانية هو ضد أسلمة المسرح والثقافة، ضد النظر الى الفن بدونية، متسائلا : لماذا تتعامل الوزارة بدونية مع الفنان العراقي وتأتي له برؤساء محاصصة، ومؤدلجين سياسيا، واخر شيء تفكر به هو الفنان، لم تعمر مسرحا واحدا، او تبني دار للسينما رغم إنها انتجت اكثر من 15 فلما تذهب اموالها بجيوب اشخاص ادمنوا السرقة،وما معنى ان لايدعوا اي فنان عراقي لافتتاحية بغداد عاصمة للثقافة العربية.
وجاء في البيان الذي اصدره مجموعة من الفنانين والمثقفين إلى الحكومة ووزارة الثقافة :

فيما تتفاقم الأزمة السياسية في العراق، ويتعرض الوضع الأمني إلى انهيارات يومية، وتتعرض حياة المواطن إلى الخطر وإلى أزمات متكررة في مختلف المستويات، نجد نحن مجموعة من الفنانين والمثقفين الشباب أن الحرية والثقافة في العراق تمرّ بمحنة حقيقية، لقد أُهملت الثقافة، وتراجع دورها بسبب المحاصصة، وأُلحقت الثقافة وحرية المثقف بالصراع السياسي، وبأسلوب متهافت ومفضوح نتج عنه قرارات تتصف باللا مهنية وتصب في مصلحة أطراف تنظر للثقافة بعين الريبة والاحتقار.
لقد حدث أكثر من مرة أن أُهينت الثقافة العراقية عبر حوادث ووقائع تم التعامل من خلالها مع الثقافة باستهانة كبيرة.. وكان آخر هذه الحوادث ما يسمى بأزمة ( العرض المسرحي الألماني) الذي قدّم ضمن نشاطات بغداد عاصمة للثقافة العربية.
نعلن نحن مجموعة من الفنانين والمثقفين الشباب أن هذا البيان لا يمثل رأي القائمين على دائرة السينما والمسرح أو منتدى المسرح الذي نظمت مهرجان المسرح، ولا يعبر عن شخص أو جهة أو حزب، وإنما يعبر عن رأي مجموعة من الفنانين والمثقفين يعتقدون أن التعامل مع الفن والثقافة في هذا الأمر قد جرى بطريقة تسيء لصورة الفنان والمثقف العراقي.. وكنا قد أصدرنا بياناً سابقاً جاء رداً على بيان وزارة الثقافة، ولم يؤخذ بنظر الاعتبار ما جاء فيه من مواقف سعت إلى دفع وزارة الثقافة إلى الالتفات إلى صوت الحكمة ورجاحة العقل والتوازن في التعامل مع الحراك الثقافي، وبدلاً من مراجعة الوزارة لموقفها في تثمين دور الفن والثقافة ارتجلت قرارات ترتب عليها تعريض الفنانين والمثقفين لإهانة أخرى عبر تهديدات المدير العام لدائرة السينما والمسرح/ وكالة،الذي استخدم لغة التهديد المبطنة أكثر من مرة.. وحاول أن يزج المرجعية الدينية.. وأحزابا إسلامية عريقة في تفصيل ثقافي هو من صلب العمل الفني.. فليس من المعقول أن تُسرق الثقافة العراقية على هذا النحو من قبل مثقفين هواة سمحت الظروف الطارئة للعراق أن يصلوا الى مواقع المسؤولية، وان يمارسوا ترويعاً وتخويفاً للفنانين والمسرحيين عبر مقابلاتهم المباشرة مع الموظفين والفنانين من خلال التلويح لهم بأنهم يمثلون موقف المرجعية الدينية التي نعرف جميعا مدى حرصها وحكمتها ونهجها الحكيم في الابتعاد عن التفاصيل التي تخص السياسة والثقافة.. كما عبرت المرجعية في مواقف كثيرة لها.. فإذا كانت المرجعية الدينية قد نأت بنفسها عن التدخل في تفصيلات العملية السياسية، فكيف يمكن لمن يزعم أنه يتحدث باسمها أن يزج المرجعية الرشيدة في خضم تفصيلات ثقافية كهذه أو يتحدث باسمها؟ فضلاً عن ادعائه تمثيله لأحزاب إسلامية عريقة نعتقد أنها أرفع وأسمى من أن تمارس قمعاً أو ترهيباً أو حجراً على الرأي والحريات في العراق.
لقد عبّرت أزمة العرض المسرحي الألماني عما يجري في واقع الثقافة في العراق.. وعدم قدرة من يدير شؤون الثقافة في العراق على الإيمان بالفعل الثقافي ودوره في بناء العراق الجديد وإنما أجهز على بنيتها المهنية. إننا نشهد اليوم، النتائج الحقيقية لاختزال الثقافة إلى مجرد وظائف إدارية ارتفع في مؤسساتها حمى الصراع والتنافس ثم تقاسم المغانم، ما من مشروع ثقافي واحد قد أُنجز.. ما من هدف حقيقي واحد تحقق على مستوى بناء المؤسسات الثقافية.. ما من مكسب مؤكد تحقق للفنانين والمثقفين. إن من يهيمن على الثقافة الآن هم أفراد لا صلة لهم بالثقافة وهم عاجزون عن تحقيق أي مشروع ثقافي موضوعي غير ما يمكن أن يحصلوا عليه من مكاسب.
لذا نتوجه إلى الحكومة ومن خلالها إلى السيد وزير الثقافة أن ينظر في مواقف وتصريحات المدير العام لدائرة السينما والمسرح /وكالة الذي اتهم مجموعة المحتجين في شارع المتنبي بأنهم تقاضوا أموالاً كي يتظاهروا،بينما كان احتجاجهم تحت شعار الانتصار للثقافة العراقية.. وعبَّر عن رأي مجموعة من الفنانين والمثقفين رأى فيهم المدير العام وكالة انهم مرتزقة وسذج في حين يجتمع بموظفي دائرته ويطالبهم علناً بتنظيم تظاهرات مضادة، أليس هذا هو الترهيب والترويع بعينه ؟ وإساءة كبيرة لمجموعة من الفنانين الشباب حاولوا أن يعبروا عن آرائهم بطريقة حضاري وسلمية.
نذكّر هنا بالماضي القريب حين قام النظام في الحقبة الدكتاتورية المقيتة بالهيمنة على الثقافة، واستخدامها بما يخدم مصالحه فأدى سلوكه إلى انهيار عدد كبير من المثقفين والفنانين، وحولهم إلى مطبلين على حساب الدم العراقي، نأمل ألا نجد في العراق الجديد سلوكاً يكرر فيه القائمون على إدارة الثقافة الخطأ نفسه لكن بشعارات مختلفة.
نأمل من وزارة الثقافة أن تفكر جادة بالاعتذار عن بيانها الأول المسيء للثقافة والفن، كما نتوسم أن تقوم وزارة الثقافة بواجباتها الثقافية بعيداً عن الصراع السياسي القائم، وأن تقدم نموذجاً حياً لمرحلة يراد لها أن تكون ديمقراطية، وألا تتعامل الوزراة بمزاجية في مسألة توظيف أشخاص لا صلة لهم بالسينما والمسرح في إدارة مؤسساتها.
أزاء كل هذا نخشى نحن مجموعة من الفنانين الشباب من أن تصل الثقافة إلى الحافات الخطرة، ونحذر من زج الدين واستخدامه في أي اختلاف ثقافي، لنحترم الدين كمقدس لدى الجميع ومن مسؤوليتِنا الثقافيةِ والأخلاقيةِ أن لا نستخدمه ومرجعياتنا الدينية وأحزابنا الإسلامية كأداة في اختلافات ثقافية، أو تنافسات على مكاسب ومغانم.
لقد جاء احتجاجنا كموقف مسؤول من تخبط وزارة الثقافة في إدارة أزمة العرض المسرحي الألماني وشعرنا بمسؤوليتنا الفنية، وتعبيراً عن يأسنا من وزارة تدير شؤون الثقافة في العراق في ظل نظام ديمقراطي، وزارة تعجز عن التعاطي مع أزمة عمل مسرحي لفنانين ألمان حلّوا ضيوفاً على بغداد عاصمة للثقافة العراقية، برغم كل المصاعب، وبرغم كل ما يقدمه الإعلام من صورة سوداوية تحاول أن تشوه صورة العراق الجديد، فإن نشاطاً بحجم مهرجان منتدى المسرح كان بمثابة خطوة تعبد الطريق الثقافي بين العراق والعالم، قد تمت الإساءة إليه عبر التعامل مع أزمة العرض المسرحي الألماني، وقدمت صورة لا تليق بالعراق وثقافته.
إننا نحن مجموعة من الفنانين والمثقفين الشباب نقف مع الثقافة العراقية بعيداً عن أي صراع أو اختلاف، ونسعى إلى أن تصل رسالتنا هذه للحكومة ووزارة الثقافة.
تجمع الفنانين والمثقفين

الموقعون:
1- أحمد شرجي / فنان مسرحي
2- علي السومري / كاتب وإعلامي
3- مرتضى حبيب / ممثل
4- حارث الهمام / سينمائي
5- باسم الطيب / مسرحي وممثل تلفزيوني
6- سامر دشر / مسرحي وممثل تلفزيوني
7- وسام عدنان / مسرحي
8- تحرير الأسدي / مسرحي
9- مرتضى حبيب / مسرحي
10- علاء قحطان / مسرحي
11- مهدي طالب / سينمائي
12- بشار كاظم / سينمائي
13- محمد ثامر / مسرحي
14- حسين وهام / مسرحي
15- أحمد مونيكا / مسرحي
16- محمد مونيكا / مسرحي وسينمائي
17- أحمد صباح / مسرحي
18- حيدر سعد / مسرحي
19- حيدر عبد علي / مسرحي
20- أمير عبد الحسين / مسرحي
21- أمير أبو الهيل / مسرحي
22- صابرين كاظم / شاعرة وإعلامية
23- رهام عبد الكريم / سينمائية
24- مينا فارس / مسرحية
25- قاسم محمد عباس / كاتب وباحث
26- أحمد سعداوي / روائي وسيناريست
27- أحمد عبد الحسين / شاعر وإعلامي
28- د. نصير غدير / شاعر وباحث
29- لبوة عرب / مسرحية
30- ياسر خضير / مسرحي
31- محمد بدر / مسرحي
32- زيدون حسين / موسيقي
33- مرتضى حنيص / ممثل
34- علي جبار / مسرحي
35- منتظر حنون / شاعر وإعلامي
36- فائز صبري / كاتب
37- كوكب حمزة / موسيقي
38- كاظم الواسطي / شاعر وكاتب
39- مؤيد الطيب / شاعر وإعلامي
40- حاتم تومي / مصور فوتوغرافي
41- أسعد مشاي / ممثل
42- ضرغام جابر / تشكيلي ومصمم
43- باسل الشبيب / كاتب وممثل