سيدني: صدرت خلال الإسبوع الماضي في نيويورك رواية جديدة للكاتب والطبيب الأفغاني، المقيم في الولايات المتحدة خالد حسيني والمسماة quot;وردّد الجبلquot;، حيث إصطفّ العديد من الذين إقتنوا الكتاب في طابور طويل لأكثر من خمس ساعات للحصول على توقيع نسخهم.
كان خالد حسيني يقول في روايته الرائعة quot;عدّاء الطائرة الورقيةquot; أن الأفغان يبالغون كثيراً. لذلك، إذا قام هذا الكاتب، في يوماً ما، بزيارة الحي الذي ولد فيه قبل 47 عاماً في كابول، وروى للرجال كبار السن هناك أنه تمّ بيع 38 مليون نسخة من روايته التي ظلّت لعامين متتاليين من أكثر الكتب مبيعاً في العالم، ربما لن يُصدّقوه.
غير أن هذا الرقم رفع من شأن خالد حسيني ككاتب، ليصطفّ إلى جانب المؤلفين الأكثر مبيعاً في العالم، وقد يحقق شهرةً أوسع لو أكّد الجمهور ما قاله النقاد عن أحدث أعماله الروائية . ووفقاً لصحيفة quot;ذا نيويورك تايمزquot; الأمريكية، أن quot;وردّد الجبلquot; تعدّ من أكثر روايات الكاتب إكتمالاً ، بعد quot;عدّاء الطائرة الورقيةquot;، وquot;ألف شمس ساطعةquot;.
وكان جذب عنوان الرواية الجديدة للكاتب خالد حسيني القراء الذين تهافتوا يوم الثلاثاء الماضي على quot;بارنز آند نوبلquot;، المكتبة الأشهر في مدينة نيويورك، للحصول على نسخة منها موقعة من قبل المؤلف، ومن ثمّ الإستماع إليه عن قرب وهو يتحدث عن كتابه الجديد.
عندما قرّر حسيني ترك الطب من أجل عيون الأدب، لم يخطر بباله قط أن الجمهور سيستقبله كنجمٍ هوليوودي. وهذا هو حاله اليوم، محاطاً بمجموعة من وكلاء وأصحاب دور النشر العالمية. وكان حسيني تبادل الحديث يوم الثلاثاء مع قرّائه حول كتابه الأخير quot;وردّد الجبلquot;، الذي يحمل بين ثناياه قصة عظيمة لكائنات تتّسم بالضياع وتتوزع أصداء وطنها كبقايا خرابٍ، ما بين كابول، وباريس، وكاليفورنيا، تتخللها أحياناً التوقف عند محطات بمدريد.
الشقيقان عبد اللّه وباري اللذان فرقتهما الحياة في وقتٍ مبكرٍ جداً، ولكنهما قريبان من بعضهما في غربتهما القاسية، يتقاسمان بطولة قصة متشابكة، تتقافز أحداثها بصورة دائمة من زمنٍ إلى آخر، عبر لغة تنصهر فيها العاطفة والشكوى والتفاهم، بين كائناتٍ بمستوى واحد، ضمن أجواء مثيرة للمشاعر. يؤكّد الكاتب أن العنوان كلّفه كثيراً وquot;أنه بمثابة تكريم لقصيدة كتبها ويليام بليك، الذي كان يشير فيها إلى التلال، ولكنني غيّرتها إلى جبال، الشديدة الحضور في الطبيعة الأفغانية، وبين الأشخاصquot;.
من بين جميع أفراد أسرته، كان خالد حسيني الوحيد الذي عاد إلى كابول. ليس من أجل الإقامة فيها، كونه يعيش في شمال كاليفورنيا، بل لتقديم المساعدة لأبناء جلدته من اللاجئين والمهجّرين، من خلال مؤسسة إغاثة إنسانية.
وفي روايته الجديدة، تبدو مشاعر حسيني متدفقة للغاية. ولم يستطع كاتب أن يضع القارئ في عمق الوضع الأفغاني المأساوي المعاصر، بدءاً من الغزو السوفييتي، وسيطرة طالبان، وحتى الإحتلال الأمريكي، مثلما فعل حسيني.
ويرى القارئ أن خالد حسيني يعود، في روايته الجديدة quot;وردّد الجبلquot;، إلى جذوره، ويغادرها، ليمكث في المرة الأخرى، ويبتعد تارةً أخرى، ومن ثمّ يراقب من موقع قريب، ليعود ويتابع عن بعد.