بغداد: حين امتلأت نفسه بالغيظ والقهر ووجد ان نداءات الناس من النازحين والمهجرين تذهب سدى ولم تمر على آذان المسؤولين وقلوبهم، قرر ان يمارس (اضعف الايمان) ويخاطب الاتحاد الذي ينتمي له وهو الإتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق.
&&&& احتدمت المشاعر في نفس الشاعر عادل الزبيدي من كركوك، بعد ان عاش تفاصيل الحياة اليومية للمشردين من ابناء محافظته،على الاقل، حيث كل شيء يراه امامه مأساويا، فلم يجد غير ان يطلق صرخة يعلن فيه ما يحتدم في نفسه،وينح التاريخ وثيقة صارخة بكلمات غير اعتيادية، وضع الشعر جانبا ونظر الى اتحاد الادباء في بلده عسى ان يكون امله الوحيد في انقاذ ما يمكن انقاذه لا سيما ان البرد القارس يشتد والعواصف الثلجية تترامى في العراء الذي يسكنه المشردون، وقد يأس من مخاطبة مسميات كثيرة.
& انه يكتب ما يجعل الشعر يخرّ ساجدا امام صور المأساة، انه يرسم لوحات من بكاء واحتجاج وغضب وشكوى وسخرية وعناء وصبر يكاد ينفد وعلل تتسابق الى ان تعلن عن نفسها بصراحة متناهية وكتابة لم تجد نفعا وسط اهوال تتدافع لترمي بمظلات الموت للمساكين لتنقذهم من حياة مترعة بالعذاب قد خذلهم الجميع، يخاطب من ليس في يده شيء لانه لم يجد الى غير ذلك سبيلا بعد ان فشلت هتافات الناس ونداءاتهم وصورهم
تعالوا.. نقرأ ما كتبه الشاعر عادل الزبيدي ليوثق به زمانا اقشعر به ابدان المساكين بينما هناك جلود من حجر صوان، اعتقد انها رسالة غير مستعجلة:

رسالة الشاعر:
الــى / الإتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق..
وفروعه في جميع المحافظات..
وربّ الإنسانية سنُسأل جميعاً (( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ )) ﴿٢٤﴾ الصافات
أيّ شعر وأيّ خصر ونهد تتغزل به أيها الشاعر والأديب ونحن بفاجعة؟
تجمّدت النهود على بعد أمتار من بيتك الدافئ
ماتت النساء.. فبمن ستتغزل أيها الــ ( شاعر )؟
تجمّد الأطفال ليلة أمس وقبله وبعده واليوم وغداً وبعد غد
أي مهرجانات ومسابقات ومحافل وأماسي شعرية يا ((( أدباء وياشعراء ))) وأطفالنا يتجمّدون في العراء؟!!
ثم ماذا ستنشدون بقصائدكم؟
1. الله؟... براء مما نحن " فيه / عليه "
2. الوطن؟... ساومنا عليه بطوائفنا وبعناه بخس
3. الإنسانية؟... لاتحاولوا
4. الأطفال؟... تجمّدوا وماتوا بالالاف والأعداد تتضاعف كل يوم وليلة
5. النساء؟... إخجلوا قليلاً فلعلنا نحافظ على صورتنا بأعينهن كــ ( رجال )!
وأخيراً وليس آخراً..
أطلب بل أرجو بصفتي الإنسانية فحسب من الإتحاد العام وفروعه في المحافظات وبما أن المؤسسات الحكومية ( وعلى مسؤوليتي الشخصية ) تنصّلت عن أداء دورها أمام الله والشعب أطلب:
العمل وبجديّة على رفع كتاب إلى السلطة العليا مطالباً باسمه (كممثل للأدباء والشعراء العراقيين ) لتقديم المساعدة الفورية للعوائل المتواجدة في العرااااءِ (قِ) وخاصة نحن مقبلون على عاصفة ثلجية ستودي بحياة المئات وربما الالاف..
وبما أنه لايسمح لهم بالدخول الى داخل المدن وأنهم باقون في السيطرات الرئيسية يرجى تزويدهم بكرفانات أو خيم لأن ثلاث نساء وطفلتين وشيخ ماتوا اليوم على حدود كركوك كما هو مبين في الصورة المرفقة مع المنشور والتي التقطت اليوم!!
وذلك أضعف الإنسانية..
اللهم هل بلّغت اللهم فاشهد
والله والإنسان والعراق.. من وراء القصد.
&