&
المسرح ولد في زمن الديمقراطية اليونانية في المسرح القديم وفي الزمن الحالي هناك متغيرات سياسية وفكرية واجتماعية إنه زمن العنف والحروب والتطرف ونهاية موسم الايدولوجيات القديمة وبروز تيارات دينية متطرفة وطائفية مقيتة ونهاية الهوية الوطنية وفناء روح المواطنة أدت الى نشوء مسلمات جديدة في عالم يموج بالاضطرابات والفوضى ودمقراطية الفوضى الخلاقة . وهل ممكن للمسرح والفنان أن يقوم بدور ثقافي وسياسي للرد على مظاهر الجمود والتخلف وشحن ذاكرة الناس لواقع ثقافي جديد بنكهة الحداثة وعدم شحن الذاكرة والرجوع الى الماضي والنبش في التأريخ وتأجيج الصراعات الفكرية والدينية والطائفية ومواكبة المناخ الانساني وإحداث تغيير في طريقة إدراك الثقافات الاخرى وتذوق الجمهور للحياة لمعرفة الواقع وخلق رؤية جديدة للكون والعالم بسبب خنق الحريات وبروز تيارات وأحزاب عنصرية وحروب .حدتث& ثورة ثقافية وبرزت تيارات مسرحية& مثل مسرح ملحمي ومسرح سياسي لمجابهة وتعطيل الافكار النازية والعنصرية والفاشية وبسبب الحروب ولد تيار مسرح العبث او& المسرح الطليعي او مايسمى مسرح اللامعقول وكذلك& المسرح الاحتفالي ومسرح الفرجة ومسرح المنوعات للحد من طقوس دينية مغلقة وظهر مسرح المقهورين ومسرح الخبز ومسرح الغضب ضد التهميش والتمييز ومسارح تدعوا الى المساواة بين الجنسين الرجل والمرأة وظهر فنانين ومسارح تدعوا الى التمرد وتغيير الواقع ومسرح يدعوا الى الحرية والتحرر من القيود ومن المرتشين والفاسدين والخونة ورجال السلطة والنزول الى الشارع لغرض التغيير والخلاص من إستبداد الاحزاب الدنيوية والدينية ويبقى دور المسرح وخاصة الكباريه السياسي& ومسرح التغيير وهو تحويل المتفرج& الساكن والساكت الى متلقي فاعل يقف بوجه مشعلوا الحرائق من خلال تقديم مسرحيات تحرك وتؤجج وجدان المتلقي وتحاكي همومه وتبرز الواقع المزري اي مسرح يرتبط بجمهوره وينتمي له ولاينفصل عنه وتبقى أهمية تنمية المعرفة الثقافية لدى المتلقي ومحاولة رفض تسمية وجعل المسرح مجرد وسيلة تسلية وجوهر المسرح يرفض التبعيات والمفاهيم السياسية المفروضة وذلك لكون اهمية حرية الفنان وموقفه ورؤيته للحياة وعدم أدلجته من خلال إقامة مهرجانات& تحت عناوين ومسميات مختلفة مثل مسرح تعبوي وتقديم مسرحيات تخدم سلطة الاستبداد وعشاق الكرسي أو أحزاب لها غاياتها من خلال استغلال الفنان كوسيلة للترويج لبضاعتها الفاسدة والمستهلكة ويبقى الفنان والمسرح محاصر وفق خطاب معقد ومحاصر مابين الوجود والعدم وجمود الرؤيا الفكرية مثال على ذك الترويج لسياسة العدوان والهيمنة والحروب والتحرير واللعب على التناقضات السياسية مع الاسف ينحاز بعض الفنانين وفق عوز مادي لهكذا شعارات رنانة وميديا الترويج والتسويق الرخيص, اما عندما يشعر الفنان والمثقف ويكون لصيق لهموم الناس ومجتمعه في ظل الاستبداد والتهميش وخنق الحريات ينزل الى الشوارع وفق حراك شعبي او ثقافي وفق تسميات متنوعة ربيع& او انتفاضة شعبية لغرض التغيير وانتهاء صلاحية الحاكم قد يقول البعض نخسر الامن والامان او نفقد الحرية ونشعر بالخيبة ويزداد الكبث والضيق ويصبح أكثر خناقآ بسبب ركوب موجة التغيير وصعود تيارات دينية وحزبية لاتعرف الثورة والتقدم ولاتمت بصلة للتحضر والتمدن لا من قريب ولا من بعيد هولاء يقتنصون ثورة غضب الاخرين لذلك تتحول الثورة الى وباء وفايروس قاتل ويعيش الشعب في حالة تشظي وتقسيم وضياع الانسجام والسلم الاجتماعي وتفكيك النسيج الاجتماعي وتكون المحصلة& تأجيج الصراعات الاثنية والطائفية والمذهبية مابين ابناء البلد الواحد وتظهر تيارات دينية وحزبية متطرفة وتشغل البعض المغرر بهم في إقامة مهرجان للمسرح تحت شعارات رنانة تنسجم مع طروحاتهم وتوجهاتهم لغرض تخدير الناس وغياب المرأة وفق مقتضيات التابو الديني ويبقى السوأل المهم ايهما أهمْ وجود الامن والامان والاستقرار في ظل حكم الطغاة والعسكر والمستبدين والفاسدين ام الحرية تعني الخراب والدمار وفقدان الحرية والامن والامان في ظل حكم أحزاب بشعارات دينية أكثر فسادآ وضيقآ لحرية المجتمعات المدنية وهولاء مشعلوا الحرائق . وما هو دور المثقف والفنان والمسرح في كل مايحصل من متغيرات هل يقف متفرجآ ام يقف مع مايحصل من هزات سياسية واجتماعية والتي تحدث ثورة في بنية المجتمع الذي ينتمي اليه ام يقف بالضد من كل مظاهر التخلف والتي جلبتها أحزاب لاتمت للحضارة بشيئ تدعوا الى حروب غير وطنية وتشعل فتيل الحروب الطائفية والاهلية يحترق اليابس مع الاخضر هل يبقى الفنان حيادي وفي موقف المتفرج السلبي ام يستنكر هذا القتل العشوائي بسبب ان المسرح والمسرحي المثقف يستنكر مثل هكذا صراعات وحروب حولت بلداننا ومدننا الى تكنات عسكرية يسودها الخراب والدمار وتلاشى موسم الحب والجمال وموسم الربيع واصبح خريف مزري. يبقى الفن المسرحي رائع& لكونه يحقق الامل ويعيد الروح للناس& يبقى المسرح بدون جمهور لا قيمة له ففي موسم الامن والامان يخضع المسرح لتقسيم جمالي وإقبال جماهيري لمشاهدة العروض المسرحية سواء كان مسرح التسلية لغرض التحرر من همومه ربما يقول بعض النقاد& هذا مسرح تجاري وسيئ ومسرح شباك& التذاكر وسلعة تجارية وفق نظام انتاجي رأسمالي .ونجاح المسرح وازدهاره يبدأ من خلال الوعي الجماهيري وليس من توجهات السلطة وفائدة المسرح من خلال الوعي وايصال الكلمة والتي تحرض وتكشف الفاسدين& والمرتشين وتكشف فاشية السلطة والاحزاب هذا النوع من المسرح والذي نتمناه ونحلم به يقوده المهمشين والمحوومين والمنفيين ومن عامة الناس ونكرر دومآ نحن المسرحيين من نحن؟ وماذا نريد وماذا نفعل؟ إثناء البروفات المسرحية& ونحن نخوض مغامرة كتابة نص مسرحي من الواقع. اما في زمن الحرب كل شيئ وكل انسان يتحول الى جندي مقاتل وفق سياقات التعبئة العامة ربما تحضرني ذكراهم والانسان يفقد كل شيئ لكن عليه ان يتمسك بالامل ولايفقد الامل& وتبقى تأثيرات الحرب وكمية الدماء المهدورة والفعل التخريبي للحرب وأثره النفسي على الانسان بسبب عوامل داخلية وخارجية& على الفنان المسرحي ان يبتعد عن الخطب السياسية والايديولوجيات السياسية المتطرفة العنصرية والطائفية في مسرحنا لكي لانقع ويقع جمهورنا ضحية لهذه الافكار الهدامة والتي جعلته يختنق موتآ وأن نرفع راية السلام والحرية واحترام حقوق الانسان ونبتعد عن السحر والخرافة والشعوذة وسلب الارادة الانسانية ونجعل من مسرحنا هدف وغاية ورسالة نبيلة وخطاب مسرحي يدعوا الى جمهور متسامح& يقبل الحوار والتعددية ا& ويتحول مسرحنا للحوار وبصوت مرتفع التعددية.
عصمان فارس مخرج وناقد& مسرحي&/&السويد
التعليقات