&تعتبر لوحة الفنان لوسيان فرويد "فتاة حامل" حتى بنظر الرائي الاعتيادي من اكثر لوحاته رقة وحنانا في تصوير عشيقته المراهقة وهي حامل بطفله. وبالنسبة لإبنته بيلا فرويد فان لوحة الفتاة برناردين كوفرلي تثير مشاعر حتى أشد حدة بتعبيرها عن لحظة في حياة أُمها وهي تحمل فلذة كبدها بلوحة رسمها فرويد لكي يراها العالم اجمع. ومن المقرر بيع اللوحة &في مزاد لأول مرة بعد مرور أكثر من نصف قرن على رسمها. &ويقدر سعر "فتاة حامل" بنحو 10 ملايين جنيه استرليني. وكان فرويد في اواخر الثلاثينات من العمر حين وقع في غرام برناردين كوفرلي التلميذة السابقة في أحد الأديرة والمراهقة الهاربة من أهلها ، لتصبح أم اثنين من أطفاله لاحقا.&
وانتقلت كوفرلي لاحقا مع ابنتيها بيلا وايستر الى المغرب. &وجرى تصوير حياتها اللاحقة في فيلم سينمائي قامت كايت وينسليت بدور برناردين كوفرلي فيه. &
ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن بيلا فرويد مصممة الأزياء المشهورة عالميا الآن ان والدتها كانت فخورة ببورتريه "فتاة حامل" التي تلتقط لحظة سعيدة في حياتها. وقالت بيلا ان والدها ووالدتها انفصلا حين كانت في الثانية من العمر وليس لديها ذكرى أو صورة في ذهنها عنهما معا. وأُرسلت كوفرلي الى مدرسة داخلية تابعة لدير وهي في الرابعة من العمر وحاولت الفرار مرتين. &وكانت مراهقة في السابعة عشرة حين رسمها فرويد مستلقية على اريكة خضراء في لندن. وقالت ابنتهما بيلا ان والدتها كانت تتردد على منطقة سوهو وانها التقت والدها في احدى حاناتها. واعربت عن اقتناعها بأن والدها كان حقا متيماً بحب والدتها رغم انها كانت تفعل اشياء لا يوافق عليها مثل أخذ ابنتيهما للعيش في المغرب.
ولم تكن اللوحة التي رُسمت في عام 1960 ـ 1961 مُلك العائلة ذات يوم بل انتقلت من مشغل فرويد الى غاليري مارلبوره إبان الستينات حين اشتراها احد المقتنين. &وسيعرضها مالكوها الحاليون الذين اشتروها عام 1983 للبيع في مزاد تنظمه دار سوذبي. &وستكون هذه اول مرة تتوفر فيها اللوحة لمزايدة عامة على شرائها.&
وقدر خبراء ان يصل سعرها الى 10 ملايين جنيه استرليني مرجحين ألا يكون هناك بورتريه في نتاجات فرويد بمثل هذه الجاذبية والحنان والعمق العاطفي.
وقال اوليفر بيكر نائب رئيس دار سوذبي في اوروبا"ان هذه اللوحة الجميلة الى حد مدهش تجسد الآصرة العميقة بين لوسيان وبرناردين التي استمرت زمن حياة". وتصور اللوحة برناردين كوفرلي وهي حامل بابنتها بيلا البالغة من العمر 54 عاما الآن وتعمل مصممة أزياء وهي نفسها أم لصبي. &ورسمها والدها فرويد بعد فترة وجيزة على ولادتها في بورتريه ذي شهرة مماثلة بعنوان "طفلة على اريكة خضراء". &وكانت لوحة "فتاة حامل" عُرضت في غاليري هايورد عام 1974 وتيت عام 2003 وغاليري البورتريه الوطني عام 2012. وستباع اللوحة في مزاد سوذبي في لندن في 10 شباط/فبراير.&
&