&


ديجورُ قلبي ارتمى .. فاستبسلَ النورُ
كلاهما في الجوى، يا حلوتي زورُ

داهمتـِني، حيثُ لا ترتادني سُحبٌ
ولا هلال ولا نجوى ولا دورُ

وجُزتِ كالفارسِ الأحلى لملهمتي
وحالَ بيني وبينَ الملتقى سورُ

لولا اصطيادي بسيفٍ في العلا عرِمٍ
واستثنوا الغصنَ، ما استحلاكِ عصفورُ!

الموتُ فيكِ طقوسٌ أم جنونُ هوًى،
في الحالتينِ، ظهورُ الحقّ تشفيرُ

حملتُ خيلي فهذي الحربُ ساخنةٌ
وحاملُ الخيلِ تحت النارِ مشهورُ!

لمّا قرأتُ على رَدفيكِ قافيةً
نعيتُ حرفي فكلُّ الشعرِ مكسورُ

والنحوُ في خصرها، أبدى تأسّفهُ
على النحاةِ، فهمْ جرٌّ ومجرورُ!

واخضوضرَت أرضُنا وامتدّ موسمُها
لما أتتها وخلنا أنها بورُ ..

أفقتُ من فزعي ألا أشوفَكِ في
رؤايَ فازدادَ خوفي وهْوَ معذورُ

قلّبتُ وحيكِ صمتًا بعدَ أحجيةٍ
وهالني فيه، أنّ الحبّ مذكورُ

ودَدتُ لو أنني، خمرٌ بمقلتها
لأنتشي دافئًا، والثغرُ بلّورُ

تسبيحةُ الطيرِ فرّتْ منكِ نحنحةً
في التلِّ، حتى جفا داوودَ مزمورُ

والجنُّ قد مرُدتْ للإبن مذ أُمِرتْ
والليلُ في خِلعِ الإحرامِ مخمورُ

كسى الجمالُ طريقَ الليل مزدلفًا
إلى مِنى المشتهى والحجُّ مبرورُ

عانى سليمانُ في حكمٍ بلا لغةٍ،
ولو سكتْتِ، لصابَ الجنَّ تسخيرُ!

وإن يكُ الدينُ مسطورًا لمستتر
النهى فأنتِ كتابُ الدينِ منظورُ

رأى المبشرَ أهلُ البيتِ مبتهلًا
وقد دعاكِ فذا الفردوسُ مهجورُ!

وأنّ ذي الجنة الأخرى بلاكِ بلى
وما استوى بعدُ في الجناتِ تعطيرُ!

حتى الخفايا بدتْ، من غير ساحرةٍ
إلاكِ، يا جُنّتي إن قيلَ (دستورُ)!

يومُ القيامةِ يدنو، لا ظلامَ إذا
كنتِ الشموسَ ولم يدركْكِ تكويرُ!

وها قد اجتمعَتْ فيكِ النساءُ فما
لي حاجة أن يُرى في سيرتي الزيرُ!

ما للخطايا، أضرّت فيكَ جنّتُها
وتدّعي من خطاها، تولدُ الحورُ؟

فيا بني أمتي، يا من مشوا بدمي
باللهِ، قوموا من الأحلامِ أو ثوروا!