&

الفاتحة

عَلَى أنقَاضِ صَفورية
& & هُنَاكَ تَأوَّهنا
عَلَى الأرمَاحِ فِي وَسَطِهَا
& & عَلَّقْتُ إزَارَكِ
لأنَّهُ هُناكَ
سَخَروا بنا الَّذينَ قتلونا
& & وسَأَلُونا مُعجزةً فتنبَّهنا:
مِن أنفاسِكِ
& & صَنَعتُ قِلادةً لعنقي
ومِن أحلامِي
& & سَبَكتُ لكِ سِوارًا
وحينَ تَنَهَّدَ
& & عَلَى جبينِكِ عَرَقي
مُنَجَّمًا
ارتَضَعْتُ
& & فُرْقَانَ اسمِكِ مِرارًا
وفي وهنٍ تَمَلْمَلْنَا
وتَذَكَّرْنَا:
& & تفاحة أحمد الحسن

س.

لا تعودي
& & مع العَائدين
الظَّافرين
& & بحُلمٍ مُستعار
لا تَلمُسِي
& & خبزَ فرحِهم
لا تَغمِسِي شفتيكِ
& & في خمرِهم
ومِن غيثِ ظِلَالِهم
لا تنضحي
& & عَلَى أناملِكِ
& & فتزولُ
& & عنها رائحةُ النُّجوم

ا.

لا تعودي
& & أخشى عليكِ؛
فأقدامُهم
في لحمِ الأرضِ
& & تصنعُ آثارًا غائرة:
آثارُ أقدامِهم
& & قروحٌ وقبور
كهوفٌ فاغرةٌ
مَكظوظةٌ
بأنيابٍ لا تعرفُ شِبعًا
تَجْتَثُّ فِي نهمٍ
& & خيوطًا مِن نورٍ
& & يبتهلُ خاشِعًا
& & على دوائرِ فخذيكِ
وتلتهم فِي غِلْظَةٍ
& & عناقيدَ كَرْمٍ
& & من الأغنياتِ النَّضيجةِ
& & تبيتُ بينَ ثدييكِ

م.

لا تعودي
& & مع العَائدين
آثارُ أقدامِنا معًا
ستصيرُ يومًا مَا
مَهدًا رَءومًا
& & لفجرِنا الرَّضيع
وخنادقَ حانيةً
تتحصَّنُ في أرحامِها
& & الفراشاتُ؛
لتعانقَ فِي وَلهٍ
خصلاتِ شعركِ
& & المُضمَّخةَ
& & بتحنانٍ عنيد

ي.

لا تعودي
& & سنعودُ معًا؛
فانتظارُنا الصَّادق
الممزوجُ بالدَّم والحَريق
أطهرُ
& & من عودتِهم:
انتظارُنا الصادق
صليبٌ يمتحُ
& & مِن شرايينِ عناقِنا
نزيفَ الرعشةِ المُثخَنةِ
& & بمرارةِ الضَّباب؛
ويُحيلها أزهارًا:
في حُمرتِها
يُصلي البسطاءُ
لإلهٍ لا يبسمُ
& & في وجهِ الطَّواغيت
لإلهٍ لا يحتملُ
& & بكاءَ طفلةٍ على دُميتها
لإلهٍ يتأملُ مشدوهًا
& & دخانَ سجائرِكِ
& & المُؤرَّقة
& & كبَخورِ ذبيحةٍ
& & مُملَّحةٍ بالنار
لإلهٍ تساورُهُ
& & رغبةٌ ضاريةٌ في الانتحار
كلَّما تَحمَّمتِ&
برُضابِ عطشي إليكِ
& & وحيدةً
& & وسطَ أكداسٍ مِن الموتى

ت.

لا تعودي
& & مع العَائدين
قبل أن يصيرَ
& & قوسُ قُزَحٍ
جسرًا
بينَ أنينِ بشرتِك
& & المُترَعةِ بنكهةِ الشِّعرِ
وحنينِ لساني المَغلول
& & بنِسَعٍ مُدَمَّاةٍ
& & مِن حَسَكٍ وصمت؛
كلُّ عودةٍ لا تتجلَّى
لهيبًا يتدفقُ
& & في نبعِ امرأةٍ
وفراشًا يخفقُ
& & في حُشاشةِ قلبٍ
ما هي إلا منفًى:
منفًى مَجذوم
يسترُ عورتَهُ النَّخِرة
بأقنعةٍ مُرَقَّعةٍ
& & مِن الهِتافِ الرَّخيص
يَستجدي مُخاتِلًا
بنحيبٍ أشبهَ بالسُّعالِ
فُتاتةَ أملٍ ذليل
& & مُشرَّبةً بنقيعِ
& & التَّصفيق

ي.

لا تعودي
& & مع العَائدين؛
فكلُّ عودةٍ كذوب
مَا مِن عودةٍ
سِوَاكِ
&