كردية سورية من مواليد مدينة الحسكة، تخرجت في معهد اللغة العربية، لها في مجال القصة ثلاث مجموعات قصصية: "نداء اللازورد، أيام فيما بعد، /أم لوهم البياض" إلى جانب مجموعة شعرية بعنوان "كن لأصابعي ندى"، فضلاً عن ديوان شعر باللغة الكردية، نالت العديد من الجوائز الأدبية في مجال القصة، مثل جائزة ألبتاني 2005، جائزة اتحاد الكتاب العرب 2006 ، جائزة مهرجان الخابور الأول 2006،-جائزة عبد السلام العجيلي للقصة 2008

إيلاف التقت الكاتبة السورية وجيهة عبدالرحمن وكان اللقاء التالي:
&
نلتي مؤخراً لقب سفيرة السلام، من قبل منظمة السلام الدولية للإغاثة وحقوق الإنسان في السويد، وعرف عنك النشاط السياسي في بلد يعاني من الحرب، ذلك النشاط غير الحيادي على الاطلاق، هل ترين في ذلك أي تناقض، كون أدب الحرب فى جوهره وسيلة للخلاص الفردي، وهل يؤثر كل ذلك على كتابة الرواية؟
- لقب سفيرة السلام تمَّ منحه لي من قبل منظمة السلام الدوليةللإغاثة في السويد، مشكورين على تقديرهم لي بسبب نشاطاتي في مجال حقوق الإنسان كرئيسة (جمعية آسو لمناهضة العنف ضد المرأة )، وعضويتي لمنظمات أخرى في مجال المجتمع المدني، وأيضا بسبب كتاباتي &التي يطفو دوماً من خلالها على السطح الإنسان المقهور والمهمَّش ذكراً كان أم أنثى.
لاتناقض مطلقا في ذلك لأنَّ أدب &الحرب لم يكن أبداً وسيلة لخلاص فردي بقدر ماهو تجسيد وتوثيق لمرحلة تاريخية غاية في الأهمية من أجل خلاص جماعي والأجيال القادمة، كما أنَّه تحفيز للفرد للصمود في زمن الحروب المهلكة.&بالتأكيد لم ولن يؤثر ذلك على كتابتي للرواية، بل على العكس فقد جاءت روايتي الأخيرة( العبور الخامس) &والتي هي الآن في لمساتها الأخيرة توثيقا لهذه المرحلة الهامة من تاريخ المرحلة برمتها.
&
ما هو دور الأدب والثقافة في واقع الحروب؟
- دور الأدب والثقافة هو توثيق ورصد ما يحدث بصورة واقعية بعيداً عن تشويه الحقائق من أجل تاريخ منصف ورصين.
&
رواياتك، رحلة عبر الزمن، في اتجاه الماضي، الروائي ضمن هذا السياق يمنح للقارئ فضاء رومانسياً نحو التاريخ، هل تنظرين للماضي هرباً إلى الخلف أم منظاراً للأمام، وإلى أي درجة فقدتي الأمل في المستقبل؟
- مراحل الزمن هي حلقات متصلة ببعضها ، الحاضر يرتكز على الماضي والمستقبل ينبثق من الحاضر، لذا فإنَّنا بحاجة ماسَّة إلى النظر إلى الخلف بين الفينة والأخرى ليس للمراوحة في المكان بل لتصويب المسار ، ثم أنني لاأعتقد أنني فقدت الأمل في المستقبل طالما هناك إنسان واحد على سطح الأرض.
&
هل من الممكن إعطاء إضاءة بشأن الحدود الفاصلة بين الواقعي والمتخيل في نصوصك؟
- نصوصي فيها المتخيل وفيها الواقعي ، وفيها المزج بين المتخيل والواقعي، فالقصص الواقعية لابد لها من دخول مختبري الأدبي ليخرج النص الواقعي بصورة أدبية مؤثرة بعيداً عن السردية التي لا أحبِّذها في الأدب،والنصوص المتخيلة أيضا لاأبتعد فيها عن الواقع، كون المتخيل هو الابن الشرعي للواقع ولكن بأبعاد ومقاييس مختلفة، لذا فالحدود قد تنعدم وقد تظهر في نصوصي مابين المتخيل والواقعي، حينما يتم إحالة النص الواقعي إلى مختبر التخيل.
&
هل في تصورك أن على الكتاب أن يكونوا في نصوصهم وعاظا ومرشدين أخلاقيين
- لاأعتقد أنه على الكاتب والأديب أن ينصِّب نفسه واعظاً أو مرشداً، مهمَّته تقديم النص المقتبس من التجارب الإنسانية ( النص الإشكالي ) وترك القارىء على عتبة الكثير من الأسئلة التي ستدفعه إلى إعمال فكره وروحع وعقله وقلبه.
&
بين المجموعات القصصية: "نداء اللازورد، أيام فيما بعد، أم لوهم البياض"، ورواياتك، ورواية الزفير الحار... أي من الأعمال تتمنين أن تشاهدينها كفيلم سينمائي مصور؟
- الكثير من القصص القصيرة التي كتبتها تستحق أن تتحول إلى فيلم سينمائي، أما روايتيْ ( الزفير الحار _ لالين) أعتقد أنهما تستحقان بالفعل أن تكونا أفلاماً، لأنني أعتز بالفعل بالزفير الحار، ورواية( لالين) &التي سيقرأها الناس قريبا هي رواية في غاية الأهمية لما لها من علاقة بالأديان والقوميات التي أصبحت آفة المرحلة الراهنة.
&
نظرتكِ لأصحاب الأقلام الذين يعبثون بأحرفهم في ميادين الغزل وغيره وهل يعد ذلك أدباً برأيك؟
- الغزل هو نوع من أنواع الشعر الكثيرة كالرثاء والهجاء والوصف وغيرها، وله أهميته الخاصة التي تجعله ربما يعلو على غيره من الأنواع في المكانة الأدبية، لأنَّ الغزل يأتي بدافع الحب، والحب بكافة أشكاله هو العنصر الأهم في استمرارية الحياة، ولكن يظل أن نميز بين الغزل الرَّث والغزل الجيدالمؤدي لغرضه.
&
&