كتابة / كاثرين شاتوك
ترجمة / أحمد فاضل
&
لم يحظ مطرب بإعجاب العالم له مثل ألفيس بريسلي ، هذا الإعجاب تخطى حدوده ليدخل البيت الأبيض الأمريكي قبل 46 سنة من الآن حينما أرسل الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون مستشاريه إلى نجم هوليوود ومطرب الروك أندرول الأشهر ألفيس بريسلي لمقابلته وقد تهيأ الرئيس بكامل أناقته حينما ارتدى طقما حديثا من الملابس الرسمية ، لكنه بلون رمادي هذه المرة وهو ما سجل انقلابا لما عهدته تلك البروتوكولات حينما يرتدي الرئيس ملابسه السوداء الغامقة في استقباله لزواره عادة مع دبوس يحمل العلم الأمريكي يعلقه فوق صدره &، أما بريسلي فقد تسلح بكل ما عرف عنه من ملابس فضفاضة وقبعة كبيرة على الرأس وحزاما عريضا من الذهب ، هذا اللقاء جعل الكثير من الشعب الأمريكي يتساءل عن مغزاه الحقيقي في ظروف صعبة عاشها الاثنان ، الرئيس وفضيحة ووتر غيت وهو اسم لأكبر فضيحة سياسية في تاريخ أمريكا حيث كان عام 1968 عامًا سيئًا على الرئيس &نيكسون حينما فاز بصعوبة شديدة على منافسه الديموقراطي همفري &بنسبة 43 ونصف في المائة إلى 42 في المائة ، مما جعل موقف الرئيس أثناء معركة التجديد للرئاسة له عام 1972 صعباً جداً قرر بعدها التجسس على مكاتب الحزب الديمقراطي المنافس في مبنى ووترغيت ، وفي 17 يونيو / حزيران 1972 ألقي القبض على خمسة أشخاص في واشنطن بمقر الحزب الديمقراطي وهم ينصبون أجهزة تسجيل مموهة كان البيت الأبيض قد سجل 64 مكالمة &فتفجرت أزمة سياسية هائلة وتوجهت أصابع الاتهام إلى الرئيس نيكسون حيث استقال على أثر ذلك في أغسطس / آب عام 1974وتمت محاكمته بسبب تلك الفضيحة ، وفي 8 سبتمبر / أيلول 1974 أصدر الرئيس الأمريكي جيرالد فورد عفواً بحق &الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون على خلفيات تلك الفضيحة ، أما بريسلي فهو من وجهة نظر بعض حساده قد مثل الانحطاط الأخلاقي الأمريكي في ذلك الوقت ، هذين الحدثين اللذان وقعا في 21 ديسمبر / كانون الأول 1970 سوف يتابعهما جمهور السينما من خلال الفيلم الكوميدي &" الفيس ونيكسون " الذي عرض في دور السينما الأمريكية 22 أبريل نيسان الماضي بعد عرضه في مهرجان تريبيكا السينمائي في نيويورك وزعته استوديوهات أمازون والذي استند على رواية هي أقرب إلى الحقيقة بعد أن شعر الرئيس نيكسون أن بريسلي قد يساعده في إنقاذ البلاد من ويلات حركة الفهود السود والهيبيين والطلاب الذين انتشرت بينهم ظاهرة تعاطي المخدرات والعقاقير الخطرة ، الطريف في الأمر أن الأخير توفي نتيجة لتناوله جرعة زائدة منها بينما الفيلم أظهره كناشط في مكافحة المخدرات حيث يقول له الرئيس : " لقد قام مكتبي بالتعاون مع مكتب مكافحة المخدرات بدراسة معمقة لهذه الظاهرة ومع الخطر الشيوعي كذلك وأثرهما على طلابنا وسوف أكون في غاية السعادة مساعدتكم لنا في هذا الجانب والأفضل أن تكون تحركاتك سرية لخطورتها " &، الفيلم كان من بطولة مايكل شانون الذي تقمص شخصية بريسلي بينما تقمص شخصية الرئيس نيكسون كيفن سبيسي .
الفيس بريسلي كان الشخصية المثالية بحسب الرئيس نيكسون وطاقمه من يستطيع تقديم العون للحكومة الفيدرالية الأمريكية في تصديها لتلك المشاكل فهو شاب ذكي وفنان معروف تعشقه الملايين حتى من خارج الولايات المتحدة يمكن له إيقاف ذلك المد الشبابي المتهور بحسب البت أبيض آنذاك وعندما تم وضع صورة بريسلي بجانب الرئيس في المتحف الرئاسي اعترض هالدمان كبير الموظفين هناك قائلا : " لا بد أنكم تمزحون حينما تضعون هذه الصورة لشخص حاولنا الاعتماد عليه في مكافحة انتشار المخدرات بينما هو من أكثر الناس تعاطيا لها " ، أما سيناريو الفيلم الذي كتبه جاك أندرسون فقد عكس وجهة نظر أخرى إيجابية لصالح مطرب الروك أندرول حينما أظهره للمتفرج إنسان بمعنى الكلمة ، ومع أن الإدارة الأمريكية وقتذاك لم تستفد منه حينما أرادت الاستعانة به إلا أنها فخورة كونه مثال الشاب الأمريكي الذي يستجيب لنداء الواجب حين يدعوه ، السيناريو اعتمد بشكل كبير على روايات مباشرة من جيري شيلينج صديق بريسلي ويد كروج مساعد نيكسون ، هذا ما ذكره الكاتب غرينبرغ في كتابه " الظل نيكسون : تاريخ من خلال صورة " .
عن / صحيفة نيويورك تايمز