للسنة التاسعة .. تتواصل مسابقة ناجي جواد الساعاتي لادب الرحلات في تحدي ظروفها والاعلان عن نفسها بقوة باحلام ان تتوسع اكثر وتحظى بالدعم المميز الذي يجعلها شبيهة بجائزة (ابن بطوطة) خاصة أن ادب الرحلات له شأن في عالم الادب، وهذا ما اكده القائمون على الجائزة والعديد من الادباء الذين حضروا احتفالية توزيع الجوائز ، وقد زيدت جائزة لتكون استثناء فيما ازداد عدد الادباء المشاركين ،من العراقيين داخل العراق وخارجه والعرب، الى عدد جعل اللجنة المنظمة تعبر عن زهوها وفخرها بما تحقق .
ففي جو احتفالي وحضور كبير ونوعي من الادباء احتضنتهم قاعة الجواهري في اتحاد الادباء والكتاب في العراق اعلنت لجنة الحفاظ على تراث الاديب الراحل ناجي جواد الساعاتي وهي اللجنة المشرفة على المسابقة نتائج دورتها التاسعة على التوالي ،وكانت النتائج بعد حاصل جمع النقاط بين اعضاء لجنة التقييم كالتالي:
الفائز الاول لمسابقة ناجي جواد الساعاتي في دورتها التاسعة هو الدكتور طه جزاع عن مخطوطته فوق الغيوم ..تحت الغيوم
&
الفائز بالجائزة الثانية الاديب والقاص محمد سعدون السباهي عن مخطوطته( كل هذا الصخب الجميل .)
وتقديرا لمبادرة ومشاركة الكاتبة وطالبة الدكتوراه زينب الساطع كاول امراة عراقية في هذه المسابقة فقد قررت اللجنة المشرفة استحداث جائزة للمرتبة الثالثة ولهذا العام فقط فكانت هذه الجائزة من نصيبها عن مخطوطتها (عامان في الفردوس ..رحلتي الى ماليزيا) .
&
تواصل رغم الصعوبات
واكد القائم على المسابقة سعد نجل الاديب ناجي الساعاتي على ضرورة دعم وتعضيد الجائزة لتتجاوز صعوباتها، وقال في رسالة قرأها تيابة عنه واثق الهاشمي : هذه المسابقة السنوية المتواضعة التي نستذكر فيها رحيل والدي الاديب والمحامي ناجي الساعاتي الذي يستحق منا هذا التكريم البسيط لما قدمه في هذا المجال ، وقد كان بحق احد رواد ادب الرحلات في العراق والوطن العربي .
واضاف: عندما راودتنا فكرة اطلاق هذه المسابقة لدعم وتنشيط هذا الادب المعروف عالميا ، والمغبون عربيا، لم يكن في خلدنا اننا سنحقق هذا الانتشار عراقيا وعربيا، فقد كانت المشاركات في البداية لا تتعدى اصابع اليد الواحدة وكانت كلها مشاركات عراقية ،اما اليوم ،وبعد مرور تسع سنوات على تدشين هذه المسابقة قاربت المشاركات العشرين عملا من العراق والوطن العربي ،وهو بحد ذاته يشكل نجاحا كبيرا فاق ما كنا نتوقعه وهذا ما يدفعنا الى التمسك والاستمرار بها رغم كل الصعوبات التي واجهتنا في السنين السابقة .
وتابع : ان توسع المشاركة وباعمال ذات مستوى وضعنا في موقف صعب تمثل في كيفية اجراء التفاوت ما بين الاعمال المشاركة الذي اجبرنا على ان نضيف جائزة ثالثة لهذه السنة استثناء ،ولو كانت لدينا الامكانية المادية لزدنا عدد الجوائز الى اكثر من ذلك ،ولو كان الوالد بيننا لمنح جائزة لكل عمل مشارك .
&
مشاركة غير مسبوقة
اما عضو لجنة المسابقة الكاتب توفيق التميمي فقال: تحققت الكثير من الانجازات منذ الدورة الاولى على الرغم من الدعم المحدود حيث تتبنى اسرة الراحل الساعاتي فقط هذه الجائزة ،فمنذ اليوم الاول الى هذا اليوم واللحنة المشرفة على الجائزة تناشد الجهات الرسمية وغير الرسمية على معاضدتها من اجل ان تصبح جائزة عالمية بمستوى جائزة ابن بطوطة في المغرب العربي .
واضاف: هذه الجائزة حققت على المستوى الفني وخلال التسع سنوات الماضية مشاركة كبيرة على مستوى العراقيين ،سواء من الذين في الداخل او المقيمين في الخارج ،او العرب .
وتابع : الشيء المفرح هو دخول عناصر الشباب في كتابة هذا الادب الجميل .
واضاف ايضا : حظت المسابقة هذه السنة بمشاركة غير مسبوقة عن حجم المسابقات في الدورات السابقة من الادباء العراقيين في الداخل والخارج والعرب ايضا، وهذا موضع زهونا وقخرما كلجنة اخذت على عاتقها الحفاظ على هذه المسابقة .
&
سعادة بالفوز والمشاركة
من جانبه اكد الفائز الاول بالجائزة الدكتور طه جزاع عن سعادته بالجائزة بالمسالقة المهمة، وقال: مسرور جدا ان يدخل اسمي في هذه المسابقة وان افوز بجائزتها الاولى ،عن النص الذي قدمته وكان بعنوان (فوق الغيوم ..تحت الغيوم) وهو يتناول حكايات المدن والتاريخ والناس وتناولت فيه نحو 20 مدينة في تركيا وماليزيا،من طرابزون على البحر الاسود الى بورثسموت على المحيط الهندي مقابل سومطرة، وكانت رحلة طويلة نحو اربعة اشهر .
اما الفائزة بالجائزة الثالثة زينب الساطع فقد عبرت عن فرحتها بالمشاركة ، وقالت :هذه المسابقة بحد ذاتها جميلة ،سواء فزت بأحدى جوائزها ام لم افز ،وانا سعيدة بالمشاركة فيها اكثر مما سعيدة بالحصول على الجائزة .
واضافت : ما اسعدني ايضا هو انني استطعت ان اصوغ تجربتي بشكل ادبي ارجو أن يعجب القراء .
ويعد الاديب والمحامي جواد الساعاتي من الوجوه الادبية التي عرفتها مدينة بغداد بتجارة الساعات ثم انتقل الى كتابة ادب الرحلات بعد ان تجول في الكثير من بلدان العالم، وتهدف المسابقة الى تطوير ادب الرحلات في الاوساط الثقافية البغدادية، بأعتباره من الاداب التي يصور فيه الكاتب ما جرى له من أحداث وما صادفه من أمور في أثناء رحلة قام بها لأحد البلدان. كما انها من أهم المصادر الجغرافية والتاريخية والاجتماعية. وتوفي الاديب ناجي جواد الساعاتي في الثامن عشر من آيار/ مايو عام 2009 واصدر مجموعته القصصية (مع الايام) سنة 1967 وكتب في رحلاته العديدة: رحلة الى الاندلس ورحلة الى تونس ورحلة الى الجزائر ورحلة الى المغرب وسويسرا خيمة العالم ومن كتبه المهمة كتاب (قصة الوقت) .