ترجمة وأعداد - إيمان البستاني

كتبت مؤخراً الدكتورة (أولغا نفيدوفا) المؤرخة الفنية والمديرة السابقة لمتحف المستشرقين بالدوحة - قطر وقد عملت سنوات عديدة مع مجموعات خاصة وحكومية في الشرق الأقصى والشرق الأوسط ودول الخليج (الكويت، قطر، المملكة العربية السعودية) تكشف عن ما جرى في معرض الفن العراقي الحديث الأول في الاتحاد السوفيتي عام (1959) وصفت مقالتها بأنها حكايات لم تنشر ولم يطلع عليها أحد لحد الأن اعتمدت في الغالب على مواد أرشيفية غير منشورة من قبل وزارة الثقافة الروسية، بالإضافة إلى مواد أرشيفية أخرى من أرشيف الدولة الروسية للأدب والفنون، إضافة لمعلومات تم الحصول عليها من مجموعات صحفية رئيسية وقصاصات من الصحف والمجلات السوفيتية فترة الخمسينيات والستينيات
تقول أولغا بأن معرضاً فنياً للعراق شمل لوحات ورسومات ومنحوتات تعكس مدارس الفنون المختلفة تم عرضه في الاتحاد السوفيتي حيث تم تنظيمه و نفذ في إطار الاتفاقية الثنائية بين العراق والاتحاد السوفيتي لتعزيز التفاهم المتبادل والتبادل الثقافي, عليه تم عرض أكثر من (200) عمل فني في موسكو، باكو، وأوديسا لما يقارب من ثلاثة أشهر
بدون قصد، أثار العرض نقاشات ساخنة و محادثات اندلعت ليس فقط في وسائل الإعلام الرسمية ولكن أيضًا على صفحات زوار المعرض، في متحف موسكو الحكومي للفن الشرقي ومتحف أذربيجان الوطني للفنون في باكو
كما هو معلوم تحسنت العلاقات السياسية بين الاتحاد السوفيتي والعراق في نهاية الخمسينات وحصل نمو ثقافي ديناميكي، بدأ التعاون مباشرة بعد ثورة (14 يوليو) المعروفة ايضا انقلاب العراقي (1958) مما أسفرت عن الإطاحة بالهاشمي الموالي لبريطانيا والنظام الملكي وتأسيس الجمهورية العراقية
ظهرت الجمهورية تحت قيادة عبد الكريم قاسم، و حصل على دعم متحمس من الاتحاد السوفياتي واكتسبت المنطقة الجيوسياسية في الشرق الأوسط والعراق أهمية استراتيجية خاصة في ساحة معركة الحرب الباردة ، بالإضافة إلى السياسية، انشطة اقتصادية وعسكرية
الجمهورية العراقية الشابة خصصت موارد كبيرة للدبلوماسية الثقافية، امتلأت عام (1959) بأنشطة فنية وثقافية سواء في العراق اوالاتحاد السوفيتي. شملت الأنشطة دعوة وفد ثقافي من ممثلين للعراق للأطلاع على الفن والثقافة السوفييتية ؛ تنظيم أداء سوفياتي لمجموعات راقصين، مهرجان للأفلام السوفييتية، معرض للفنون السوفياتية في العراق، والفن العراقي في الاتحاد السوفياتي ؛ إرسال مصورين لإنتاج فيلم وثائقي عن العراق وكما تم عرض فيلم عراقي (سعيد أفندي) في دور السينما في موسكو وباكو
الاتفاق كان سهلاً بلا شك في حركة الفنانين والأعمال الفنية والبرامج الثقافية والخدمات التعليمية بين الاتحاد السوفيتي والعراق
في وقت مبكر من يوليو (1959) قامت مجموعة من الفنانون السوفييت بزيارة العراق لأول مرة تزامن مع الاحتفال الرسمي بالذكرى الأولى للثورة العراقية، حضر حفل الافتتاح من قبل المسؤولين الحكوميين العراقيين، بمن فيهم الرئيس عبد الكريم قاسم
خلال إقامتهم في العراق، قدم الفنانون الروس ستة عروض لمعارض حضرها ما مجموعه (15,000) شخص، كان برنامجهم متنوعًا مخصصًا حسب ذوق الشعب العراقي تضمن قطع باليه كلاسيكية، أغاني شعبية روسية تقليدية، عروض دف منفرد، رقصات جورجية تقليدية، أغاني شعبية عراقية أداها المغني السوفياتي البارز رشيد بيبوتوف
كان معرض (الفن العراقي الحديث) في الاتحاد السوفيتي عام (1959) مكرساُ للذكرى الأولى للجمهورية العراقية في متحف الدولة في موسكو للفن الشرقي، وفي متحف باكو الأذربيجاني الوطني للفنون، وفي متحف الفن الغربي والشرقي في أوديسا
كان على منظمي المعرض معالجة العديد من التحديات، من تحديد موعد الافتتاح إلى أختيار الأعمال الفنية للمعرض ومعالجة قضايا الرقابة، كانت النية الأولى هي فتح العرض في( 14 يوليو)، ليتزامن مع الذكرى الأولى للثورة العراقية، لظروف غير متوقعة تم تغيير تاريخ الافتتاح مرتين على الأقل، افتتح في متحف الدولة للفنون الشرقية بعد أسبوع في (21 يوليو) 1959
بدأ الاحتفال الرسمي الساعة 4 عصراً بحضور نائب وزير الثقافة من اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية والسفير العراقي لدى الاتحاد السوفياتي (عبد الوهاب محمود) والفنان العراقي (فرج عبو)
و أعضاء الصحافة والسلك الدبلوماسي كما كانت السلطات العراقية حاضرة وصلوا إلى موسكو لزيارة ودية بين (13 و 26 يوليو) وزاروا أيضا باكو وطشقند بقيادة (صلاح خالص) في ذلك الوقت كان يشغل منصب مدير عام وزارة التربية ومحرر مجلة الثقافة الجديدة و رئيس اتحاد الكتاب العراقيين وعضو الحزب الشيوعي العراقي

كان أول مكان للمعرض هو متحف موسكو الحكومي للفن الشرقي، الشحنة الأولية (102) عمل فني اغلبها لوحات ورسوم وصلت في مايو، تم نقلها من الصين، حيث عرضت للتو، وفي رسالة مؤرخة في (18 مايو 1959)، لمدير متحف الفن الشرقي في موسكو أبلغ وزارة الثقافة السوفيتية أن العراقيين قد اختاروا (100) عمل لفنانين عراقيين معروفين لدورهم المركزي في صياغة الحداثة العراقية أضافوا بعدها لوحات أخرى وعزز المعرض ب(102) عمل، تمت إزالة عمل واحد على الأقل من معرض موسكو في يوم الافتتاح بناء على طلب السفير العراقي، كانت لوحة رسمها (محمد علي لقمان) مضمونها احتفال الشباب بيوم النصر، الذي تضمن بورتريه لافت للرئيس المصري جمال عبد الناصر
تضمنت العروض النهائية للمعرض أكثر من (200) عمل، بما في ذلك الأعمال الفنية من المعرض الأصلي للثورة الذي أقيم في بغداد
قائمة الفنانين المدرجة; عبد الرحمن الجيلاني، عبد الأمير القزاز، عبد القادر عبدالستار، عذراء العزاوي، أكرم شكري، علي الشعلان، علي حسين شوقي، علياء القرغولي، عطا صبري، فائق حسن، فرج عبو، فضل عباس، غالب ناجي الخفاجي، حافظ دروبي، حامد العطار، حامد يوسف، إسماعيل الشيخلي، إسماعيل فتاح، جواد سليم، كاظم حيدر، خالد حمدي، خالد الرحال، خالد الجادر، خالد القصاب، لطيف الحفاجي، لورنا سليم، مهدي البياتي، محمود حسين، محمود صبري، محمد غني حكمت، محمد صالح زكي، نذيرة الخطاب ، نزار سالم، نزيهة رشيد، نزيهة سالم، نوري الراوي، قاسم ناجي، راكان دبدوب، رشيد حاتم، صادق أحمد، شاكر حسن السعيد، سوزان الشيخلي، طالب مكي، طارق مظلوم، وداد الأورفلي ، زيد صالح زكي وعزيز الصباحي وغيرهم
من بين الأعمال المعروضة لوحات جواد سليم بعنوان (شاب وزوجته)، (فتاة) و(أمومة) ورسوم إيضاحية لألف ليلة وليلة؛ لوحة لخالد الجادر بعنوان (فتاة قروية)؛ لوحة حافظ دروبي بعنوان (ثورة)، خالد الرحال بورتريه لعبد الكريم قاسم وبرونزية تمثال نصفي لفتاة صغيرة ؛ نزار سليم لوحته بعنوان (بدو)؛ خالد حمدي وعمل بعنوان (جدار للسلام)؛ محمود صبري و(ناس في الظلام)؛ إسماعيل الشيخلي لوحته (بائعو البطيخ) ؛ شاكر حسن آل سعيد لوحة (الضحايا)؛ وطالب مكي الحبيب لوحة ( العشاق)
بعد إغلاق المعرض في (20 أغسطس)، نقلت الأعمال الفنية إلى المكان التالي، متحف الفن الوطني الأذربيجاني في باكو، حيث تم عرضهم من (5 إلى 25 سبتمبر)، حضر المعرض لمدة أقل من ثلاثة أسابيع (7,000) زائر و (40) جولة إرشادية حيث تم زيادة عدد الأعمال المعروضة مع إدراج سبع لوحات للفنان العراقي (فرج عبو) تم تكليفه بمرافقة جولة المعرض، وأمضى شهرًا ونصف في الاتحاد السوفييتي، من (13 يوليو إلى 31 أغسطس)، زيارة كييف، لينينغراد، وباكو، بالإضافة إلى موسكو في إطار هذه الرحلة، التقى السوفييت و زار الفنانين ورش العمل المختلفة وحضرالافتتاحيات والاجتماعات الرسمية المخصصة للعراقيين والسوفييت
هناك أنجز ستة عشر عملاً، سبعة منها عرضت في كل من باكو وأوديسا كما خصص (فرج عبو) بعض الوقت للرسم أثناء الإقامة في استوديو الاتحاد السوفيتي للفنانين
المكان التالي للمعرض كان متحف الغربية والفن الشرقي في أوديسا على أن تكون مدته لثمانية أيام فقط فقد حضر المعرض (3,750) زائرًا وتم تنظيم (25) جولة إرشادية بحسب مسؤول طلب من سفارة العراق في موسكو كان على اللوحات المغادرة إلى بولندا، في جولتها الدولية التالية
الصحف والمجلات الفنية في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية هذه الفترة كانت مليئة بالمقالات حول المعرض العراقي. ُوصف المعرض في افتتاحية صحيفة كـ "حدث كبير" في الحياة الثقافية للمدينة فهو يشكل علاقات قوية بين العراق وأذربيجان
كتب الفنان (فرج عبو) مقالاً عن الفن العراقي ومدرسة الفن التشكيلي والنحت التي نشرت في مجلات روسية كما أشادت الصحافة الروسية بالمعرض، بأن السمة الأكثر تميزا فيما يتعلق الفن المعاصر في العراق هو البحث عن طريقته الخاصة في التعبير الفني والفنانين كرسوا الأعمال لوطنهم الأم الطبيعة، تعكس الحياة اليومية للشعب العراقي و الأساليب المستخدمة من قبل الرسامين هي أساليب متنوعة للغاية
أثار المعرض مع ذلك مناقشات ساخنة، ليس في وسائل الإعلام الرسمية، ولكن على صفحات دفاتر الزوار لمتحف الدولة للفنون الشرقية في موسكو، وعلى وجه الخصوص المتحف الوطني الأذربيجاني للفنون في باكو على الرغم من أنه ليس هناك سجل دفتر الزوار في أوديسا
ساهم مؤرخ الفن السوفييتي البارز (سيرجي بيفزنر) بمقال بعنوان (الفن العراقي الحديث) مع إعطاء تاريخ مفصل عن تشكيل وتطوير الفن التشكيلي العراقي وتحليل دقيق للأعمال الفنية للمعرض من أعمال أكرم شكري، فائق حسن، فرج عبو، حافظ دروبي، إسماعيل الشيخلي، جواد سليم، خالد الجادر، محمود صبري، وآخرون، ذكر أيضا السمة الأكثر تميزا فيما يتعلق الفن المعاصر في العراق هو البحث عن طريقته الخاصة التعبير الفني. إذا كان اختيار الموضوع يتميز بوحدة معينة - الفنانين كرسوا الأعمال لوطنهم الأم الطبيعة، في الحياة اليومية للشعب العراقي - إذن الأساليب المستخدمة من قبل الرسامين هي أسلوب متنوعة للغاية. بينما تبعه العديد من الفنانين الميل الواقعي في اللوحات والمنحوتات وغيرها
كتب زوار المعرض صفحات محفوظة في الأرشيف في وزارة الثقافة في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، لكن الفرق بين موسكو و آراء زوار باكو ملفتة للنظر. قد يفسر المرء ذلك لأسباب رقابية فقط مراجعات إيجابية وواضحة حيث تم اختيار عرض موسكو (على الأرجح لإرضاء السلطات) لكن مجموعة كاملة من معارضة تم اختيارها من الآراء المسجلة في كتاب الزوار في باكو، وإعطاء نظرة عامة ممتازة على معرفة الجمهور وموقفه نحو الفن التجريدي، وكيف حرضت الاختلافات على ذلك العديد من الجدل
: وأشادت أراء زوار معرض موسكو بالمعرض وأعمال الفنانين كما مدرج أدناه
رأي زائر : معرض الفن العراقي، المنعقد في موسكو يوم السبت بمناسبة الذكرى السنوية لانتصار الشعب العراقي تترك أنطباع رائع مع مجموعة متنوعة من الموضوعات وأمثلة رائعة من الفن
رأي زائر : أعمال السيراميك في المعرض، مظهر من مظاهرالحرفية والحفاظ على التقاليد الوطنية مثل الفخار غير المزجج، عكست إظهار المواهب الفنية المتميزة للفنانيين
رأي زائر : نحن ممتنون جدا لوزارة الثقافة فرصة أفضل للتعرف على فن العراق هذا البلد العريق
رأي زائر :من المقبول بشكل خاص أن يقام المعرض خلال أيام الاحتفال بالجمهورية العراقية
رأي زائر : معرض الفنانين العراقيين المعاصرين عظيم لمصلحة الشعب السوفياتي، لأنه يعطيهم فرصة للتعرف على اعمال الفن التطبيقي العراقي لأول مرة
رأي زائر : اللوحات مشبعة بشعور الأهمية الاستثنائية لحداثة الفن العراقي
رأي زائر : المعرض بالتأكيد تعزيز وتقوية الروابط الثقافية بين الاتحاد السوفيتي والعراق
رأي زائر : أود بصدق أن أتمنى النجاح لفناني العراق وشعب العراق
رأي زائر : شكرا لكم على المعرض في مراجعتي فقط لأراء الزوار الواقعية للفن التجريدي شاهدت المعرض العراقي في موسكو كان ذا فائدة ممتازة
رأي زائر :أود فقط أن أوصي الفنانين العراقيين لتقديم حياة الشعب العراقي في بطريقة واقعية، ليس بأسلوب مجرد
رأي زائر: آمل أن يكون المعرض التالي في موسكو يثبت أن الفنانين العراقيين قد تمكنوا من اختيار لغة واقعية في المادة
رأي زائر : معرض فناني جمهورية العراق جداً جيد ومتنوع في الموضوعات الممثلة، تعكس الحياة العصرية للشعب العراقي
رأي زائر : فريق كبيرمن الفنانين العراقيين سيكونون قادرين على قيادة الاتجاه الواقعي في الفنون الجميلة العراقية والتأكد من أنها ستحقق النصر الكامل
رأي زائر :أتمنى للفنانون العراقيون المزيد من النجاح في تحسين مهاراتهم على طريق الواقعية في الفنون الجميلة
رأي زائر : تحياتي الحارة لكل الشعب العراقي المحب للحرية
رأي زائر : كل شعبنا يتابع باهتمام كبير التقدم في جميع مجالات حياة العراقيين
: في متحف باكو الأذربيجاني الوطني للفنون قدم الزوارمجموعة متنوعة من الآراء سجلت في الدفتر مثل
رأي زائر : نود، نحن طلاب مدرسة الفنون، أن نشكركم لمعرضكم ونود أن نرى كثير من المعارض مستقبلاً بأفكار ومواضيع وتقنيات تدهشنا بتنوعها
رأي زائر : تقريبا كل عمل فني يتنفس الحداثة
رأي زائر : هذا المعرض وطني بحت، فن العراق لا يمكن الخلط بينه وبين أي من الفنون الجميلة الوطنية الأخرى
رأي زائر : نتمنى لجميع الفنانون العراقيون ان يتطورون بروح الحداثة
رأي زائر : عرضت أعمال أساتذة الفن التشكيلي العراقي بشكل مثالي ينقل روح الجمهورية الجديدة روح انتصار لشعب العراق
رأي زائر : بشكل عام، إنها جيدة أعمال المعرض. يمكن للمرء أن يأمل في ذلك ان تتطور بمرور الوقت، سيصل الفنانون العراقيون تدريجياً إلى أعلى بكثير في مستوى التميز في الرسم، عليهم التخلي عن أسلوب تقليد التجريد والتكعيبية للفن الغربي، ويرجع ذلك أساسا إلى أنها ليست لها روح وطنية ولكنها عنصر غريب
رأي زائر : أتمنى للفنانين العراقيين و النحاتين النجاح
: بينما سجل في الدفتر البعض الآخر انتقادات سلبية ، على سبيل المثال
رأي زائر : لوحات جيدة جدا تظهر العراق والثورة ، ولكن بعضها للأسف فيه أسلوب تجريد غير مفهوم تمامًا
رأي زائر : زرت معرض فناني العراق. مع استثناء بعض الأعمال النحتية أكثر أو أقل تبدو مقبولة، ولكن بالنسبة للرسم، إنه رعب
رأي زائر : انه من المذهل كيف يتم السماح بمثل هذه الأعمال في المعرض وافق عليها مجلس الفن. نحن مرعوبون ونشعر بالاشمئزاز لرؤية مثل هذه الأعمال الفنية
رأي زائر : المعرض بشكل عام يترك انطباع غير جيد للغاية
رأي زائر : أعطت اللوحات الواقعية انطباعًا جيدًا ، كما بالإضافة إلى بعض التماثيل
رأي زائر : أحببنا لوحة البدو كثيرا
رأي زائر : تماثيل المنحوتة بعناوين الخصوبة والأمومة تركت انطباعًا رهيبًا
رأي زائر : نحن لا نلقي اللوم على الفنانين على الأرجح لم نكبر كفاية لفهم الفن التجريدي
رأي زائر : أشعر وكأنني حمقاء عندما أرى الوجوه المتحمسة للزوار الآخرين دون قصد تريد طرح سؤال:من منا أحمق؟
رأي زائر : والنقطة البارزة لجميع الأراء هي "اليسارية" ملاحظة لافتة للنظر من قبل زوار المعرض
رأي زائر: فنانون العراق مواكبون لممارسات الفن المعاصر، لكي يتعلم أساتذة الفن لدينا

اعترف زائر مجهول عن غير قصد ان موقف العراق ليس فقط كزعيم إقليمي على المثقف والمستوى الفني، ولكن زعيم دولي كذلك هذه كانت ملاحظة عادلة للغاية، الفن العربي بشكل عام و الفن التشكيلي العراقي بالذات لم يتم عزله أبداً عن حركات المجتمع والتاريخ والعصر
وعلى الرغم من الانتقادات والخلافات التي أثارها معرض (1959) وتحديات إقامة عرض من هذا النوع، فإن إرثه الفني كان مهما في التعبير عن طموحات وإخفاقات الشعبين العراقي والسوفياتي
من حيث مفهمومي التراث والحداثة كان المعرض نتاجا لكلا المجتمعين. يكفي انه برهن على التناقض في السياسة الثقافية للأتحاد السوفيتي الذي كلن أكثر تسامحا و ليبرالية عند تطبيقه داخل إطار الاتفاقات الثقافية الدولية، ولكنه شمولي عند فرض أيديولوجية الواقعية الاشتراكية في السياق المحلي
خلال فترة الصداقة مع العراق والالتزام في برنامج تبادل الثقافات، لم يتمكن النظام السوفييتي من التحكم أو التأثير في إختيار الأعمال الفنية التي عُرضت في المعرض، ولم يكن ليأمل سوى أن يكون الفنانون العراقيون أن يتكفلوا بإختيار لغة فنية واقعية تكون ايضاَ سياسية مقبولة
وفي الوقت نفسه، قُدم لزوار المعرض فرصة نادرة لرؤية نمط فني آخر أكثر تنوعا عما هو سائد في إتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، نمط يختلف إختلافاً واسعاً ولهذا وجدوا الزوار فرصتهم للتعبير عن آرائهم، ولو من خلال دفتر سجلوا فيه كل أنطباعاتهم بصدق
إختلفت الآراء بشكل كبير من دعم غير مشروط للسياسة الفنية للدولة السوفيتية في التعبيرعن الرأي من تشجيع واعجاب حقيقي حر للفن العراقي المستقل وبين قمع الدولة السوفيتية في نهجهم لفرض فن رسمي موحد على الطريقة الواقعية وقد أدت الاشكاليات إلى تطور فج، لكنه لم يستطع ان يخمد الأبداع . العديد من الزائرون السوفييت استجابوا للمعرض وسجلوا اعجابهم تجاه الأعمال الجذابة والحديثة للفنانين العراقيين
منذ تلك البداية الواعدة، العلاقات الثقافية السوفيتية العراقية انحدرت في نهاية المطاف، بعد بضع سنوات فقط من ذلك المعرض بردت كثيراً العلاقات السوفييتية العراقية،أحد الأسباب الرئيسية كان الانقلاب الدموي الذي حدث في (8 شباط عام 1963)، عندما أطاح حزب البعث بمناصري النظام الشيوعي مثلما حصل لزعيم شيوعي عراقي حسين الراضي (المعروف أيضا باسم سلام عادل) من تعذيب وقتل بوحشية، هذا ألحق الضرر الشديد بالعلاقات العراقية السوفياتية لسنوات عديدة بما في ذلك التعاون الثقافي
المعرض الفني العراقي المقبل لم يحدث حتى عام (1971) في متحف الفن الشرقي، ولم يعرض سوى (61 ) عمل من الأعمال الواقعية ولم تكن الواقعية كمدرسة فنية أٌعتمدت في أي بلد عربي، على العكس كانت معتمدة على نطاق واسع نسبيا في عراق السبعينات، عندما سيطر حزب البعث الحاكم على كل المناصب الكبرى للمراكز الثقافية و مدارس الفن فقد اتخذ الفن الاعلامي او (البروبوكندا ) نمط له الاسبقية