رُوحاً سارِّحةً على الغيم
مع فجرٍ مُعَلَّقٍ بِهُدبِ الليل
أمطَرَّت حُبَّاً
تماهيتُ أنا ساهياً عن نَفْسي
ساهٍ عن الغيم
ساهٍ عن روحِها على الغيم
ساهٍ عن قدمينا كخيالٍ، مُحلَّقينِ وتحتنا السماء
ساهٍ عن الرُّوح الراقصةِ مع أنغامِ ضحكتها
ساهٍ ومتماهٍ عن ومع إصبعها يُداعِبُ لسانها
ساهٍ عن أسنانها تقضُمُ خجل الجسدِ في القُربانِ إصبعها
الصحوُّ ترجم سهوي
حين أخَذَني الحرمانُ
لألجُمَ الرقصةَ
لأوجِعَ في قلبها نَفْسي
حين أخذتني السَّكّرَّةُ الحياةُ
مني إليها
وأوْدَّعَتني في
وجومِ وحشتي
وندمِ الغيمةِ
حين كمخيالٍ حملتنا
عُذراً لرُوحِكِ في رُوحي
عُذراً لرُوحِكِ مُناجاةُ الحياةِ الخطأ مني إليكِ
عُذراً:
من التيهِ
من نفيِّ الشوقِ
من الهروبِ
إليَّ بغيرِ ما فيَّ
حتى أعادَتني إليكِ
ما حملتنا ذات وقتٍ كخيالٍ، الغيمةُ.
معكِ:
رُوحي ريشةٌ
جسدي رعشةٌ
كُلّي مسافةٌ بين شفتينِ كإبتسامة
معكِ:
أكونُ جامِح الثرثرة
أكونُ سائغ الكلام
أكونُ هاذيّ الحياةِ
معكِ:
أصِلُّني كمّا أُريدُّني
مجنوناً أحيّا فيَّ بما لي معكِ.
ذاتَ زمنٍ كحُلمٍ حقيقةٍ على الغيمة
ما سقطَ من الغيمةِ:
لم يكُن مطراً
لم يكُنْ ظِلاً
لم تكُنْ مسيرةً في الطريقِ السماءِ
أنزَلَتني الغيمةُ
بكِ
فيَّ
بالحُبّ
أنفاسَ قيامةٍ في لحظة
وشجونَ حياةٍ في كُلِّ ما يليها
عُذراً من صمتي حين أغضَبَكِ
عُذراً:
من كُلِّ المخبوء في قلبِكِ
حين أناحَ بالحُبِّ
حين أُزيحت الرُّوح
وثارَ على الغيمةِ رياحُ غضبِ الخفاءِ في الباطنِ منكِ
عذراً مني لا منكِ
عُذراً لأنَّني:
حَلَّقتُ
تماهيتُ
نسيتُ
وحُرِّرتُ
عُذراً لأنَّني:
أسدَّلتُ روحَكِ ستارةً على رُوحي
وصدقتُ
فعشتُ كأثيرٍ لا آبَّهُ
عُذراً:
لأنكِ أقلقتِ الأثيرَ
وعَرِّيتِ كُلَّ المخفيَّ
وترجَمْتِني بكُلِّ ما ليسَ فيَّ
عُذراً:
لأنَّكِ عَرَّفْتِني بلغة الغضبِ الصِدْقِ
حينَ ألقى بالصمتِ في ثرثرةِ وهمِ الحقيقةِ
وأنا لم أكُن كمّا ترجمتِ سوى ظاهِرَ خيالٍ من روحِكِ.