حين صعد المد النازي والاضطهاد العرقي، فتح كارل كراوس نافذته وألقى نظرة على العوام الضجوجين غير مكترثين إلى أنّ اللغة قد نامت وانّ كوارث تنضج في الأفق، أغلق النافذة وجلس إلى مكتبه ودوّن هذه القصيدة الصغيرة:

لَا تَسَأَلْوَا عَمَّا كُنْتَ أَفْعَلُهُ طَوَالَ هَذَا اَلْوَقْتِ.
أَبْقَى صَامِتًا دُونَ أَنْ أَقُول لِمَاذا.
ها هو الصَّمْتُ لِأَنَّ اَلْعَالَمَ كالصبحِ ينفَجِرُ.
لَمْ تُحَقِّقْ أَيَّةُ كَلِمَةِ هدفَها.
فَنَحْنُ لَا نَتَكَلَّمُ إِلَّا فِي اَلنَّوْمِ
وَلَا نَحْلمُ إِلَّا بِشَمْسِ ضَاحِكَة.
كُلُّ هَذَا يَمُرُّ.
وَإِذَا بِالشَّيْءِ ذَاتِهِ يَعُودُ مِنْ جَدِيد.

اَلْكَلِمَةُ نَامَتْ
مَا انْ اِسْتَيْقَظَ هَذَا اَلْعَالَم.

فيينا 1933