جوان لي بان (فرنسا): لم يتوقف بول أنكا صاحب الصوت المميز والذي تولى كتابة أغان كلاسيكية خالدة من أمثال "شيز ايه ليدي" و"ماي واي"، عن مراكمة خبراته منذ أن حقق أولى نجاحاته العالمية سنة 1957... وهو يتحضر حاليا لإحياء حفلة هي الأولى له في مهرجان فرنسي يُعد من أبرز مهرجانات الجاز في العالم.

ويُرتقب أن يحيي أنكا الجمعة حفلته الأولى ضمن مهرجان الجاز في جوان لي بان على الريفييرا الفرنسية، إلى جانب أسماء كبيرة من أمثال جورج بنسون وجيلبرتو جيل وفان موريسون.

ويقول أنكا لوكالة فرانس برس أثناء تواجده في منزله الواقع في لوس أنجليس إنّ إحياء حفلة ضمن مهرجان "جاز أ جوان" الذي ينطلق الأربعاء "سيكون مشوقاً لي".

ويشمل برنامج المهرجان حفلات لمجموعة من أبرز الأسماء في عالم موسيقى الجاز من بينهم الأميركي هيربي هانكوك والكندية ديانا كرال والأميركية ستايسي كنت بالإضافة إلى عازف البيانو الأرميني تيغران هامسيان.

وانطلق أنكا في مسيرته الفنية من موسيقى البوب، إذ احتلت أغنيته "ديانا" المراتب الأولى في قوائم الأغاني الناجحة عندما كان يبلغ 16 سنة فقط.

واعتُبرت أغنيته هذه إيذاناً ببدء عصر النجوم المراهقين، إذ شكّل أنكا أول مراهق تحتل أغنيته المراكز الأولى في بريطانيا على الإطلاق.

وتتناول الأغنية قصة حب من طرف واحد من أنكا تجاه ديانا أيوب، وهي شابة تكبره سناً إذ كانت تبلغ آنذاك التاسعة عشرة وقع في حبها بعدما رآها في كنيسة أرثوذكسية كان يرتادها في أوتاوا.

ورغم أنّ انكا، وهو ابن لأب سوري وأم لبنانية هاجرا إلى كندا، نشأ متحدثاً اللغة الفرنسية، إلا انه تولى كتابة النسخة الإنكليزية من أغنية "ماي واي" التي صُنعت منها نسخ كثيرة وصُنفت من أهم أغنيات القرن العشرين.

هذه الأغنية الشهيرة التي أُنجزت في الأساس بالفرنسية بصوت المغني الفرنسي كلود فرانسوا بعنوان "كوم دابيتود"، حققت نجاحا عالميا ساحقا بصوت فرانك سيناترا، كما شكّلت علامة فارقة في مسيرة إلفيس بريسلي ومغني فرقة "سيكس بيستولز" سيد فيشوس.

ويقول انكا "لديّ تاريخ مذهل مع فرنسا وشعبها والموسيقى الخاصة بها"، مضيفاً "عليّ أن أؤدي في الحفلة بعضاً من الأغاني الناجحة التي عرّفت الجمهور الفرنسي عليّ أولاً عندما كنت شاباً، ومن بينها +ديانا+ "و+يو آر ماي ديستني+ وطبعاً +ماي واي+".

وكان مقرراً أن يؤدي انكا أغنية "ماي واي" في حفلة تنصيب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة سنة 2017 قبل تخليه عن هذه المهمة، وتجنب المغني ذكر ما إذا كان يدعم ترامب أم لا.

وفيما تبدو أغنياته الرومانسية من أمثال "(يور) هافينغ ماي بايبي" ضعيفة بعض الشيء للبعض، إلا أنّ أعماله وشهرته صمدا أمام تحدي الزمن.

واعتُمدت أغنيته "بوت يور هيد أون ماي شولدرز" في تحدٍّ انتشر عبر تيك توك السنة الفائتة، فيما تشكل "شيز إيه لايدي" التي تولى كتابتها أيضاً إحدى أبرز أغنيات توم جونز المرغوبة في الحفلات.

وسنة 1995، شارك انكا في بطولة حلقة من مسلسل "ذي سيمبسونز" تحمل عنوان "تري هاوس أو هورور 6"، إذ ظهرت شخصيته تؤدي إحدى الأغاني على المسرح إلى جانب شخصية ليزا.

وانكا صديق لبعض أبرز الأسماء الفرنسية في عالم الموسيقى، وألمح إلى أنّه سيكرم عدداً منهم خلال حفلته المرتقبة في جوان-لي-بان.

ويقول "ستعلمون عندما أحيي الحفلة... كنت على تواصل مع المغنين الفرنسيين جميعهم من (شارل) أزنافور إلى جوني هاليداي ("إلفيس الفرنسي")، وجيلبير بيكو وميراي ماتيو اللذين كتبت لهما ألبوماً كاملاً".

ويتابع إنّ مؤلف الموسيقى التصويرية في هوليوود الفرنسي "ميشال كولومبييه هو من الفنانين المفضلين لديّ"، مضيفاً "تولى إلى جانبي تأليف بعض الألبومات".

ويؤكد أنكا أنّه يرغب في معرفة ما يودّ الجمهور سماعه قبل تأديته الأغاني، مع أنّ حفلته ستتضمن تكريماً للمغني الأميركي سامي ديفيس جونيور، ويقول "لا يمكنني أن أكون أنانياً وأقوم بما أريد شخصيا".

ويضيف المغني الذي أنهى حديثاً تصوير برنامجا تلفزيونيا مخصصا له "أودّ أن أكون انتقائياً... لا أعلم ما إذا كان سيتيح لي الوقت تأدية أي أغنية من ألبومي الجديد، ولا أعرف ما إذا كان أحد مهتماً لذلك أصلاً".