لملمتُ الثواني
وفرشتها على الغيوم
فأمطرَتْ أملاً
وذابَ الأملُ
في ألمِ الثواني،
زرعتُ الثواني بحسرةٍ
فاعشُوشَبَ الأملُ
ورقصَ مع الثواني
في غيمةِ ظلماء معبسةً
مواعدةً بسفرةِ الحُلمِ
وطارتْ الثواني على جُنحِ
غيمةٍ مزمجرةٍ
وهبتْ شواطئُ الأملِ
بهمسةٍ ناعمةٍ
لتترقبَ شبحَ الأُمنياتِ
مِنْ خلفِ نوافذِ
الثواني
وتنهدتُ بدمعةٍ هامسةٍ

ربما… بل ربما…
في ثواني
كمْ كنتُ أحسبُ حياتي دهراً
مسطراً بساعاتٍ منمقةٍ
ولمْ أحسبُها بالثواني
تزلزلُ مزمجرةً
فقاعاتٌ هوجاءَ متلعثمةً
تطالبني بدفعِ ديةٍ
لمْ ولا ولنْ أعرفَ
لماذا!

بيدها جرسٌ تنذرني
بعيون لا أعرفُ ألوانها
أنتِ تتغابين !
انتفضتُ واقشعرَّ إحساسي
ولا ثانيةً في طفولتي المدللة
لم يواجهني حتى جدران
بيت والدي القديم
بهذا اللومِ العنيف
ولا شوارع حارتي الضيقة
وتحومُ الثواني واعدةً
تزمجرُ بحقدٍ لئيم
ستكون النهاية عن قريب
وتموتُ النبضاتُ في
الوريد

وتجلسين حائرةً بوعودٍ كاذبةٍ
فلماذا هذا التهديد والوعيد
لم أحلمْ بثواني
بل بفرحةِ الأيامِ
وأهازيج الربيع
لم أعشقْ حياتي
لما فيها الوفير من الرعودِ
والبريق
وضحايا لا تُحصى
من صراع الثواني
في عتمةِ المغيب

(11 آذار (مارس) 2024)