مراد عباس من الجزائر: منحت وزارة الطاقة والمناجم مع شركة سوناطراك في الجزائر 8 رخص استغلال في حقول البترول والغاز ضمن المناقصة الخامسة التي تم الإعلان عن الفائزين بها اليوم بالعاصمة. وشاركت في المناقصة 14 مجموعة وتكتلا للحصول على رخص استغلال 10 حقول بأحواض بنود وواد مية وبركين وامغيد مسعود وإليزي وملغيغ وقورارة.

وفازت شركة ستاتؤيل النرويجية برخصة حاسي موينة، التي عرفت منافسة قوية، حيث تقدم للحصول عليها 7 متنافسين بينهم تكتل ربسول أردبليو إي إيديسون. وكان أحسن عرض من الشركة النرويجية، التي قال نائب رئيسها براين ميتشنر إنه راهن على هذا المشروع لتوسيع نشاط ستاتؤيل بالجزائر بعد نجاحها في التنقيب واستغلال الغاز. وهي المرة الأولى التي تتقدم فيها ستاتؤيل للحصول على رخصة استغلال بالجزائر لمفردها، حيث استطاعت أن تشتري من بريتش بتروليوم نصف حصصها في مشروع عين صالح الضخم، لتصبح من أهم الشركات الأجنبية العاملة في حقول الغاز بالجزائر.

وعرفت المنافسة سيطرة كبيرة للشركات الصينية التي فازت بكل الرخص التي تقدمت لها. كما كان التنافس صينيا بحتا على حقل المزايد بحوض بنود بين صينوبيك وسيانبيسي. لتؤول 3 رخص استغلال للشركات الصينية. بينما فشلت بريتيش بتروليوم وطوطال وإيني وأناداروكو، أقوى الشركات العالمية، في الحصول على رخص الاستغلال التي تبلغ قيمة الاستثمارات فيها 130 مليون دولار مجتمعة.

ومن جهته قال رئيس شركة بتروسالتك الأيرلندية براين كوساك الذي يشارك لأول مرة في مناقصة بالجزائر، وفاز برخصة إيزارين بحقل إليزي،باقصى الصحراء الجزائرية، إن مشروع استكشاف الغاز في الجزائر بالنسبة لشركته امتداد لعملية الاستكشاف التي يقوم بها في تونس المجاورة، وأنه يتوقع الوصول إلى حجم 4 تريليون قدم مكعب من الغاز. أما تقديرات ستاتؤيل في حقل حاسي موينة فتبلغ 10 تريليون قدم مكعب، حسب نائب رئيس الشركة، التي هي بصدد استثمار 40 مليون دولار في المرحلة الأولى من الاستكشاف.

أما وزير الطاقة والمناجم الجزائري شكيب خليل، فقد اعتبر منح 8 رخص من أصل 10 عروض لاستكشاف البترول والغاز، نتيجة قياسية، تعكس المنافسة الحرة والشفافية التي تميزت بها المناقصة، وثقة الشركات البترولية في العمل بالجزائر. ودعا الى المشاركة القوية في العروض والمناقصات القادمة التي ستعلن عنها سوناطراك في المرحلة القادمة، بالنسبة للحقول التي لم تمنح رخص استغلالها، أو حقول جديدة ستدخل المنافسة في الدورة الخامسة المتوقعة في شهر ايلول القادم. يذكر أن المناقصة الأخيرة التي أعلنت عنها سوناطراك عرضت فيها 12 رخصة، 5 منها فقط لقيت اهتماما من المتنافسين ومنحت، بينما تأجلت الرخص الأخرى لوقت لاحق.

وأوضح خليل أن الجزائر ستعمل على تشجيع الاستثمار، وعلى إرساء الشفافية والمنافسة الحرة، لتطوير قطاع المحروقات من خلال الشراكة وجلب المجموعات البترولية العالمية الكبرى، لكن العديد من المشاريع الأقل حجما سيتم عرضها للشركات الأخرى.


وأكد أن الجزائر تسير في اتجاه رفع طاقة الإنتاج لتستجيب لمتطلبات التنمية وللقدرات التي تتوفر عليها الجزائر في البترول والغاز. وذكر أن إنتاج الجزائر من البترول يصل مع نهاية هذه السنة 1.83 مليون برميل يوميا، ويرتفع في سنة 2005 إلى 1.5 مليون برميل يوميا