دعم غاز باكستان من تركمانستان وليس من ايران!
علي مطر مناسلام اباد
تدفع الولايات المتحدة نحو تمكين باكستان ومن ثم الهند من الحصول على الغاز عبر مشروع لخطوط الانابيب يمتد من حقول دولة اباد بتركمانستان وليس من حقول بارس بايران. امريكا تعارض بشدة اي محاولة باكستانية ndash; هندية للحصول على الغاز من خلال اقامة خطوط انابيب تمتد عبر الحدود الايرانية ndash; الباكستانية الى وجهة تصل الى الحدود الباكستانية ndash; الهندية ومنها لري ظمأ الهند من الطاقة لمواكبة نهضتها ونموها الاقتصادي المضطرد. وكما قال المبعوث الامريكي ستيفن مان بعد اجتماعه مع مراد نيازوف رئيس تركمانستان فان امريكا لا يمكن ان تسمح لمشروع الغاز الايراني برؤية النور.
اجتماع نيازوف ومان استغرق في يوم 14 اغسطس زهاء الساعتين وتطرق الى بحث جميع مشاريع خطوط الغاز المقترحة من تركمانستان الى المناطق المجاورة وبرز تاييد امريكا اكثر ما هو لمشروع الغاز الواصل الى باكستان ومنها الى المياه الدافئة على بحر العرب والى الهند ايضا. ومن بين المشاريع الاخرى خط انابيب غاز تركماني غبر بحر قزوين الى الصين. والخط الرئيسي الاخر هو الذي يقطع افغانستان ومنها الى الدولتين الجائعتين للطاقة باكستان والهند. الحاجة الى الغاز موجودة ولكن كما يقول مان فانه يجب البحث عن شركاء دوليين من القطاع الخاص ليعملوا على الاستثمار في تطوير خط الانابيب المقترح.
ستيفن مان يشغل منصب الوكيل المساعد الرئيسي لوزيرة الخارجية الامريكية لشؤون جنوب ووسط اسيا. نيازوف الذي يشغل منصب رئيس تركمانستان منذ استقلالها في عام 1991م اكد خلال اجتماعه مع المسؤول الامريكي على ان بلاده تدعم اقامة تشكيلة متنوعة وذات اتجاهات عدة من خطوط انابيب الغاز. وكانت الولايات المتحدة في منتصف عقد التسعينات قد دفعت بثقلها مؤيدة لاقامة خط لانابيب الغاز من تركمانستان مرورا بافغانستان الى باكستان وشاركت بعض الشركات الامريكية والارجنتينية في التنافس على وضع دراسات الجدوى لهذا المشروع ولكن نيازوف اضطر حينها للتراجع عن المشروع والخروج منه راضخا بذلك للضغوط الروسية التي اثقلت كاهله.
خط انابيب الغاز من تركمانستان الى باكستان اقترب خطوة اخرى جديدة نحو امكانيات تحققه بعد ان قام بنك التنمية الاسيوي باكمال دراسة جدوى اعدها اخيرا حول المشروع. الا ان المشروع لا يزال تحوم حول تحقيقه الشكوك بسبب انعدام اوضاع الاستقرار اللازمة في افغانستان. وبعيدا عن عوامل القلق الامني فان انشاء خط لانابيب الغاز عبر جبال افغانستان الوعرة يحتاج لوحده الى قدر كبير من موازنة المشروع ناهيك عن كونه شديد الصعوبة من الناحية الفنية والتقنية وقد يحتاج الى دعم مالي شبه دائم من الحكومات المسؤولة عن المشروع. واعترف مان ان خط سير الانابيب المقترحة يشكل صعوبة من حيث الجدوى التجارية للمشروع ولكنه اصر على ان الحكومات لا تقوم ببناء خطوط انابيب جذابة بل ان هذه الانابيب يجب ان تكون جذابة للممولين القادمين من القطاع الخاص.
خبراء بنكيون روس يشيرون الى ان للولايات المتحدة مصالح استراتيجية في هذا المشروع والتي في مقدمتها تقليص فرص الاستفادة الاقتصادية والربحية لشركة الغاز الروسية غازبروم التي تحتكر اسواق النفط والغاز في اسيا الوسطى بفعل الهيمنة الروسية السابقة على المنطقة وكذلك عدم السماح لها ببناء خط لانابيب الغاز اما من تركمانستان او ايران الى باكستان.
مان صرح في يوم الثرثاء 15 اغسطس من تركمانستان بان بلاده ترفض فكرة اقامة خط لانابيب الغاز من ايران الى منطقة جنوب اسيا لان ايران تدعم الارهاب على حد قوله وهو امر ترفضه السياسات والقوانين الامريكية. اما جملة المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة فانها تكمن في حقيقة ان قيام تركمانستان بتصدير غازها الى باكستان والهند سوف يقلص من قدرتها على تصديره الى الصين وروسيا.
روسيا التي تحاول ان تقوي من هيمنتها وقبضتها على مصادر الطاقة في دول اسيا الوسطى وستعقد لهذا الغرض مؤتمر قمة يشملها وقادة هذه الدول الستة في سوخي ابتداء من يوم الثلاثاء. القادة اجتمعوا في اطار مجموعة الدول اليورواسيوية التي ليست تركمانستان عضوا فيها.
التعليقات