لندن : قال البنك الدولي، الجمعة، إن الولايات المتحدة فقدت وضعها كأكبر مانح لهذه المؤسسة الدولية في ظل تعهد بريطانيا بمنح المزيد من المساعدات في إطار حملات جمع التبرعات الأخيرة التي تهدف إلى تأمين مبلغ قياسي من المقرر أن يستفيد منه نحو 80 بلدا فقيرا.
ومن شأن فقدان الولايات المتحدة لمكانتها كأكبر مانح للبنك الدولي، إضعاف نفوذها داخل البنك وعلى السياسات المعتمدة التي تحدد كيفية إنفاق المساعدات المالية لهذه المؤسسة، والتي تظل أكبر مانح للمساعدات التنموية إلى البلدان الفقيرة.
وقال نائب رئيس البنك، فيليب لو ويرو، خلال مؤتمر صحفي بعد يومين من المباحثات ضمت الدول المانحة في برلين بألمانيا quot; تعهدت الولايات المتحدة بتقديم مساعدات ضخمة جدا لكنها تراجعت إلى المركز الثاني بعد بريطانياquot;.
وينظم البنك، الذي يتخذ من واشنطن مقرا له، حملة جمع التبرعات المالية بين أعضائه الأغنياء مرة كل ثلاث سنوات لتحديد التمويل لصالح وكالة التنمية الدولية التي تمثل الجهة المقرضة للدول المحتاجة.
وقال مسؤولون في البنك خلال الندوة الصحفية إن 45 بلدا تعهدت بمنح مبلغ قياسي وصل إلى 25.1 مليار دولار أمريكي على أن يوفر البنك مبلغا إضافيا من ميزانيته الداخلية ومن تعهدات سابقة للمانحين بقيمة 16.5 مليار دولار أمريكي بهدف تمويل عمليات الإعفاء من الديون.
ومن المقرر أن يساعد المبلغ الإجمالي وهو 41.6 مليار دولار البلدان الفقيرة من خلال منحها هبات وقروضا بدءا من الصيف المقبل وحتى يونيو/حزيران 2011، ما يمثل زيادة بقيمة 9.1 مليار دولار مقارنة بحملة جمع التبرعات قبل ثلاث سنوات.
وتمثل الأرقام الحالية انقلابا بالنسبة إلى رئيس البنك، روبرت زوليك، الذي كان في زيارة لبكين هذا الأسبوع إذ أصبحت الصين إحدى البلدان الستة التي انضمت إلى نادي المانحين لأول مرة إلى جانب قبرص ومصر وبلدان البلطيق الثلاثة.
وقال زوليك في بيان صادر عنه quot; هذه أكبر عملية تبرع تشهدها وكالة التنمية الدولية في تاريخها. لقد أظهرت البلدان المانحة أنها ملتزمة التزاما كاملا بمساعدة البلدان (النامية) على التغلب على الفقر وتحقيق النمو المستديم، ولا سيما في أفريقياquot;. ضعف الدولار
وأدى بطء النمو الاقتصادي في البلدان الغنية وضعف الدولار إلى تعقيد المباحثات الأخيرة. وفي الوقت ذاته، فإن نطاق مهمة البنك تزداد اتساعا في ظل مطالبة الحكومات ذات الاقتصادات والأسواق النامية المتطورة بمزيد من المساعدات.
وكانت الولايات المتحدة التي تملك اقتصادا أقوى بست مرات من اقتصاد بريطانيا، حريصة على الاحتفاظ بمركزها كأكبر دولة مانحة لصالح البنك الدولي غير أنها تعاني الأعباء المالية الناجمة عن حربي أفغانستان والعراق.
ولم يوضح المسؤولون في البنك الدولي المبالغ المالية التي تعهد بالتبرع بها كل بلد على حدة، غير أنهم أضافوا أن بريطانيا هي أكبر مانح للبنك، متفوقة بذلك على الولايات المتحدة.
في حين احتلت ألمانيا المرتبة الرابعة. أما اليابان فكانت قد شغلت المركز الثالث خلال آخر حملة لجمع التبرعات.
وقال زوليك إن المبالغ ستُخصص لمساعدة نحو 2.5 مليار شخص في البلدان الفقيرة في القارات الخمس من العالم، على أن يستفيد نحو 39 بلدا أفريقيا من هذه المساعدات. ويُذكر أن نصف المبالغ تخصص للقارة السمراء.
وأضاف زوليك أن بعض الدول التي كانت تقترض من البنك في الماضي مثل مصر أصبحت لأول مرة من المانحين له.
- آخر تحديث :
التعليقات