أسامة العيسة من القدس
وصل إلى الأراضي الفلسطينية، وفد يمثل شركة آلن هاميلتون العالمية، المتخصصة بتنظيم المؤتمرات والنشاطات العالمية، وذلك في إطار التحضيرات لعقد مؤتمر الاستثمار في بيت لحم المقرر إلتئامه في الربيع. وتم إقرار عقد المؤتمر في مدينة بيت لحم خلال مؤتمر باريس الأخير للمانحين، وباقتراح من الرئيس الأميركي جورج بوش، الذي زار المدينة الفلسطينية، الشهر الماضي، ومن المرجح أن يشارك في فعاليات المؤتمر الذي من المتوقع أن يعقد في شهر آذار (مارس) أو نيسان (أبريل) المقبلين.

وإلتقى وفد الشركة العالمية، اليوم السبت، الدكتورة خلود دعيبس، وزيرة السياحة والآثار الفلسطينية، التي أكدت للوفد الضيف، أهمية عقد مؤتمر الاستثمار، خاصة في هذه المرحلة المهمة التي يمر بها الشعب والقضية الفلسطينية quot;والتي نحن أحوج بها لأن نسعى إلى تطبيق خطة الحكومة الفلسطينية الهادفة إلى إحلال الأمن والاستقرار والانتعاش الاقتصادي، وبالتالي أهمية توفير وتهيئة المناخ المناسب لتشجيع الاستثمار، واستقطاب جهات استثمارية أجنبية للعمل في فلسطين والمساعدة في دعم الاقتصاد الوطني الفلسطينيquot;.

ومن المقرر أن يعقد المؤتمر، في قصر المؤتمرات، الذي كانت بنته شركة استثمارية عربية، بمحاذاة برك سليمان التاريخية، وحالت ظروف الانتفاضة الفلسطينية دون افتتاحه، وتعرض خلال هذه الانتفاضة إلى قصف إسرائيلي مكثف، ومنذ عامين تعمل الشركة على إعادة ترميمه وتجهيزه، ليكون من أضخم قاعات المؤتمرات في الشرق الأوسط وفقا لمصادر الشركة.

وأشارت دعيبس، خلال لقاءها الوفد، إلى أن السياحة تعتبر من المجالات الهامة التي يمكن أن تشكل مقصدًا مشجعًا للجهات الاستثمارية للخوض بها، حيث يمكن الولوج أيضًا بمجالات سياحية مختلفة عن السياحة الدينية كالسياحة البيئية والثقافية.

ويذكر أن فلسطين تعتبر مقصدًا سياحيًا، لوجود بعض أهم الأماكن الدينية فيها، مثل كنيسة المهد بمدينة بيت لحم، وكنيسة القيامة والمسجد الأقصى بمدينة القدس.ونوهت دعيبس، إلى العديد من المشاريع التي جرى العمل على تنفيذها في السابق وتم إيقافها أو تجميدها بعد العام 2000، وهي بحاجة إلى تفعيل وان المناخ الآن مناسب للبدء بذلك لا سيما أن المجتمع الدولي وبعد مؤتمر انابوليس ومؤتمر باريس، قد أبدى استعداده للعمل على تشجيع ودعم الاستثمار في فلسطين ولذا فإن من المهم استغلال هذه الفرصة لاستقطاب جهات استثمارية أجنبية لتشكل مصدر ضغط على إسرائيل للالتزام بتوفير المناخ المناسب للاستثمار، وذلك عبر رفع الحصار والحواجز وتسهيل الحركة بين المدن والمحافظات الفلسطينية، ووقف الاجتياحات والأعمال العسكرية والالتزام بالاتفاقيات والمعاهدات الدولية وصولاً إلى تحقيق السلام العادل والشامل وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة حسب قرارات الشرعية الدولية.

وأوضحت الوزيرة دعيبس أن بيت لحم جاهزة ومهيأة وبها كل المقومات لإقامة هذا المؤتمر المهم الذي quot;سوف يعطي للعالم الصورة الحقيقية عن فلسطين والشعب الفلسطيني والذي يمكن أيضًا أن يشكل مدخلا لاستقطاب مؤتمرات ومهرجانات ومحافل عالمية أخرى لإقامتها في فلسطين والمدن الفلسطينيةquot;.

ووسط هذا التفاؤل استقبلت دعيبس أيضًا، وفدا برلمانيا ألمانيا من مقاطعة نوردلان بست فاليا، ترأسه ادجار مورون نائب رئيس البرلمان، وضم في عضويته 24 عضوا برلمانيا يزورون البلاد بهدف استطلاع الأوضاع في المنطقة وفتح آفاق جديدة للتعاون مع الشعب الفلسطيني.

ووضعت دعيبس الوفد الضيف في صورة الأوضاع التي تعيشها البلاد من كافة النواحي، مؤكدة على أهمية أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته ويأخذ دوره بالضغط على إسرائيل للالتزام بقرارات الشرعية الدولية والعمل سويا لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة. وأشادت دعيبس ببيان مجلس الوزراء الأوروبي وخاصة إعلانه أن الاستيطان غير شرعي في كافة الأراضي الفلسطينية بما فيها مدينة القدس، وضرورة وقف كافة الأنشطة الاستيطانية.

واستعرضت دعيبس للوفد الضيف النشاطات والبرامج والخطط التي تعمل وزارة السياحة والآثار الفلسطينية على تنفيذها، من اجل النهوض بصناعة السياحة في فلسطين وتحقيق المردود المناسب من هذا القطاع المهم للمجتمع الفلسطيني، باعتباره يمثل أحد أهم أركان الاقتصاد الوطني ويشكل مصدرًا مهمًا من مصادر الدخل القومي الفلسطيني, داعية أعضاء الوفد إلى نقل ما أسمته quot;الصورة الحقيقية للمجتمع الغربي عن الواقع الفلسطيني بعيدا عما يروج في وسائل الإعلام، وأيضًا المساهمة والمساعدة في الترويج للسياحة الفلسطينية والتشجيع على الإقامة في الفنادق والمدن الفلسطينية والتي هي آمنة للسياح والزوارquot;. ومن جهتهم عبر أعضاء الوفد عن سعادتهم لوجودهم في فلسطين واطلاعهم عن كثب على واقع الحياة التي يعيشها الشعب الفلسطيني.

ويذكر أن مؤشر السياحة الوافدة من ألمانيا إلى فلسطين آخذ بالتصاعد التدريجي بشكل واضح وملحوظ لا سيما بعد زيارة وزير الخارجية الألماني شتانماير إلى بيت لحم قبل عدة أشهر، وقرار حكومته بإلغاء التحذير من السفر إلى المدن الفلسطينية الذي كانت تصدره وزارة الخارجية الألمانية واستبداله بالتشجيع لزيارة المدن الفلسطينية وخاصة القدس وبيت لحم وأريحا، باعتبارها مدنًا آمنة وجاهزة لاستقبال السياح.