بهية مارديني من دمشق:إكتسب محل صغير بأحد الأسواق العتيقة في دمشق شهرة واسعة في الأحياء المجاورة لذلك السوق، وقد إكتسب المحل شهرته من بيع الخضراوات الرخيصة وبات الإقبال عليه كبيرًا من مختلف الشرائح الفقيرة التي تريد أن تدير إقتصادًا منزليًا quot;مخلع الابوابquot; بفضل (نقمة) التضخم وانخفاض الأجور وتآكل دخول السوريين .
التقت quot;إيلافquot; بـ محمد صاحب المحل فقال إن كل شيء ارتفع سعره 100 في المئة أو أكثر، وهناك سلع وبضائع لم يعد المواطن العادي أو حتى متوسط الحال قادر على شرائها لذلك فهو وأسرته مضطرون لأن يصوموا عن كثير من الأشياء أو الاقتصاد فيها بشكل شديد.
شأن محمد شأن كثير من السوريين والعائلات السورية التي بات الغلاء غولاً يقضي مضاجعها، ويسبب أرقًا كبيرًا، والناس كما يؤكد الكثيرون ملوا من الوعود الحكومية التي لا تأتي بأي حل ينقذ الناس من ضائقتهم.
وأمام هذا التخبط الحكومي في حل مشكلة ارتفاع الأسعار الجنوني يتحدث السوريون عن أن حكومتهم (طال بها المقام ) ولا بد لها من بعض التغيير. فبعض المواطنين يحملون وزارة الاقتصاد في سوريا مسؤولية quot;فلتانquot; الأسعار والأسواق وذهب بعضهم إلى الدعوة إلى إقالة أو استقالة وزير الاقتصاد. كما حدث مع وزير الاتصالات والاوقاف، خاصة وان وزارة الاقتصاد لم تستطيع أن تقدم حتى الآن إجابات عن أسباب ارتفاع الأسعار، فتارة تتذرع بأعداد العراقيين الكبيرة الذين هاجروا إلى سوريا، ومرة تتذرع بالطقس.
حتى أن بعض السوريين أصبحوا يتندرون على تصريحات المسؤولين عن ضبط الأسواق و(لم يعودوا يصدقون حرفًا منها) بحسب تعبير أحد المواطنين السوريين الذين هالهم أن تصبح أسعار الخضروات (وهي منتجات محلية ) أعلى من أسعار الخضروات المستوردة .
بإزاء هذه الحال التي لا تسر السوريين سارعت الحكومة إلى إصدار قانون حماية المستهلك والذي من المقرر أن يبدأ تطبيقه بعد ثلاثة أشهر من الآن. ولكن كثيرًا من السوريين لا يعقلون آمالاً عريضة عليه لأن هناك الكثير من القوانين التي تصدر ولا تغيّر من واقع الحال شيئًا، فالتجار سرعان ما يجدون وسيلة للالتفاف على القوانين وعدم تطبيقها ودائمًا النتائج السلبية تنعكس على المواطن السوري العادي الذي بات يئن بين مطرقة انخفاض الدخل وسندان الأسعار الفاحشة .
وفي الوقت الذي تعمل فيه البرامج الحكومية على مكافحة الغلاء تركز على محاولة التدخل في السوق عبر أساليب يرى بعضهم أنها بدائية. فيما يعتقد خبراء الاقتصاد أن تحرير الاقتصاد واتخاذ خطوات غير مدروسة جيدًا كان السبب في التضخم وانفلات الأسعار. كما أن إشاعات كثيرة عن اقتراب رفع الدعم عن المحروقات ألهب الأسواق وجعلها تغلي فيما الحكومة عاجزة عن إصدار أي بيان شفاف وواضح عن نيتها الحقيقية أما برفع الدعم أو إبقائه أو تحويله إلى أشكال أخرى .
- آخر تحديث :
التعليقات