في خطوة تهدف لإشراكهما في معالجة الوضع المتفاقم
مجلس الوزراء السعودي يدعو لإجتماع للدول المنتجة والمستهلكة للنفط

محمد العوفي من الرياض
قادت الارتفاعات المتوالية والمتصاعدة في أسواق النفط الخام إلى تحرك سعودي على أعلى المستويات تمثل في التوجيه الصادر من مجلس الوزراء السعودي وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي بالدعوة لاجتماع قريب يضم ممثلين عن الدول المنتجة والدول المستهلكة والشركات العاملة في إنتاج وتصدير وبيع البترول للنظر في ارتفاع الأسعار ومسبباته وكيفية التعامل الموضوعي معه.

وأكد المجلس في جلسته الأسبوعية التي عقدها اليوم برئاسة العاهل السعودي عبدالله بن عبدالعزيز أن الارتفاع الحالي في أسعار البترول ليس له ما يبرره من حيث المعطيات البترولية وأساسيات السوق، وأن المملكة كدولة منتجة رئيسة تدرك أن السوق البترولية يحتاجونها.ات كافية من البترول واحتياطات تجارية متزايد متزايد، وأن السعودية تعمل بالتنسيق مع دول منظمة أوبك والدول الرئيسة الأخرى المنتجة للبترول على ضمان توفر الإمدادات البترولية حالياً ومستقبلاً، إلى جانب عملها على عدم ارتفاع أسعار البترول بشكل غير مبرر وغير طبيعي مما قد يؤثر على الاقتصاد العالمي وخاصة اقتصاديات الدول النامية .

وأشار المجلس إلى أن السعودية قد قامت بزيادة إنتاجها خلال الشهر الجاري كما أبلغت كافة الشركات البترولية المتعاملة معها وكذلك الدول المستهلكة للبترول باستعدادها بتزويدهم بأي كميات إضافية من البترول يحتاجونها .

ويرى رئيس دار الدراسات الاقتصادية في الرياض الدكتور عبدالعزيز بن إسماعيل داغستاني أن السعودية تهدف من الدعوة لاجتماع يضم المنتجين والمستهلكين إلى إشراك المنتجين والمستهلكين في معالجة الوضع المتفاقم لأسعار النفط الخام، إضافة إلى أن السعودية لها دور فاعل في الأسواق البترولية باعتبارها العضو المؤثر والفاعل في منظمة الدول المصدرة للنفط الخام.

وأضاف داغستاني أن السعودية لها تجربة كبيرة في مواجهة هذه الأزمات طوال السنوات الماضية، ولديها قدرة كبيرة في التعامل مع مثل هذه المواقف لاسيما أن الكادر السعودي العامل في صناعة النفط يعرف تماماً أسعار هذه الصناعة جيداً.

في حين أن الخبير في أسواق النفط الدولية أيمن سيف يرى أن هذه الدعوة جاءت في وقت أصبحت فيها الحاجة ملحة لواقع الأسعار الحالي، وأن من الحكمة النظر إلى آليات السوق النفطية، وطرق التداول المفتوحة على مصراعيها لعدم وجود ضوابط تحكم الأسعار، فأصبحت الحرية الاقتصادية تستخدم بشكل سيء ويضر في المجتمعات والدول المستهلكة.

وتابع أنه من المفيد جداً في الوقت الحالي إعادة النظر في هذه الآليات، ووضع آليات وضوابط جديدة تحد من الأضرار التي تقع على المجتمعات جراء الآليات القديمة.

إلى ذلك تراجعت أسعار النفط الخام الأميركي في العقود الآجلة في بورصة نيويورك التجارية quot;نايمكسquot; يوم الاثنين بعد قيام التجار بجني الأرباح عقب الصعود القياسي الأسبوع الماضي فوق مستوى 139 دولاراً للبرميل وارتفاع الدولار من مستوياته المنخفضة في وقت سابق اليوم أمام اليورو.

وقد زاد سعر النفط أكثر من 16 دولارا بما يزيد على 13 في المئة خلال يومين من الصعود يومي الخميس والجمعة الماضيين مدعوما بتراجع الدولار والتوتر بين إسرائيل وإيران وتقرير لمؤسسة مورجان ستانلي بأن أسعار النفط قد تصل إلى 150 دولارا للبرميل بحلول الرابع من يوليو تموز.وهبط الخام الأميركي الخفيف في عقود يوليو تموز في نايمكس دولارين أو ما يعادل 1.44 في المئة الى 136.55 دولار للبرميل، وكان سعر العقد وصل الى 139.12 دولار للبرميل يومي الجمعة. وفي لندن هبط مزيج برنت في عقود يوليو 1.94 دولار أو ما يعادل 1.41 في المئة الى 135.75 دولار للبرميل. وكانت السعودية عززت الإنتاج 300 ألف برميل يوميا لتضخ 9.45 مليون برميل في يونيو حزيران الجاري.

على صعيد آخر، أقر مجلس الوزراء السعودي تشكيل لجنة وزارية لدراسة موضوع تأخر بعض المقاولين في تنفيذ المشروعات وكيفية التعامل مع هذه الظاهرة, وقرر المجلس الموافقة على قواعد وإجراءات معالجة التأخير في تنفيذ المشاريع الحكومية

وفي الشأن السياسي أطلع الملك عبدالله بن عبدالعزيز مجلس الوزراء على مجمل الاتصالات واللقاءات والمشاورات التي جرت خلال الأسبوع حول العلاقات الثنائية وقضايا المنطقة والشؤون العالمية ، ومن بينها لقاؤه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، ورئيس وزراء باكستان يوسف رضا جيلاني.

ولي العهد السعودي ينهي زيارة إسبانيا ويصل إلى جدة

واستمع المجلس لتقرير ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز عن نتائج الزيارة الرسمية التي قام بها لمملكة إسبانيا، وما أثمرت عنه من اتفاقيات من شأنها دفع مسيرة التعاون بين البلدين.

وفي شأن آخر ثمن مجلس الوزراء نتائج المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة، استجابة لدعوة خادم الحرمين الشريفين لحوار إسلامي و حوار بين أتباع الديانات السماوية والفلسفات والمعتقدات الشرقية يؤكد على مفاهيم التعايش ، وما هو مشترك من قيم وأخلاقيات ، وما يؤكد على أهمية الأسرة كمنظومة اجتماعية أساسية. وثمّن المجلس الآفاق الكبرى والأغراض النبيلة التي ترمي لها مبادرات ومواقف خادم الحرمين الشريفين لإرساء قيم الحوار كممارسات وطنية ، وإسلامية ، وعالميـة

وفي الشأن الفلسطيني أكد مجلس الوزراء في هذا السياق مواقف المملكة المستمرة في دعم وعون الأشقاء في فلسطين في كفاحهم من أجل دولة فلسطينية تكفل للشعب الفلسطيني وحدته الوطنية ، ومقومات عيشه واقتصاده واستقلاله. كما شدد المجلس على أهمية وحدة القرار الفلسطيني والعودة إلى ما تم الاتفاق عليه من مبادئ الوحدة الوطنية بين القيادات الفلسطينية.