نيويورك: تراجعت أسعار النفط صباح الثلاثاء عن المستويات القياسية الجديدة التي حققتها في وقت متأخر الاثنين، عندما استقر البرميل على 139.89 دولاراً، فأعاد المستثمرون بيع الكثير من حصصهم في عمليات جني أرباح، خفّضت الأسعار بمعدل خمسة دولارات دفعة واحدة.

وجاءت عمليات جني الأرباح بعد تأكد للمتداولين صعوبة اختراق حاجز 140 دولاراً خلال الجلسة التي تأتي قبل أسبوع من القمة المرتقبة بالرياض بين الدول المصدرة والمستوردة للنفط، في وقت قلل خبراء من أهمية ما قد ينجم عن اللقاء، باعتبار أن كميات النفط الإضافية المتوفرة أدنى من أن تؤثر على الأسعار.

واستقر برميل الخام الخفيف، تسليم يوليو/تموز المقبل، عند مستوى 134.61 دولاراً، وذلك بعد ساعات من ارتفاع قياسي، جاء بدفع من تراجع الدولار إثر صدور تقرير سلبي حول القطاع الصناعي الأمريكي.

وقال ستيفن شروك، محرر quot;تقرير شروكquot; الاقتصادي، لشبكة CNN إن المتعاملين أدركوا في ساعات التداول المتأخرة أن النفط لن يتجاوز حاجز 140 دولاراً خلال هذه الجلسة، فقام الذين اشتروا صباحاً ببيع حصصهم.

ولكن شروك حذّر بأن الأسواق quot;أعادت التمركزquot; عند مستويات جديدة، تستعد معها للاقتراب من حاجز 150 دولاراً للبرميل، متوقعاً أن يحصل هذا الأمر الاثنين المقبل على أبعد تقدير.

وفي الإطار عينه، قال خبراء إن الاجتماع المنتظر في 22 من الشهر الجاري بالسعودية بين الدولة المصدرة للنفط والمستوردة له لن يكون له تأثير كبير على اتجاه السوق، باعتبار أن الدول المنتجة تقوم حالياً بضخ النفط بالطاقة القصوى.

وذكر الخبراء أن العالم يستهلك حالياً 85 مليون برميل من النفط يومياً، وما أعلنت السعودية عنه من زيادة بمعدل 200 ألف برميل يومياً لا يتجاوز 0.2 في المائة من هذه الكمية، متوقعين أن تقوم الهند والصين بامتصاص هذه الزيادة في وقت قياسي.

وتبدو السعودية الدولة الوحيدة القادرة على رفع إنتاجها من النفط خلال فترة قصيرة، وذلك باعتبار أن بوسعها - نظريا - إضافة مليون أو مليوني برميل يومياً، علماً أن الرياض تصر بأن المعروض من النفط يكفي الأسواق، وأن الارتفاع الحالي في الأسعار مرده ضعف الدولار ونشاط المضاربات.

ولكن القلق من تنامي الحاجة المستقبلية للطاقة مع ثبات الاحتياطيات المكتشفة دون زيادة يساعد على رفع الأسعار بهذا الشكل أيضاً، وفي هذا السياق، قال آدم سيمنسك، كبير محللي شؤون الطاقة لدى quot;دويتشه بنكquot;:quot;السوق لا تكترث بما يقوله السعوديون عن العرض والطلب، فالجميع يفكّر في النقص الذي قد يحصل خلال سنوات.quot;

وكانت الوكالة الدولية للطاقة قد ألمحت في تقرير أصدرته قبل أسبوعين إلى معطيات متطابقة مع ما جاء على لسان سيمنسك، إذ لفتت إلى أن استهلاك العالم من النفط يومياً عام 2030 سيبلغ 116 مليون برميل، في حين أن الإنتاج لن يتجاوز 100 مليون برميل.