لندن: هبطت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي أكثر من دولار اليوم الجمعة في حركة تعامل متقلبة، إذ طغى خفض وكالة الطاقة الدولية تنبؤاتها للطلب على النفط لعام 2009 على الدعم الذي لقيته الأسعار في وقت سابق من البرد وضعف الدولار.

وفي بورصة نيويورك التجارية quot;نايمكسquot;، انخفض، الساعة 16 و10 دقائق بتوقيت غرينتش، سعر عقود الخام الأميركي لشهر فبراير 1.00 دولار، أو 2.8 % إلى 34.40 دولار للبرميل، بعدما جرى تداوله في نطاق من 34.35 دولار إلى 36.73 دولار.

وكانتأسعار النفط قفزتأكثر من دولار، متجهة نحو 37 دولاراً، اليوم الجمعة، إذ عزّز البرد في أنحاء نصف الكرة الأرضية الشمالي الطلب على وقود التدفئة، وتسبب نزاع بين روسيا وأوكرانيا في انخفاض إمدادات الغاز الروسية إلى أوروبا.

وقالت المفوضية الأوروبية إن أمام روسيا وأوكرانيا فرصة أخيرة في عطلة نهاية الأسبوع، لحل النزاع الذي يعرقل إمدادات الغاز، وإلا فإن علاقاتهما مع الاتحاد سوف تتضرّر.

ويحصل الاتحاد الأوروبي عادة على خمس احتياجاته من الغاز من روسيا، عبر خطوط أانابيب تمر بأراضي أوكرانيا. وتسبب انقطاع هذه الإمدادات في لجوء المولدات إلى النفط والفحم، في وقت بلغت فيه درجات الحرارة في أوروبا تحت الصفر.

وفي الساعة 14 و40 دقيقة بتوقيت غرينتش، كان الخام الأميركي الخفيف للعقود تسليم فبراير مرتفعاً 1.14 دولار إلى 36.54 دولار للبرميل، بعدما خسر 1.88 دولار أمس الخميس.

وهبطت عقود فبراير، التي يحين أجل استحقاقها يوم الثلاثاء إلى 33.20 دولار للبرميل يوم الخميس، وهو أدنى مستوى للعقود الآجلة، منذ 19 ديسمبر الماضي.

وارتفع خام القياس الأوروبي، مزيج برنت، 1.05 دولار إلى 48.73 دولار للبرميل، محافظاً على علاوة سعرية غير معتادة فوق خام القياس الأميركي، مدعوماً بتوقف إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا.

ويبدو أن السوق هوّنت من شأن بيانات من وكالة الطاقة الدولية، التي خفّضت تنبّؤها للطلب العالمي على النفط تخفيضاً حاداً هذا العام.

وانضمت الوكالة، التي تتخذ من باريس مقراً لها، إلى صفوف المتنبئين بانخفاض الطلب العالمي على النفط هذا العام، لتعدل تقديرها السابق للطلب العالمي بمقدار 940 ألف برميل يومياً إلى 85.3 مليون برميل في اليوم، أي بانخفاض قدره 500 ألف برميل في اليوم.

وذكرت الوكالة التي تقدّم المشورة للدول الصناعية في مجال الطاقة في تقريرها الشهري أنه جرى تعديل الطلب العالمي المتوقع على النفط، بخفض حاد لعام 2009، في أعقاب إعادة تقويم التوقعات الاقتصادية العالمية.

وكانت أسعار النفط انخفضت 5 % أمس، بفعل المخاوف من تفاقم الركود الاقتصادي العالمي، وما يعنيه ذلك من انكماش للطلب على الوقود، وذلك في أعقاب سلسلة بيانات اقتصادية أميركية متشائمة، أشارت إلى أن الركود في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للطاقة في العالم، يزداد حدة، مما يؤذن بمزيد من الضعف في الطلب على النفط في الأشهر المقبلة.