أبوظبي: أبدى وزير الطاقة والبيئة والاتصالات السويسري إعجابه بنموذج مدينة مصدر، وهي أول مدينة في العالم خالية من الكربون والنفايات والسيارات، إذ تمثل مدينة مصدر استثماراً متعدد الأوجه في مجال استكشاف مصادر طاقة المستقبل وتطويرها، والحلول التقنية النظيفة وإنتاجها على المستوى التجاري، حيث يتم توليد الكهرباء في مدينة مصدر بوساطة ألواح شمسية كهروضوئية، في حين يجري تبريدها باستخدام الطاقة الشمسية.

وتبني شركة أبوظبي لطاقة المستقبل مصدر حالياً مدينة مصدر الخالية من الكربون. كما تؤسس معهد البحوث الخاصة بالطاقة وإدارة الكربون. وحول رغبة بلاده في المشاركة في هذا المشروع الطموح، قال الوزير السويسري quot;قمنا بأول خطوة في هذا الصدد فأسسنا قرية سويسرا في مدينة مصدر الخالية من الكربون في أبوظبي، حيث تم استدعاء عدد من معاهد البحوث السويسرية والشركات السويسرية، للاستفادة من مساحات تجارية في وسط مدينة مصدر.
وأكد ليو نيبيرجر أهمية القمة العالمية لطاقة المستقبل التي تعقد في مركز أبوظبي الدولي للمعارض.

وقال في حديث خاص لوكالة أنباء الإمارات إن القمة تعكس جهود الإمارات بقيادة رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وحرص ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على الاتجاه للاعتماد على مصادر الطاقة البديلة من أجل تدعيم عملية التنمية المستدامة.

وأشاد الوزير السويسري بقيام إمارة أبوظبي بالاستثمار في استراتيجيات طويلة المدى في مجال تكنولوجيات طاقة المستقبل، مثمناً قرار الحكومة في مجال الطاقة، الذي يتضمن التزاماً بتوفير ما لا يقل عن 7 % من إجمالي إنتاج الكهرباء في الإمارة من مصادر متجددة للطاقة بحلول عام 2020.

واعتبر أن القمة العالمية لطاقة المستقبل تلعب دوراً رئيساً في لم شمل دول العالم إلى ما يمكن أن يسمّى quot;ثورة الطاقةquot;، مطالباً بتحريك الأنظمة الخاصة بالطاقة نحو طريقة أنسب للمناخ والبيئة مع ضمان أمن الطاقة والبيئة معاً.

وأكد أن مستوى الوعي في سويسرا حول هذا الموضوع عال جداً، خاصة quot;في ما يخص ارتفاع أسعار النفط وانقطاع إمدادات الغاز إلينا من المصادر أو انصهار الجليد في القطب الشمالي والجنوبي نتيجة التغيير المناخيquot;. لكن ما جعل هذه القمة العالمية لطاقة المستقبل في أبوظبي حدثاً فريداً، بحسب نيبيرجر هو أنها تقام في الامارات، التي وصفها بأحد الدول الرئيسة في إنتاج النفط.

وأكد أن حضوره مؤتمر القمّة العالمية للطاقة في دورتها الحالية 2009 إلى جانب عدد كبير من المسؤولين من دول العالم ، يعكس الاهتمام الكبير الذي توليه دولة الإمارات للبحث في سبل تطوير مصادر الطاقة المتجدّدة.

وأشار وزير الطاقة والبيئة والاتصالات السويسري إلى المشاركة الواسعة في أعمال القمة التي تستقطب أكثر من 15 ألف مشارك، منهم عدد من كبار المسؤولين ورؤساء المنظمات العالمية وأبرز الناشطين في مجال البيئة، إضافة إلى مستثمرين عالميين يمثلون حوالي 40 دولة، ووجود أكثر من 300 شركة.

وأوضح أن معاهدة البحوث الخاصة والحكومية في سويسرا رائدة في تكنولوجيات الطاقة المتجددة التي يعتقد أنها تناسب دولة الامارات، وتشمل هذه التكنولوجيا على سبيل المثال بناء الطاقة الشمسية المركزة وتوصيلها، وكذلك تكنولوجيات أخرى للبناء والتعمير.

ورأى أن العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات وسويسرا ممتازة وأكثر عمقا، موضحاً أن دولة الإمارات ما زالت أهم شريك اقتصادي لسويسرا في الشرق الأوسط، من ناحية حجم التجارة البيئية التي استمرت في الارتفاع في السنوات الأخيرة.

ونوّه بأن وجود سفارة سويسرا في أبوظبي، والقنصلية في دبي، إضافة إلى مركز التجارة السويسري يعدّ أكبر دليل على الرغبة العميقة في المشاركة في مسيرة التنمية الاقتصادية لدولة الامارات العربية المتحدة.

ولفت إلى أن هناك 3 شركات سويسرية تشارك في هذا المعرض لتعرض عدداً من التكنولوجيات الخاصة بالطاقة الشمسية والغاز الحيوي ومواد بناء متطورة، تخفض نسبة الطاقة المطلوبة في التبريد، وكذلك التكنولوجيات الخاصة بالتحكم والاتوماتيكية.

وأشار إلى أن أكثر هذه التكنولوجيات إثارة في هذا المعرض هي تكنولوجيا المغامرة السويسرية التي تسمى quot;نبضة الطاقة الشمسيةquot; التي اخترعها بتراند بيكارد، وهي عبارة عن طائرة تعمل بالطاقة الشمسية، تطير حول العالم بدون وقود، وبدون أي نوع من الانبعاث، حتى لا تحدث أي نوع من التلوث.

وقال إن الطاقة النووية تمثل حوالي 40 % من مصادر الطاقة الكهربائية في سويسرا، ورأى أن لكل دولة الحق في تنويع مصادر طاقتها، شرط أن تحترم القوانين الدولية الخاصة بذلك، وقوانين الأمن والسلامة.