المنامة: كشف مصرف الطاقة الأول ومقره البحرين عن إنشاء أكبر مصنع في الشرق الأوسط لإنتاج مادة البولي سيليكون والذي ستقيمه في مدين الجبيل الصناعية في شرق المملكة العربية السعودية، بالتعاون مع شركة تطوير وإدارة المشاريع (PMD)، بكلفة إجمالية تبلغ نحو مليار دولار.وأبلغ الرئيس التنفيذي لمصرف الطاقة فاهان زانويان الصحفيين أن المشروع سيمول عن طريق أسهم من الملاك تبلغ 40 في المئة، في حين أن 60 في المئة من الكلفة ستكون عن طريق قروض من صندوق التنمية الصناعية، الذي عادة يقدم تمويل إلى المشروعات الصناعية يصل إلى 160 مليون دولار، وصندوق الاستثمارات العامة السعوديان، بالإضافة إلى قروض من مصارف تجارية في السعودية.

وأضاف إن الإنتاج في المصنع، الذي سيقام على مساحة تبلغ 375 ألف متر مربع في مدينة الجبيل الصناعية الثانية، سيبلغ 750 ألف طن سنويا، وأن المصنع سيكتمل في العام 2013. ويقود المشروع مصرف الطاقة الأول كشريك إستراتيجي، في حين أن شركة تطوير وإدارة المشاريع هي مطور تقني وتجاري. كما بين زانويان أن المصرف يملك أكثر من 90 في المئة من المشروع.بيان رسمي أوضح أن شركة كوزموس للاستثمارات الصناعية ، وهي إحدى شركات مصرف الطاقة بالشراكة مع PMD، بإدارة وتطوير المصنع، الذي صمم للاستفادة من منشآت البنية التحتية.وأضاف أن هناك quot;خطط مستقبلية للتوسع في خدمات المشروع في المرحلة الثانية، بحيث تشمل الاستثمار في الصناعات النهائية مثل صناعة شرائح الألواح الشمسية.

وذكر البيان أن المصرف وقع اتفاقية مع الشركة السعودية للكهرباء، وحصل على أرض صناعية من الهيئة الملكية للجبيل وينبع، بالإضافة إلى توقيع اتفاقية شراء إنتاج المصنع مسبقا مع شركة فينمار انترناشيومال المحدودة.ونسب البيان إلى زانويان قوله quot;إن مصادر الطاقة المتجددة ستبقى أولوية عالمية، وأنه من المؤكد أن استخدام الطاقة الشمسية بشكل خاص سينتشر ويزدهر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لأنه الخيار المتبقي. لذلك فنحن ملتزمون التزاما بقطاع السيليكون، ويسرنا إطلاق مشروع إنشاء المصنع في واحدة من أهم المناطق الصناعية في منطقة الخليج، وتحديدا في مدينة الجبيل الصناعية الثانيةquot;.

أما رئيس مجلس إدارة PMD ماجد الأحمدي فبين أن المشروع هو مبادرة تتماشى مع إستراتيجية الحكومة السعودية لدعم الطاقة النظيفة وموارد الطاقة المستديمة للوصول إلى وضع اقتصادي متنوع، والتوسع في القاعدة الصناعية في المملكة.وأضاف quot;أن صناعة الطاقة الشمسية قد شهدت في السنوات الأخيرة تطورا ملحوظا أدى إلى انخفاض كبير في الكلفة، وتتجه أنظار هذه الصناعة في الوقت الحالي إلى التنافس مع موارد توليد الطاقة التقليديةquot;.وسيكون المصنع أكبر مصنع من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وسيستخدم تقنية متقدمة.

وكان نائب الرئيس التنفيذي لمصرف الطاقة الأول محمد النصف كان قد تحدث عن نية البنك السعي إلى الاستثمار في قطاع الطاقة البديلة، في وقت يبحث فيه عن فرص في قطاعات اكتشاف النفط وإنتاجه، بالإضافة إلى قطاع التكرير والبيع والتوزيع والخدمات المرافقة لهذه القطاعات، وأن نشاط سيتركز في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (مينا).وأضاف quot;أننا متحمسون جدا حيال مشروع محتمل في قطاع الطاقة البديلة، ونحن الآن في مراحل التخطيط المتقدمة. إننا ننظر تحديداً في عدد من الفرص في قطاعات اكتشاف النفط وإنتاجه وقطاع التكرير والبيع والتوزيع والخدمات والمرافقquot;.

وتم تأسيس المصر ف العام الماضي من قبل مؤسسات مالية ومستثمرون في دول الخليج العربية، من ضمنهم بيت التمويل الخليجي، في البحرين برأس مال مدفوع يبلغ مليار دولار للاستثمار في النفط والغاز ومصادر الطاقة، وتوفير حلولا استثمارية تتفق مع تعاليم الشريعة الإسلامية التي تحرم الفائدة باعتبارها ربا.وينصب الاهتمام الرئيسي للمصرف الاستثماري على الاستثمارات في استكشاف الهيدروكربون وإنتاجه ونقله وتخزينه وتكريره، بالإضافة إلى خدمات حقول النفط التي تعزز الإصلاح وتحسن فعّالية الأصول. كما يتطلع أيضاً إلى فرص الاستثمار في تطوير سعة توليد الطاقة وتقنيات الطاقة البديلة.

وتحتل منطقة مينا مركزا متقدما في إنتاج مواد ومشتقات الهيدروكربونات، ويتوقع أن تلبي المنطقة احتياجات دول العالم من الطاقة في ظل تراجع إنتاج النفط في الدول الغربية، وزيادة الطلب عليها في دول مثل الصين والهند، اللتين ينمو اقتصادهما بنحو 10 في المئة سنويا.وجاء إنشاء مصرف الطاقة الأول، الذي يبلغ رأس ماله مليار دولار، في ظل توجه المؤسسات المالية إلى قطاع الطاقة الواعد خصوصا بعد التراجع الذي شهده قطاع العقارات في المنطقة وهبوط أسعاره تحت وطأة أزمة الائتمان العالمية.