بعدما غادر الموظفون المصريون العاملون في أوراسكوم تليكوم الجزائر تحسباً لأي حساسيات quot;كرويةquot; مشتعلة بين البلدين، طالبت الجزائر الشركة المصرية بغرامات مستحقة قيمتها 695.6 مليون دولار.

القاهرة - وكالات: أفادت شركة أوراسكوم تليكوم المصرية اليوم الأربعاء أن سلطات الضرائب الجزائرية أخبرتها أنها مدينة بضرائب وغرامات مستحقة قيمتها 695.6 مليون دولار. ودفع ذلك بسهم الشركة إلى التراجع 11.2 %.

وقالت الشركة المصرية إن المطالبات الضريبية الجزائرية تعتمد على مزاعم لا أساس لها من الصحة، بأنها لم تجر العمليات المحاسبية بطريقة صحيحة في الفترة بين 2005 و2007. وأشارت أوراسكوم إلى أنها ستتخذ الخطوات القانونية اللازمة كافة للطعن في إعادة التقييم الضريبي.

وأضافت الشركة المشغلة للهواتف المحمولة، ومقرها القاهرة، أن تلك المطالبات الضريبية قد تؤدي إلى انخفاض التوزيعات النقدية للوحدة الجزائرية، التي تعمل تحت العلامة التجارية quot;جازيquot; خلال عام 2010. وأوردت أوراسكوم لرويترز في بيان عبر البريد الالكتروني quot;تثق أوراسكوم تليكوم القابضة في خبرتها وقدرتها على مواجهة المخاطر المتعلقة باحتمال خفض السيولة النقدية بصورة فعالة لتلبية التزاماتها كافة، مثلما فعلت في الماضيquot;.

وكانت الهيئة الضريبية الجزائرية قالت في ما سبق إن جازي مدينة بضرائب قيمتها 50 مليون دولار منذ عام 2004، الأمر الذي اعترضت عليه أوراسكوم. وهوى سهم أوراسكوم تليكوم 11.2 %، بفعل تلك التقارير ليصل إلى 30.22 جنيه مصري (5.54 دولار) ويدفع المؤشر الرئيس للبورصة المصرية إلى الانخفاض 3 %.

من جهتها، رأت نادين غبريال، محللة الاتصالات لدى المجموعة المالية - هيرميس، أنه في حال إجبار أوراسكوم تليكوم على دفع الضرائب، سيدفع ذلك هيرميس إلى خفض تقديرها للسعر العادل للسهم إلى 49 جنيهاً من 52 جنيهاً في الوقت الحالي، كما سيخفض مستوى السيولة النقدية المتاحة لدى المجموعة بكاملها. وأضافت quot;للتقدير الضريبي الصادر من الجزائر بخصوص حسابات أوراسكوم تليكوم خلال الفترة من 2005 وحتى 2007، تأثير سلبي على السوق خلال الأيام القليلة المقبلة. مؤكدة أن quot;الوحدة الجزائرية تمثل 68 % من تقييمنا لسهم أوراسكوم تليكوم، وهي نسبة كبيرةquot;.

مطالبة الجزائر أوراسكوم تلكوم بغرامات تهبط بالبورصة المصرية

من ناحية أخرى، أكد عيسى فتحي، العضو المنتدب لشركة أمان للأوراق المالية، في لقاء مع تلفزيون العربية، أن شركة أوراسكوم تليكوم لديها المرونة لمواجهة المشاكل المتعلقة بالمطالبات الضريبية الجزائرية، ورأى أن المبلغ المطلوب ليس كبيراً بالدرجة التي قد تؤثر على الشركة.

وأضاف quot;في حال ظهور أخبار عن انفراج الأزمة أو عن تحسن الأحوال بين السلطات الجزائرية والمصرية، سيرتد السهم لما كان عليه قبل الهبوطquot;.

وقالت أوراسكوم تليكوم التي تعرضت وحدتها الجزائرية quot;جازيquot; للتخريب في وقت سابق من هذا الأسبوع، عقب التوترات التي نجمت من مباراة بين فريقي البلدين للتأهل لكأس العالم، إن حسابات الوحدة الجزائرية جرى الموافقة عليها من قبل مراجعي الحسابات المحليين والدوليين.

وأشارت إلى أن جازي تخدم ما يزيد على 14.5 مليون عميل من مشتركي الهاتف المحمول في الجزائر، مما يجعلها تستحوذ على حصة قدرها 63.7 % من السوق. وفازت أوراسكوم في عام 2001 برخصة قيمتها 737 مليون دولار لتقديم خدمات الهاتف المحمول في الجزائر لأجل 15 عاماً.

ودخلت أوراسكوم في صراع طويل مع السلطات الجزائرية بشأن قانون الضرائب الجديد، الذي يطالب الشركات الأجنبية بإثبات أنها غير مدينة بضرائب، قبل أن تتمكن من تحويل الإيرادات إلى بلادها. وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، قالت الشركة إنها حصلت على تصريح بتحويل نصف التوزيعات النقدية لعام 2008 للمساهمين غير المقيمين في البلاد.

وتعمل أوراسكوم في الأسواق الناشئة، ولديها عمليات في باكستان وبنغلادش وزيمبابوي وكوريا الشمالية. وتعتزم الشركة إطلاق عملياتها في كندا هذا العام، على الرغم من العواقب التي واجهتها من جانب الهيئات التنظيمية.

موظفو أوراسكوم المصريون غادروا الجزائر
وكان الموظفون المصريون الـ25 العاملون في شركة أوراسكوم تليكوم للاتصالات في الجزائر غادروا هذا البلد مع أسرهم، في وقت سابق، بناء على طلب إدارة الشركة، إثر الاعتداءات التي تعرضت لها مؤسسات مصرية في الجزائر، عقب مباراة كرة القدم، التي أقيمت بين منتخبي البلدين السبت، كما أعلنت وكالة أنباء الشرق الأوسط.

وأعلنت هذا الإجراء إدارة هذه المؤسسة المصرية للاتصالات التابعة لرجل الأعمال نجيب ساويرس، كما أوضحت الوكالة التي لم تقدم المزيد من التفاصيل.

وكان مدير الاتصالات في شركة أوراسكوم تليكوم الجزائر حميد جرين أعلن الاثنين في مؤتمر صحافي في العاصمة الجزائرية أن مشجّعين جزائريين هاجموا الأحد نحو 15 فرعاً لشركته ملحقين بها خسائر مادية، تقدر بخمسة ملايين دولار. وأوضح أن أوراسكوم الجزائر قررت الأحد إغلاق فروعها، وخاصة في العاصمة الجزائرية.

وتعد أوراسكوم تليكوم الجزائر، التي تعمل تحت العلامة التجارية quot;جيزيquot; أول شركة اتصالات للهاتف المحمول في الجزائر مع 14 مليون مشترك. ويعمل فيها 4500 شخص، معظمهم من الجزائريين، وفقاً لجرين.

ومن المقرر أن يلتقي الفريقان اليوم الأربعاء في الخرطوم في مباراة فاصلة لتحديد المتاهل إلى نهائيات كاس العالم لكرة القدم 2010.