انطلقت، صباح اليوم الخمس، في مدينة الصخيرات (قرب العاصمة الإدارية الرباط) أعمال الملتقى الثاني للاستثمار الخليجي في المغرب، الذي ينظّم على مدى يومين. ويلقي الملتقى الضوء على تداعيات الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية وانعكاساتها على اقتصاديات دول مجلس التعاون الخليجي والمغرب. ويتوقع أن تبلغ الاستثمارات الأجنبية المباشرة في المغرب نحو أربعة مليارات دولار في سنة 2010، في وقت بلغت، في الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي، 2.25 مليار دولار.

الدار البيضاء: انطلقت، صباح اليوم الخمس، في مدينة الصخيرات (قرب العاصمة الإدارية الرباط) أعمال الملتقى الثاني للاستثمار الخليجي في المغرب، الذي ينظّم على مدى يومين، برعاية من العاهل المغربي الملك محمد السادس.

ويشهد هذا الملتقى، الذي ينظم بمبادرة من المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين ووكالة الخليج العربي للإعلام والاتصال وبتعاون مع عمالة الصخيرات تمارة، يشهد مشاركة هيئات اقتصادية، ومؤسسات تجارية واستثمارية، وخبراء، وأكاديميين، وباحثين خليجيين ومغاربة، لإلقاء الضوء على تداعيات الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية وانعكاساتها على اقتصاديات دول مجلس التعاون الخليجي والمغرب.

وتتميز الدورة الثانية للملتقى بمشاركة المؤسسات الخليجية المستثمرة في المغرب، وكذا الشركات الخليجية المتخصصة في القطاع الزراعي والصناعات الغذائية. وافتتحت أعمال الملتقى اليوم بكلمة محمد بن يوسف، المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين، الذي أكد على أن بنية المغرب المحفزة على الاستثمار، يمكنها أن تساهم في خلق شراكات ثلاثية مغربية، وخليجية، وأوروبية، مشيراً إلى أن المنظمة مستعدة لبلورة هذه الفكرة.

وأوضح بن يوسف أن دول المنطقة نجحت في استقطاب تدفقات استثمارية أجنبية هائلة، مشيراً إلى أنها انتقلت من من 8.7 مليار دولار سنة 1998، إلى 100 مليار دولار سنة 2008، أي بمعدل سنوي بلغ 27 %. ومن المتوقع أن تبلغ الاستثمارات الأجنبية المباشرة في المملكة المغربية نحو أربعة مليارات دولار في سنة 2010، في وقت بلغت، في الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي، 17.4 مليار درهم (2.25 مليار دولار).

وحسب معطيات رسمية، حصلت عليها quot;إيلافquot;، فإن المعدل السنوي للاستثمارات الأجنبية المباشرة انتقل من 100 مليون دولار أميركي في الثمانينات، إلى 450 مليون دولار أميركي في التسعينات، قبل أن يرتفع، في الفترة الممتدة من 2000 إلى 2006، إلى أكثر من 13 مليار دولار أميركي، ما يعادل 2 مليار دولار كنسبة سنوية. أما في سنة 2008 فبلغ أكثر من 2.38 مليار دولار أميركي.

وستتواصل أعمال الملتقى، اليوم وغداً، بمداخلات لكل من الدكتور لحسن عشي، المستشار الدولي لمركز quot;كارنجيquot; للدراسات الاستراتيجية المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، والدكتور فتح الله ولعلوا، عمدة مدينة الرباط، والدكتور لحبيب المالكي، المدير العام للمركز المغربي للطرفية الاقتصادية، حول دور الاستثمار في تجاوز انعكاسات الأزمة المالية العالمية، وضرورة استخلاص العبر والدروس للمستقبل، وكيفية مواجهة دول مجلس التعاون الخليجي لآثار الأزمة.

وتتميز الدورة الثانية للملتقى بتنظيم جلسات قطاعية، تهم الصناعات الغذائية والتكنولوجيا الجديدة وإدارة قطاع النقل، والسياحة، والخدمات، والطاقة، والمعادن، والعقار، وقطاع البنوك، حيث ستقدم المراكز الجهوية للاستثمار الفرص الواعدة للاستثمار في مختلف أنحاء المغرب، كما ستقدم الهيئات المالية وصناديق الاستثمار الآفاق الجديدة للاستثمار الخليجي في المغرب، في إطار ما يعرف باللقاءات المباشرة لرجال الأعمال.

وتعد وكالة الخليج العربي للإعلام والاتصال المبادرة إلى تنظيم هذا الملتقى وكالة متخصصة في الشؤون الاقتصادية الخليجية أنشئت في يناير 2007، بهدف تنظيم المؤتمرات والتظاهرات ذات الطابع الاقتصادي والاستثماري، بغية تعزيز الروابط الاقتصادية والتجارية بين المغرب ودول مجلس التعاون الخليجي، وخلق فضاء منتظم للتواصل بين رجال الأعمال المغاربة والخليجيين، وعرض فرص الاستثمار لدى الجانبين، وتعزيز الشراكة بين القطاع الخاص، وخلق شركات مختلطة مغربية خليجية، ودعم الحضور الاقتصادي الخليجي في المملكة المغربية.