افتتح ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة ميناء خليفة بن سلمان رسمياً، وذلك ضمن احتفالات مملكة البحرين بعيد جلوس الملك العاشر والعيد الوطني المجيد الثامن والثلاثين. وتقدم رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للموانئ البحرية الشيخ دعيج بن سلمان بن دعيج آل خليفة بالشكر للقيادة لدعمهم المستمر لهذا المشروع الطموح الذي من شأنه إدخال البلاد في حقبة جديدة في إدارة الموانئ وتعزيز مكانتها اقتصاديا وتجارياً واستثمارياً في المنطقة والعالم ككل، وذلك بالتوافق مع رؤية البحرين الاقتصادية 2030، والحديث للشيخ دعيج.

المنامة: يشغل ميناء خليفة بن سلمان، مساحة قدرها 110 هكتار من الأراضي المستصلحة في شمال شرق مملكة البحرين، قد بدأ عملياته في أبريل من العام الجاري، موفراً خدمات النقل البحري والخدمات الملاحية والخدمات اللوجستية على مستوى عال، مستفيداً من موقعه الإستراتيجي بالقرب من مطار البحرين الدولي والطرق المؤدية إلى جسر الملك فهد. وقد بلغت تكلفة بناء هذا الميناء حوالي 136.3 مليون دينار بحريني، ليستوعب ما لايقل عن 1.1 مليون TEU سنوياً، فضلاً عن السفن السياحية وغيرها من الشحنات والحاويات الكبيرة، مما يفوق الطاقة الإستعابية لميناء سلمان بأربع مرات، وهو الميناء الأساسي السابق في البحرين، والذي خدم البلاد بكل كفاءة واقتدار طوال فترة الخمسين سنة الماضية.

فقد جاءت فكرة إنشاء ميناء جديد لعوامل عديدة، أبرزها عدم توافر العمق الكافي في المعبر المؤدي إلى ميناء سلمان وعدم إمكانية تعميقه لوجود ينابيع للمياه الجوفية. إضافة إلى عدم إمكانية الميناء السابق من استيعاب العمق الذي تحتاجه البواخر الحديثة ذات الغاطس العميق، والتي يزداد الطلب عليها لمواكبة ركب النمو الإقتصادي التي تشهده المنطقة، وذلك فضلاً عن عدم توافر مساحات كافية لإنشاء المنطقة اللوجستية، مما كان سيتطلب أعمال هائلة لإعادة تأهيله.

أما الميناء الجديد فإنه مؤهل ليستقبل أكبر سفن الحاويات في العالم، والعابرة لمياه الخليج العربي، والذي من شأنه مواكبة التطور المستمر في البلاد، وزيادة حجم التجارة الخارجية، ودعم المنطقة اللوجستية الموجودة في الميناء.

وأضاف الشيخ دعيج في كلمته: quot;يعد الميناء أول منشأة متعددة الاستخدامات تركز على الاستيراد والتصدير وإعادة التصدير والفعاليات المحققة للقيمة الاقتصادية المضافة في المنطقة، مما يمثل نقلة نوعية للبحرين في مجال الملاحة البحرية. خصوصاً أنه من أحدث الموانئ البحرية في منطقة الخليج العربي، الذي من شأنه أن ينعش النشاط الإقتصادي، ويجذب إستثمارات أجنبية إلى المنطقة، وبالأخص إلى الجزء الشمالي منها. كما إنه يعد من أبرز المشاريع التنموية المساهمة في خلق حياة معيشية أفضل للمواطنين، وذلك لأنه يوفر فرص عمل جديدة ومجزية لأبناء المملكة. ويسعدنا أن نكشف اليوم أن حوالي 87% من العاملين في الميناء هم من العمالة البحرينية المؤهلةquot;.

تجدر الإشارة إلى أنه قد تم تنفيذ وإستكمال البنية التحتية ومباني الميناء من قبل وزارة الأشغال، التي قامت بتسليم الميناء للمؤسسة العامة للموانئ البحرية في مطلع العام الجاري، للقيام بهمة الإشراف والرقابة عليه، بينما تقوم شركة أي . بي . أم . تيرمنلز ndash; بحرين بإدارة وتشغيل الميناء.

وقد كشفت الإحصائيات التشغيلية للربع الأول، من مرحلة تشغيل ميناء خليفة بن سلمان، عن تطور ملحوظ في الكفاءة الشاملة وعائدات الميناء لهذه الفترة. يذكر أن من ضمن السفن التي يستقبلها الميناء هي بواخر البضائع العامة شاملهً البواخر السياحية (بمعدل 3 سفن سياحية أسبوعياً) والبواخر العسكرية والبضائع السائبة المجزية والسائبة (الحبوب والأسمنت) والمواشي. كما يلعب الميناء دوراً بارزاً في مجال العمليات اللوجستية وعلميات تسليم البضائع، حيث يتم تفريغ 40% من البضائع الواردة في محطة الميناء قبل وضعها على شاحنات محلية بغرض التسليم. ويشار إلى أن منطقة محطة الحاويات والبضائع العامة في الميناء تبلغ حوالي 900.000 متر مربع، حيث يبلغ عدد الحاويات الموجودة فيها 3.800 حاوية. وتبلغ الطاقة التخزينية للمحطة حوالي 10.800 صف أرضي من إجمالي الطاقة التخزينية للميناء، البالغة 54.000 حاوية مكافئة، حيث تم لغاية الآن إستخدام 33% منها.