في تقرير لها تحت عنوان quot; دبي تقدم دروسا ً للصينquot;، تتحدث اليوم صحيفة quot;تشينا دايليquot; الصينية واسعة الانتشار عن أن الصين في حاجة إلى تعلم الدروس المستفادة من أزمة الديون التي مرت بها دبي خلال الأسابيع الماضية لتفادي التعرض للتداعيات الاقتصادية الوخيمة نفسها، رغم اختلاف الأوزان الاقتصادية لكل من دبي والصين.

وبعد أن راحت تسهب في حديثها عن تداعيات وتطورات الأزمة الأخيرة التي عصفت بدبي، وتأثيرها السلبي على أسعار المساكن ( حيث انخفضت بمعدل 50 % - ما أدى إلى حدوث انكماش حاد في قيم الأصول الخاصة بمجموعة دبي العالمية ونخيل )، وكذلك لفتها الانتباه إلى الدور اللافت الذي لعبته حكومة أبو ظبي في عملية الإنقاذ، قالت الصحيفة إنه وعلى الرغم من قوتها الاقتصادية مقارنة ً بالإمارة الشرق أوسطية الصغيرة، إلا أن الصين يجب أن تتعلم من الدروس المستفادة من أزمة ديون دبي العالمية وانعكاسها على نموذج النمو الاقتصادي شديد الارتباط بالناتج المحلي الإجمالي الذي يعتبر الاستثمار بموجبه واحدا ً من المحركات الأساسية للاقتصاد الوطني.

وتتابع الصحيفة حديثها بالقول إن الصين - مثلها مثل دبي - تمتلك هي الأخرى قدرا ً هائلا ً من الفائض في الحساب الجاري، كما سبق لها أن أقدمت على تنفيذ مشروعات استثمارية على نطاق واسع. وتمضي لتلفت إلى الآمال العريضة التي تعولها بكين على تطوير السوق العقارية كصناعة محورية يمكن الارتكاز عليها لدفع وتيرة النمو الاقتصادي. ثم تشير إلى حالة الانتعاش التي شهدتها أسعار العقارات في الصين خلال السنوات الأخيرة، فضلا ً عن تزايد أعداد الشركات الكبرى المملوكة للحكومة الصينية التي تلعب دورا ً حاسما ً في بعض من المجالات الاقتصادية المحورية، كما هو الحال في دبي.

وتؤكد الصحيفة أن تلك المؤسسات تبلي بلاء ً حسنا ً، لكنها تفتقر إلى نظام يتسم بالشفافية، رغم حقيقة ازدهار قطاع البناء في كل من دبي والصين خلال السنوات الماضية. وتتساءل الصحيفة في الوقت ذاته بقولها : رغم تمتعه بحالة من الازدهار السطحي بسبب ازدهار سوق العقارات، كيف للاقتصاد القائم على المشاريع الاستثمارية أن يضمن تحقيق عائدات مرتفعة من الاستثمار، وكيف يمكن له أن يعزز النمو المستدام متسارع الخطى ؟ - وتواصل الصحيفة حديثها بالإشارة إلى أن ارتفاع أسعار العقارات في الصين أدى إلى نشوب حالة من القلق العميق إزاء الفقاعات المتنامية.

كما تقول إن نسبة أسعار المساكن لنصيب الفرد من الدخل ونسبة الأماكن الشاغرة هي مؤشرات تدل على أن الفقاعات الحاصلة في سوق العقارات الصينية امتدت إلى وضعية خطرة، فتجربة دبي أظهرت أنه وبمجرد ظهور فقاعات، فإن انفجارها يكون أمراً مؤكدا ً، وهو ما سيؤدي بصورة حتمية إلى حصول انخفاضات حادة في أسعار المساكن. وتردف بالتأكيد على أن أزمة دبي العالمية الأخيرة جاءت لتكشف أيضا ً عن أن اقتصاد أي بلد في العالم يمكنه أن يخضع لخطر الانهيار إذا كان يعتمد بشكل مفرط على الاستثمار العقاري. وتقول في النهاية إنه من المتوقع أن تدق تلك الأزمة ناقوس الإنذار للصين وأن تدفع عجلة الاقتصاد مُطرد النمو نحو تسريع إصلاحها المتأخر لهيكلها الاقتصادي واتخاذ تدابير قابلة للتطبيق لتقليل المخاطر الاقتصادية وتعزيز التنمية المستدامة.