بالرغم من حالة الذعر التي بثتها أزمة دبي في أسواق المال العالمية، إلا أنها كشفت أن ما يحدث الآن ناتج من موجة هوس نشبت في منتصف العقد الحالي أكثر من كونه إشارة إلى متاعب اقتصادية جديدة. واعتبرت وول ستريت جورنال أن الصخب الذي رافق الأزمة الأخيرة قد حدث على الأرجح نتيجة للدعم العالمي الذي يقدمه مجلس الاحتياط الفيدرالي للحصول على الائتمان، كما رأت أن تضخيم أزمة ديون دبي الحالية ربما كان العذر الذي احتاجه المستثمرون لربح بعض من مكاسبهم والحماية ضد التصحيح.

إعداد أشرف أبوجلالة: في إطار متابعتها لأبعاد أزمة الديون التي تفجرت أخيراً في دبي، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية من خلالتقرير تحليلي تحت عنوان quot;تقدير حسابات ديون دبيquot;، كشفت من خلاله عن نقاط عدة، منها أن الصخب الذي رافق الأزمة الأخيرة قد حدث على الأرجح نتيجة للدعم العالمي الذي يقدمه مجلس الاحتياط الفيدرالي للحصول على الائتمان.

وأشارت إلى أنه وبالرغم من حالة الذعر التي بثتها تلك الأزمة في أسواق المال العالمية، إلا أنها جعلتنا نرى أن ما يحدث الآن هو أمر ناتج من موجة هوس نشبت في منتصف العقد الحالي، أكثر من كونه إشارة إلى المتاعب الاقتصادية الفورية الجديدة.

أزمة ديون دبي الحالية ليست أكثر من لدغة البرغوث!

وباعتبار أنها موقع شرق أوسطي لا يحظى بالثروة النفطية،أوضحت الصحيفة أن الإمارة استعانت بالائتمان السهل من أجل بناء نفسها لتصبح مثل سنغافورة في المستقبل. وقد حققت بالفعل عديد الخطوات المثيرة للإعجاب في سبيل استيداعها المتسامح للتجار والمستثمرين الذين يبحثون عن مدخل إلى العالم العربي. وأكدت الصحيفة على أن انفتاح دبي على المال العالمي ومختلف الأجناس هو نموذج أفضل للتنمية في الشرق الأوسط.

في حين رأت في محور آخر أن الإمارة تطورت بصورة واضحة أثناء فترة الازدهار، وأضحت سوقها العقارية فقاعة تحظى بإقبال كبير، مثلما حدث مع الشقق في مدينة لاس فيغاس.

ولفتت الصحيفة إلى الطلب الذي تقدمت به دبي الأربعاء الماضي باستمهال دائنيها مدة ستة أشهر في ما يتعلق بالديون المستحقة عليها بقيمة تقدر بنحو 80 مليار دولار، بالإشارة إلى تلك الإجراءات الوقائية التي بادر المستثمرون باتخاذها، لاذين بالفرار إلى بر الأمان.

كما نوهت إلى المسيرة التاريخية التي حظيت بها الأسهم تحديداً منذ مارس /آذار الماضي، وقالت إن تضخيم أزمة ديون دبي الحالية ربما كان العذر الذي احتاجه المستثمرون لربح بعض من مكاسبهم والحماية ضد التصحيح.

وأشارت الصحيفة في النهاية إلى مفارقة رأتها جديرة بالاهتمام، وهي أن مشكلة ديون دبي الحالية ستعزز ربما من عزم محافظي البنوك المركزية حول العالم، وبخاصة الموجودين في مجلس الاحتياط الفيدرالي، على المحافظة على صنابير المال مفتوحة على مصراعيها لمنع وقوع أي أزمات ائتمانية جديدة.

وأكدت على أن ذلك سيقدم يد العون على المدى القريب إلى الذهب وغيره من الأصول المحفوفة بالمخاطر التي تتصاعد على أكتاف العملة الخضراء. وأنها قد تُغذي على المدى البعيد فقاعات أصول جديدة، وتقود إلى مشكلات ائتمانية مستقبلية، بمجرد أن يتوقف حتماً الانتعاش الكبير. وهو ما يعني أن إحدى الفقاعات المنفجرة قد تؤول في النهاية إلى تغذية فقاعة أخرى.