طلال سلامة من روما:كل شيء يتمحور الآن حول quot;مصائبquot; المردود المالي الذي لا يصطاده إلا من حالفهم الحظ لا بل الحظ القوي. ويعتبر الذهب آخر سلسلة من الملاجئ التي اختبأ المستثمرون تحت سقفها ولم تتعرض للقصف بعد.

فقيمة الذهب تحوم عالياً وربما هي تحوم فوق ارتفاع قد يكون خطراً على من راهن عليها جسداً ومالاً. وأول من يراهن على الذهب الخبراء والسحرة في مضاربات البورصات.

في الشهور الأربعة الأخيرة، عندما كانت الأسواق المالية العالمية تخوض معاركها الضروس مع الأزمة المالية، ارتفع سعر الذهب بنسبة 32 في المئة إلى أن وصل سعر أونصة الذهب، في مطلع الشهر الحالي، إلى أكثر من ألف دولار.

من جانبهم، يشير الخبراء في بورصة quot;بياتسا أفاريquot; أن سعر أونصة الذهب قد يتجاوز مستواه التاريخي المسجل في شهر يناير(كانون الثاني) من عام 1980 عندما بلغ 2300 دولاراً في الأونصة الواحدة!فوراء الأداء الممتاز للذهب تقف الآن مخاوف حول دوامة انخفاض أسعار السلع (Deflation) من جراء الضائقة الائتمانية (credit crunch)، من جهة، وشعلة التضخم المالي الناجمة عن إغراق الحكومات الأسواق بأنهر من السيولة لمواجهة الأزمة المالية، من جهة ثانية.

علاوة على ذلك، تعتبر الخزينة الأميركية والمصرف الاحتياطي المركزي أفضل صديقين للذهب. وثمة دور رئيسي للمستثمرين المؤسساتيين وراء تسريع الزيادة في أسعار الذهب. فهؤلاء المستثمرين متعطشين للربح بعدما تكبدوا خسائر يخشون الإعلان عنها لليوم.

في الوقت الحاضر، يوجد آلية هي الأكثر استعمالاً وهي عبارة عن صندوق استثمار في أسواق الذهب يسمى (SPDR Gold Shares ETF) وهو سابع أكبر صندوق في العالم من حيث كمية الذهب الموجودة داخله. تصل القيمة الكلية لهذا الصندوق إلى 31 بليون دولار.

وفي أول شهرين من هذا العام، تدفق إلى هذا الصندوق ما مجموعه 7.4 بليون دولار أي عشرين مرة أكثر مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. ما يجعله يحتل المرتبة الثانية في بورصة نيويورك بعد صندوق (Samp;P 500 Index Fund) من حيث عدد التداولات.

وبرغم أن مصارف الاستثمارات ما تزال quot;تلحسquot; جروحها، الناجمة من خسائر القروض العقارية الخالية من الضمانات، إلا أنها بدأت بدورها المراهنة على الذهب لإنقاذ موازناتها. على سبيل المثال، حقق مصرف (Scotiabank) الكندي، في نهاية العام 2008 الضريبي، زيادة دخل بنسبة 38 في المئة، في تجارة الذهب، لما مجموعه 160 مليون دولار. كما أن أنشطة بيع وشراء الذهب، بالنسبة لهذا المصرف، تشكل عاملاً هاماً في رفع عائدات الربع الأول من هذا العام بنسبة واحد في المئة. ويخطو مصرفا quot;يو بي اسquot; وquot;اتش اس بي سيquot; خطى المصرف الكندي المراهنة على تجارة الذهب. يذكر أن مصرف quot;اتش اس بي سيquot; يمتلك أكثر من ألف طن من الذهب ويبدي استعداده للتجارة به بهدف موازنة الخسائر الناجمة من تقلص مبيعاته مقابل العروض المحدودة للذهب ثمة الآلاف من المستعدين لشرائه وإذن نحن أمام الأحوال المثالية لاختلاق فقاعة عالمية أخرى!