محمد العوفي من الرياض: توقع اقتصادي سعودي أن يستمر الانخفاض في حجم الإعلانات التجارية في الصحف السعودية والخليجية خلال 2009 و2010 نتيجة للأزمة المالية العالمية التي امتد أثرها حجم الإنفاق الإعلاني في الصحف والفضائيات. فالمتابع لحجم الإعلانات في الصحف السعودية والخليجية يلاحظ تراجعاً في عدد الإعلانات التجارية وحجمها والمساحات الإعلانية، بعد أن لجأت الشركات والمصارف إلى تخفيض التكاليف والنفقات ومن بينها الإنفاق الإعلاني . وأرجع الخبير الاقتصادي الدكتور فهد بن جمعة في تصريح لـ quot; إيلافquot; ذلك التراجع في عدد الإعلانات إلى انخفاض الطلب على المنتجات والخدمات التي تقدمها الشركات وبالتالي تقلص أرباح الشركات، وبالتالي فأن تقلص الأرباح يؤثر بشكل مباشرفيتراجع حجم إعلانات الشركة، لافتاً إلى أن الشركات عندما يتدنى الطلب على منتجاتها أو خدماتها إلى أدنى حد فإنها تلجأ إلى تخفيض الإعلانات أو إيقافها من أجل تحقيق هامش ربحي من خلال تخفيض التكاليف ومن بينها تكاليف الإعلان.

وأضاف أن هناك عددا من الصحف سواء في الدول العربية أو أميركا توقفت عن الصدور أو أعلنت أنها تشهر إفلاسها نتيجة الانخفاض الحاد في قيمة الإعلانات وعددها، لجوء الشركات المعلنة إلى تقليص المساحات الإعلانية في الصحف، إلى جانب تراجع الطلب على الصحف من قبل القراء .وتابع بن جمعة أن هناك انخفاضا ملحوظاً في إعلانات الصحف المقروءة والفضائية بما فيها الصحف السعودية، لافتاً إلى أن الصحف ووسائل الأعلام السعودية لن تكون بمنأى عن تداعيات الأزمة العالمية وتأثيرهافي حجم الإعلانات التجارية، مشيراً إلى أنه يتوقع استمرار التراجع في حجم وقيمة الإعلانات التجارية خلال العام الجاري والعام المقبل 2010 حتى يبدأ الطلب على المنتجات والخدمات التي تقدمها الشركات في الانتعاش مرة أخرى.وأشار إلى أن الهدف من الدعاية أو الإعلان التجاري هو زيادة عدد العملاء، وفي ظل الأزمة المالية فإن عدد العملاء سينخفض، فيكون هناك عزوف من قبل الشركات عن إعلان في الصحف أو الفضائيات؛ لأنهم يعرفون مقدماً بأن هذه الإعلانات لن تكون ذات فاعلية في جذب العملاء وزيادة أعدادهم.

يأتي ذلك في الوقت الذي أظهرت فيه الإحصائيات الحديثة الصادرة عن المركز العربي للبحوث والدراسات الاستشارية ldquo;باركrdquo;تراجع الإنفاق الإعلاني في الإمارات خلال شهري يناير وفبراير الماضيين إلى 233 مليون دولار ، وتسجيل السعودية إنفاقا إعلانيا 153 مليون دولار لتتقلص فجوة الإنفاق الإعلاني مع الإمارات إلى حوالى 80 مليون دولار مقابل فارق بلغ 120 مليون دولار خلال يناير وفبراير 2008ووفقا للإحصائيات نفسها جاءت مصر في الترتيب الثالث بحجم إنفاق إعلاني بلغ نحو 145 مليون دولار خلال يناير وفبراير 2009 مقابل 168 مليون دولار خلال الفترة نفسها من العام 2008 لتسجل بذلك تراجعا في حجم الإنفاق الإعلاني يقدر بنحو 14%، وجاءت الكويت وقطر ولبنان وعمان في المراكز الرابع والخامس والسادس على التوالي بحجم إنفاق إعلاني بلغ 115 و60 و56 و39 مليون دولار على التوالي، فيما جاءت الأردن والبحرين في المركزين الأخيرين بحجم إنفاق إعلاني لم يتعد 14 مليون دولار للأولى و13 مليونا للثانية .