دبي: كشف أحدث تقرير استراتيجي لمجموعة ساراسين، أن الأسواق الناشئة ولاسيما الهند والصين، سيكون لها دور أساسي في استعادة التوازن لأسواق العالم المتقدم. وقد اشار واضعوا التقرير كل من السيد غاي مونسون، رئيس لجنة السياسة الاستثمارية، وبوكهارد فارنهولت الرئيس التنفيذي للاستثمار، ظهور بعض المعطيات الإيجابية، متزامنة مع قلق بعض المستثمرين من نتائج الحوافز الاقتصادية التي لم يسبق لها مثيل من قبل. ونظرا لتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي والاعتماد الكبير على الطلب المحلي في الأسواق العالمية الناشئة، فإن مجموعة ساراسين تعتقد الآن أن المصارف المركزية سوف تكون أكثر حذراً فيما يتعلق بسحب المواقف التوافقية القائمة الذي يعرف باسم التيسير المصرفي.
في منتصف يونيو سادت حالة من التفاؤل بين كبار المستثمرين، بسبب تسرب بعض المعلومات، حيث توقع البنك الدولي نمو الاقتصاد الصيني بنسبة 7.2% خلال هذا العام، وفي يونيو من هذا العام توقع تقرير ZEW الاقتصادي الألماني قفز المؤشر إلى أعلى مستوى له منذ منتصف عام 2006. وفي الشهر نفسه شاهد الكثيرون ارتفاع مؤشر فلادلفيا إلى أعلى مستوى له منذ سبتمبر 2008. وهذا يشير إلى الارتدادات في إقتصاديات الولايات المتحدة وبريطانيا، والذي يقود في المحصلة إلى ارتفاع في الانتاج الصناعي للدول الصناعية السبعة.
وقد قال السيد غاي مونسون رئيس لجنة السياسة الاستثمارية: quot;المستثمرون متوترون حول هشاشة الانتعاش الاقتصادي، لأنهم يعانون من الدوار الناجم عن تقييم الارتفاع الأخير لسوق الأسهم، وهم محقين إزاء قلقهم حول تكاليف علاج الأزمة الاقتصادية العالمية. لكن هناك أخبار ايجابية تلوح في الأفق مع انتعاش في اقتصاد الولايات المتحدة وبريطانيا.
ومن جانبه قال السيد بوركهارد فارنهولت، الرئيس التنفيذي للاستثمار: quot;كنا نقول أن محافظي البنوك المركزية الجديين سيقومون بوقف إمدادات السيولة إلى السوق لمجرد أن الوضع الاقتصادي بحالة جيدة، إلا أننا نؤمن اليوم بوجوب الاستمرار بضخ السيولة إلى السوق حتى نوقن أن الحالة الاقتصادية مازالت على وتيرتها. حيث أن زيادة المعروض النقدي للتعويض عن الهبوط في الانتاج الصناعي سيؤدي إلى زيادة في بعض الأصول والأسواقquot;
زيادة الطلب المحلي في الصين يسهم في النمو:
يعتقد البنك الدولي أن الحوافز الضريبية الهائلة والتوسع النقدي يقودان النمو في الصين (يتوقع نمو الناتج المحلي الاجمالي مابين 6% إلى 7.2%) كما يسهم الطلب المحلي على نحو أقوى. في حين انخفضت الصادرات الصينية بمعدل 26.4 ٪ في السنة المنتهية في مايو، ومبيعات التجزئة ارتفعت بنسبة 15.2 ٪ ، ووصلت مبيعات المساكن إلى 26.7 ٪ وارتفعت الاستثمارات بزيادة بلغت نسبتها 32.9 ٪ خلال الفترة نفسها. البرازيل وروسيا استفادت من سياسات النمو في الصين التي دفعت بأسعار السلع والمبيعات. والهند أيضاً أبدت مرونة كبيرة حيث ارتفعت نسبة الاستهلاك الخاص على أساس سنوي إلى 2.3% خلال الربع الأول من العام 2009. وعلى الرغم من أن هذه الاقتصاديات تظهر بعض الزيادات في النشاط المحلي، فإن ساراسين تعتقد بأن الأسواق الناشئة لن تستأنف نموها بشكل ديناميكي كما قبل الأزمة وخصوصاً أن برامج التحفيز ستكون أقل في العام المقبل. النشاط العالمي سوف يعاني من المشاكل، مما يشير إلى أن التفاؤل في التحسن الدوري للشركات الضعيفة وأسعار النفط قد يكون مبالغ فيه.
الآثار السلبية تحتاج إلى علاج:
الأثار السلبية التي خلفتها الأزمة المالية العالمية، قد تكون مؤلمة، وتشير تقديرات صندوق النقد الدولي إلى مستويات مرعبة من فوائض الميزانية التي يجب ان تديرها الاقتصادايات الغربية لتثبيت نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي فقط. ولا تزال البلبلة حول الدولار تشير إلى أن الاستثمار في سندات الخزينة سوف تعطي عوائد تبلغ نسبها 4% على مدار العشر سنوات القادمة. في المقابل ستشهد البنوك الأوربية، التي قد تواجه خسائر إضافية تبلغ 283 مليار يورو بحلول نهاية عام 2009، مزيداً من الضغط وزيادة الطلب على التمويل.
من جهة أخرى يشير تقرير ستاندر أند بورز إلى ان قيمة العجز في مايو من العام 2009 كانت أكبر وقريبة إلى قيمتها في سبتمبر من العام 2008. وتشير حالة الإفلاس والصعوبات المالية التي واجهتها ليمان والشركات التابعة لها إلى ضعف في الميزانية العمومية للقطاع الخاص والحالة نفسها تؤكدها العقارات التجارية في الأسواق الرئيسية، في ظل التشديد على الإئتمان.
البنوك المركزية سوف تدعم السيولة:
مع تباطؤ النمو العالمي والاعتماد الشديد على الأسواق الناشئة في الطلب المحلي ، تعتقد ساراسين أن محافظي البنوك المركزية سوف يكونون حذرين للغاية بالنسبة لتشديد السياسة النقدية. وقد لاحظ كل من كريستينا رومر مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون الاقتصادية وبنك إنجلترا، البنك الوطني السويسري مخاطر قلة الحوافز. وهذا يؤدي إلى أن يستمتع المستثمرون من سيناريو quot; Goldilocksquot; الذي مفاده أن الحل سيكون إما بالنموالعالمي أو من خلال البنوك المركزية في الحفاظ على أكبر قدر من السيولة.
آثار الاستراتيجية العالمية للاستثمار:
تستمر ساراسين من خلال تقريرها، بتوصية المستثمرين بضرورة الإبقاء على الأسهم جيدة النوعية. كما تستمر مجموعة ساراسين بزيادة الاستثمارات في الأسواق الناشئة مع التركيز على الصين والهند ودول الخليج. وإن كان على المدى القصير نظراً إلى ضرورة توخي الحذر بسبب إرتدادات الاسواق التي حدثت في الآونة الأخيرة. وتعتقد ساراسين أن سياسة الصرف التي يعتمدها البنك الوطني السويسري تمثل فرصة جيدة للمستثمرين المحليين لشراء الفرنك السويسري. كما أن ساراسين حذرة نوعاً ما من الارتفاع الاستثنائي لأسعار النفط وتوصي باتباع نهج حذر بهذا الخصوص. وبالمقابل أبدت سارسين من خلال هذا التقرير استمرارية حماسها على المدى الطويل بالنسبة لسلع أساسية بما فيها الزراعية والموجودات من الذهب البلاتين.
التعليقات