نزيهة سعيد: أشدت مسبقاً - وأجدد إشادتي - بمبادرة وزارة الثقافة والإعلام بتنظيم مهرجان صيف البحرين، الذي جاء برداً وسلاماً على الطبقة الكبيرة من أبناء شعب البحرين غير القادرين على الهروب من شمس - كاللهيب - إلى أقرب نسمة هواء في الجوار أو أبعد من ذلك.
وتطرقت والكثير من زملائي الصحافيين لموضوع أهمية اختيار المواقع التي ستقام فيها الفعاليات أو على الأقل تجهيز المواقع بالمكيفات بشكل جيد، حتى نضمن نجاح الفعالية ونتفادى نفور الناس منها.ما حدث في حفل الشاب خالد من توقف للمراوح - التي كانت لا تغني ولا تسمن من جوع - بسبب عطل تقني، كما قال المسئولون أدى إلى رحيل الكثير من العائلات والجمهور الذي جاء ليحضر حفل أحد أهم الفنانين في الوطن العربي، ولكن حرارة الجو منعت تقريباً الرئة عن التنفس فجعلت الأمر صعباً، وصار الرحيل واجباً، ما أحرج البحرينيين أمام الفنان العالمي الصيت، وجعل من الباقين أعداداً لا تتجاوز 300 شخص، فيما كان المتوقع حضور أكثر من ألف شخص.


تهكم العديد من مرتادي السيرك الذي استضافه المهرجان من ضمن فعالياته، كونه لا يحمل مقومات السيرك الحقيقي، لا حيوانات، لا حركات أكروباتية، ولا هم يحزنون، موسيقى ودراجات هوائية وألعاب نارية، حتى الأطفال استغربوا من عدم وجود laquo;أسدraquo; على حد تعبيرهم في السيرك.أما فعالية بارني للأطفال والفوضى التي طالت توزيع المقاعد وطريقة إدخال الناس إلى الصالة، هو دليل آخر على ضعف التنظيم، كل ذلك في كفة والبرامج التلفزيونية التي صاحبت المهرجان في كفة أخرى، فما هي إلا كومة أخرى من الفشل الذي يعيشه تلفزيون البحرين في ظل أجهزة تعيش بأجهزة التنفس وطريقة عمل أكل عليها الزمن وشرب، فقد افتقرت البرامج إلى الميزانية - كما هو واضح جداً - وإلى التقنية وإلى الإعداد الجيد وإلى الجديد من الأفكار.


لست هنا بصدد تكسير المجاديف، ولكننا نرفع هذه الملاحظات حتى يتم تلافيها في مهرجانات مقبلة وربما في الصيف المقبل، لنرتقي بما نقدمه للجمهور البحريني والخليجي الذي يشاركنا في المهرجان، إضافة إلى الأجانب القاطنين على هذه الأرض.فعاليات الصالة الثقافية، تاء الشباب ودرايش جاءت مبتكرة، حديثة وذات مستوى راق، وذلك بفعل تشجيع الطاقات الشبابية والاستفادة من تجربة ربيع الثقافة الذي استضافته المملكة خمس سنوات متتالية.إلى الأمام، وعسى أن يكون مهرجان العام المقبل أكثر تطوراً ومليئاً بالأفكار الجديدة والدماء الجديدة