فيينا: قال الأمين العام لأوبك عبدالله البدري اليوم الخميس إن ضعف الدولار، وهو عملة التداول في سوق النفط، يشكل مصدر قلق للمنظمة، وإن أوبك تحتاج متوسط أعلى لأسعار النفط، لزيادة استثماراتها في إنتاج جديد.

وأوضح البدري، بعد اجتماع أوبك في وقت متأخر أمس الأربعاء وافق فيه الأعضاء على الإبقاء على مستويات الإنتاج دون تغيير أوضح أنه quot;غير راضquot; لعدم وجود تعاون حقيقي من روسيا، وهي ليست عضواً في أوبك، في خفض الإنتاج.

وقال البدري للصحافيين quot;المشكلة هي أننا نسعر نفطنا بالدولار، واحتياطيات معظم الدول الأعضاء (في أوبك) مقوّمة بالدولارquot;.
أضاف quot;الدولار مصدر قلق فعلاً للجميع. وآمل أن يعمل الرئيس أوباما على وضع حد لتقلبات الدولارquot;.

ووافقت أوبك على خفض قياسي للإمدادات حجمه الإجمالي 4.2 مليون برميل يومياً في العام الماضي، بعدما تراجع الطلب بفعل الأزمة الاقتصادية العالمية، وانهارت أسعار النفط.

ودعت أوبك حينئذ المنتجين غير الأعضاء في المنظمة إلى الانضمام إلى جهودها لدعم السوق، لكنهم لم يستجيبوا. وبدلاً من ذلك، قامت روسيا بزيادة إنتاجها، الذي بلغ في أغسطس مستوى قياسياً، اقترب من عشرة ملايين برميل يومياً، محققة مكاسب من خفض إنتاج أوبك.

وتلاشى الود، الذي بدأ بين روسيا وأوبك في العام الماضي، واتسمت العلاقات بين الطرفين بالبرود، وعلى عكس الاجتماعات السابقة، لم تتم دعوة المنتجين غير الأعضاء إلى حضور اجتماع هذا الأسبوع كمراقبين.

وقال البدري quot;زرت روسيا، وجاء الروس هنا مرات عديدة، لكننا لم نتوصل إلى شيء حقيقي من محادثاتنا معهم. وأضاف quot;حقيقة لست محبطاً، فهم ليسوا عضواً في أوبك. والأمر حقيقة غير مشجعquot;.

واقترحت روسيا عقد اجتماع مع أعضاء أوبك، في موسكو، في أواخر العام الحالي. وأشار البدري إلى أنه لا يتوقع أن يحضر مثل هذا الاجتماع. وحذرت أوبك من أن انخفاض الأسعار يمكن أن يبطيء وتيرة استثمارات الدول الأعضاء في إنتاج جديد مطلوب لتلبية الطلب المستقبلي.

وقال البدري إن أسعار النفط التي اقتربت من 72 دولاراً للبرميل اليوم الخميس ليست مرتفعة بعد بالشكل الكافي على أساس متوسط سنوي لإنعاش الاستثمارات.

وتابع quot;عندما أرى متوسط 75 دولاراً للعام، فحينئذ أكون على ثقة بأن الدول الأعضاء ستبدأ الاستثمار. لكن في الوقت الحاضر فإن متوسط السعر عند 52 دولاراًquot;، مشيراً إلى سلة أوبك من النفط الخام. ولا يزال المنتجون في روسيا مستمرين في خطط الاستثمار.

وستبقي لوك أويل أكبر شركة روسية خاصة منتجة للنفط على خطط استثماراتها الأصلية للعامين أو الثلاثة أعوام المقبلة، ويمكن أن تتوسع فيها، إذا فازت بعطاءات في العراق، بحسب ما قالته الشركة في الأسبوع الماضي.

ورأى البدري أنه ينبغي لأعضاء أوبك تشديد الالتزام بقيود الإنتاج، التي تم الاتفاق عليها في العام الماضي. وقال إن نسبة التقيد تتراوح بين 80 و 85 % تعد هدفاً واقعياً.

ويقول مراقبون مستقلون إن نسبة الالتزام بين أعضاء أوبك تراجعت إلى أقل من 70 %.