الياس توما من براغ: لم تتأثر الحياة الاقتصادية في تشيكيا بشكل مباشر بأحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، غير أن النفقات التي صرفت على الإجراءات الأمنية المختلفة، التي إتخذت في البلاد في أعقاب هذه الهجمات، كلفت ميزانية الدولة والعديد من الشركات مئات الملايين من الكورونات.

وذكرت مصادر في شركة الطيران التشيكية لإيلاف أن إجراءات الأمن المباشرة، التي قامت بها الشركة بعد الاعتداءات، مثل قيام أطقم حراسة بالزي المدني بمرافقة الرحلات الجوية، التي تقوم بها الشركة إلى المناطق المضطربة، أو التي تمثل مصدرًا للإرهاب، واستبدال أبواب quot;كابيناتquot; قيادة الطائرات بأخرى أكثر مناعة، إضافة إلى تعزيز إجراءات الحراسة والوقاية في المطارات، قد كلفت الشركة عشرات الملايين من الكورونات.

وأضافت أن الإجراءات المختلفة التي اتخذت قد كلفت الشركة أعباء إضافية، مثل الزج بالمزيد من الموظفين لمتابعه حركة المسافرين وتسهيل سفرهم، في ظل عمليات التدقيق الأمني المكثفة التي اضطرت الشرطة إلى القيام بها.

وبالتوازي مع هذه الإجراءات في المطارات، فقد تم تعزيز الإجراءات الأمنية في الأماكن الاستراتيجية في البلاد، كمحطات الكهرباء، التي تعمل بالطاقة النووية، ومحطات المياه والغاز، إضافة إلى بعض المواقع التي يمكن أن تتعرض لهجمات إرهابية مثل إذاعة أوروبا الحرة - الحرية، التي تتخذ من براغ مقرًا لها، والمرافق اليهودية في براغ، الأمر الذي كلف ميزانية وزارة الداخلية ملايين الكورونات.

ويؤكد الناطق السابق باسم وزارة الصحة التشيكية ماريو بيم أن الاستعدادات التشيكية التي اتخذت لمواجهة الإرهاب البيولوجي قد كلف ميزانية الوزارة نحو 250 مليون كورون، غير أن قطاع الصحة أصبح حسب رأيه بعد أحداث الحادي عشر من أيلول، في ظل التجهيزات والاستعدادات التي اتخذت، أكثر فاعلية في التعامل مع انتشار الأوبئة الناجمة من استخدام الأسلحة الجرثومية.

وقد انخرطت تشيكيا بعد أحداث الحادي عشر من أيلول في الحملة الدولية ضد الإرهاب، ليس فقط من خلال تشديد إجراءات الرقابة على الحسابات المصرفية، وإنما أيضًا من خلال المشاركة في عملية quot;الحرية الدائمةquot;، حيث أرسلت وحدة لمكافحة الأسلحة الكيماوية إلى الكويت ومشفى عسكري إلى البصرة مع القوات البريطانية ووحدة نخبوية من قوات بروستييوف، ثم أرسلت مشفى ميدانيًا إلى أفغانستان، الأمر الذي كلف ميزانية وزارة الدفاع ملايين الكورنات.

وعلى خلاف التأثير الاقتصادي المحدود نسبيًا، الذي تأثرت به تشيكيا من وراء أحداث الحادي عشر من أيلول سبتمبر، فإن اسم تشيكيا ارتبط بأحداث أيلول، من خلال زعم بعض القيادات السياسية آنذاك، ولا سيما رئيس الحكومة ميلوش زيمان ووزير الداخلية ستانيسلاف غروس، بحدوث اتصالات في براغ بين محمد عطا الذي شارك في الهجوم الانتحاري على مبنى التجارة العالمي في نيويورك وبين القنصل العراقي في براغ إبراهيم العاني، الذي قيل إنه كان يتبع للمخابرات العراقية، الأمر الذي أدى إلى إبعاده من تشيكيا، ثم إلى اعتقال الأميركيين له، بعد غزوهم العراق لأكثر من عامين وخمسة أشهر في بعداد.

وعلى الرغم من أن الأميركيين كانوا يبحثون عن أدلة أو ذريعة للربط بن نظام صدام حسين والقاعدة، غير أنهم لم يأخذوا هذه المعلومات سوى في البداية على محمل الجد، ومع ذلك لم تعترف قيادات براغ السابقة أو الحالية حتى الساعة بهذا الخطأ الشنيع، الأمر الذي جعل القنصل العراقي السابق يعلن بعد إطلاق سراحه في حديث لصحيفة تشيكية بأنه سيقاضي تشيكيا بسبب المعلومات غير الصحيحة التي نشرها جهاز المخابرات التشيكي في عام 2001 عن علاقة له بمحمد عطاوانه سيطالب بملايين الكورنات كتعويض مالي له عن الأضرار، التي لحقت به، من جراء نشر هذه المعلومات المضللة.