القاهرة: قال ريتشارد بانكس المدير الاقليمي لمنطقة الشرق الأوسط في مؤسسة يوروموني اليوم الاثنين إن مصر تمكنت من تخطي أكبر أزمة مالية يمر بها العالم منذ الحرب العالمية الثانية مقارنة بالاقتصادات الأخرى.

وجاءت تصريحات بانكس خلال مؤتمر صحافي عقد قبل يوم من بدء مؤتمر يوروموني السنوي الخامس عشر، والذي سيعقد يومي 29 و30 سبتمبر، في العاصمة المصرية لمناقشة التوقعات الاقتصادية لمصر تحت عنوان quot;الابتكار في التمويل والأسواق في مصرquot;.

وقال بانكس إنه منذ النصف الثاني من عام 2008 شهد العالم quot;أكبر أزمة مالية منذ نهاية الحرب العالمية الثانيةquot; وأضاف quot;مصر تمكنت من تخطي الأزمة. مصر لم تسقطquot;.

وأشار إلى أن نمط النمو الاقتصادي القائم على عودة تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة لم يعد فعالاً، في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، إذ تراجع الاستثمار المباشر نحو 50 إلى 60 % سنوياً خلال الفترة 2007-2008 ولهذا فإن الغرض من مؤتمر يوروموني هذا العام يتمثل في التركيز على الأنماط الجديدة للتنمية الاقتصادية على المستوى العالمي ومحاولة تبني الاقتصاد المصري بعض تلك الأنماط.

وقال بانكس إن الوضع الاقتصادي في مصر باعتبارها أحد أهم الاقتصادات الناشئة حول العالم يسير على نحو جيد، بل إن أداء الاقتصاد المصري ربما يكون أفضل مقارنة بعدد من الدول الأخرى، بما في ذلك اقتصاد بريطانيا في ظل الأزمة العالمية.

وفي رد على سؤال حول الوضع بالنسبة إلى منطقة الخليج ومنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا وتوقعاته للوضع الاقتصادي على مدى السنوات القليلة المقبلة، قال بانكس لرويترز إنه في ما يتعلق بمنطقة الخليج فإن إمارة دبي لم تنج من الأزمة المالية، إلا أن دولاً مثل قطر وكذلك إمارة أبوظبي لديها المال اللازم للاستمرار خلال الفترة المقبلة والتعافي من آثار الأزمة الاقتصادية.

وفي ما يتعلق بالمملكة العربية السعودية، قال بانكس إنها دولة ذات اقتصاد قوي، وستتمكن من مواصلة المسيرة الاقتصادية على الرغم من المشاكل التي تواجهها، وكذلك ستتمكن دولة الكويت من عبور الأزمة، على الرغم من عدم وجود استراتيجية محددة للنمو الاقتصادي.

وتابع quot;نعم العام المقبل سيكون أفضلquot; في ظل العلامات المشيرة إلى التحسن الاقتصادي، وبلوغ سعر النفط مستوى يقارب 70 دولاراً للبرميل. وشدد بانكس على أن دبي يجب أن تكون محوراً مركزياً للنمو في المنطقة، وقال quot;المنطقة تحتاج دبيquot;إلا أنه ينبغي على الإمارة أن تنوع اقتصادها بعيداً من القطاع العقاري.

وفي ما يتعلق بدول المنطقة الأخرى، أوضح بانكس أنه في حال سير العراق على المسار الصحيح وعودة سوريا إلى المجتمع الدولي، واذا أصبحت إيران أكثر التزاماً بتحقيق نمو اقتصادي مطرد وأدارت اقتصادها بصورة سليمة فإن quot;تأثير ذلك على المنطقة سيكون مذهلاًquot; إلا أنه بوجه عام سيستغرق التعافي من الأزمة وقتاً طويلاً.

ورداً على سؤال حول الوضع الاقتصادي العالمي، قال بانكس للصحافيين إن الاقتصادات الناشئة أصبحت تسير بوتيرة أسرع، بينما تراجعت وتيرة نمو الاقتصادات المتقدمة مثل أوروبا واليابان والولايات المتحدة، وذلك لتركيز الدول الناشئة على زيادة الطلب المحلي.

وأكد أن الترويج لخطة موحدة لتطوير الاقتصاد العالمي أمر غير مجد، إذ يختلف الوضع من اقتصاد لآخر. وأوضح أن ذلك لا يعني تراجع الاقتصادات المتقدمة، إلا أن هناك سرعة في تحول الثروات من الدول المتقدمة إلى الدول الناشئة نتيجة الأزمة العالمية.