إفتتح حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الاثنين أعلى برج في العالم، بلغ ارتفاعه 828 مترًا، وأطلق عليه اسم رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة وحاكم أبوظبي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بدلاً من quot;برج دبيquot;. وخلال الحفل الضخم، أعلن عبر شاشة عملاقة نصبت عند موقع البرج أن ارتفاعه هو 828 مترًا، في حين أن برج تايبه في تايوان، الذي يأتي بعده مباشرة، لا يبلغ ارتفاعه سوى 508 أمتار.
أزاح حاكم دبيالشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الاثنينالستارة عن لوحة كتب عليها quot;برج خليفةquot;، بدلاً من quot;برج دبيquot;، الاسم الذي كان يحمله منذ الإعلان عن بنائه قبل سنوات. وقال إن quot;الإمارات ترسم نقطة ضوء على خارطة العالم الجديدquot;. وبعد عزف السلام الوطني، نزل مظليون من طائرة حلقت فوق البرج، وهم يحملون أعلام الإمارات وصور الشيخ خليفة والشيخ محمد. وفور إعلان الشيخ محمد افتتاح البرج، انطلق عرض ضخم بالصوت والضوء والماء، في حين حولت الألعاب النارية البرج إلى كتلة من النار لدقائق طويلة.
ووسط حالة من الاهتمام العالمي المكثف بافتتاح quot;برج دبيquot; في دولة الإمارات العربية المتحدة، علّقت صحيفة quot;وول ستريت جورنالquot; الأميركية في عددها الصادر اليوم الاثنين على افتتاح هذا المبنى الخرساني العملاق، وكتبت تقريرًا تحت عنوان quot;برج يجسد أهداف دبيquot;، قالت فيه إن افتتاح برج دبي اليوم الاثنين - وهو أطول ناطحة سحاب في العالم - يمكن أن يُمثل نقطة تحوّل في حظوظ الإمارة، وكذلك حظوظ قادتها بعد عام من التعرض لحالة من التمحيص الدقيق في أوضاعهم الاقتصادية.
وتشير الصحيفة في هذا الإطار إلى أن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم الإمارة، يأمل في أن يساعد المبنى وما يحيط به من مشروعات تنموية بقيمة قدرها 20 مليار دولار على تعزيز سمعته بين المستثمرين الدوليين واستعادة جاذبية دبي كمركز للأعمال، في أعقاب الهزة التي تعرضت لها الإمارة بعد إعلان quot;دبي العالميةquot; في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي عن رغبتها في استمهال دائنيها مدة ستة أشهر، وما أعقب ذلك من موجة التراجع التي أصابت الأسواق العالمية، ودفعت بكثير من المحللين للتشكيك في النموذج الاقتصادي الخاص بالمدينة في ما يتعلق بالإقراض والبناء.
وتعاود الصحيفة في هذا السياق لتؤكد على أن الآمال معقودة الآن على برج دبي ليقوم بتصحيح التصور الدولي المتنامي عن أن الإمارة جانحة اقتصاديًا، بدلاً من كونها نموذجًا يحتذى به في العالم العربي. ثم تمضي لتنقل عن سعود مسعود، رئيس قسم الأبحاث في quot;يو بي اس إيه جيquot; في دبي، قوله quot;سيساعد برج دبي على إبقاء الإمارة في دائرة الأضواء، باعتبارها موطنًا لأحد المعالم العالميةquot;. ومع هذا، فقد تنبّأ مسعود في الوقت نفسه بأن تشهد أسعار عقارات دبي انخفاضًا آخر بنسبة 30 % خلال هذا العام، بعدما سبق لها الانخفاض بنسبة 50 % في 2009.
وعن الافتتاح وطبيعته، تشير الصحيفة إلى أنه وفي أعقاب الأزمة التي واجهها مسؤولو الإمارة أخيرًا بشأن الديون التي بلغت قيمتها 80 مليار دولار، لم يتم إدخار نفقات في دبي في ما يتعلق بالافتتاح، الذي يجري في ظل إجراءات أمنية مشددة. وتلفت إلى أن الحفل الذي صُمِم بعناية، وضم عشرة آلاف لعبة من الألعاب النارية، جاء ليتزامن مع الذكرى السنوية الرابعة لتولّي الشيخ محمد بن راشد حكم الإمارة. ثم تمضي الصحيفة لتقول إن لجوء الشيخ محمد نهاية العام الماضي لطلب المعونة المالية من أبناء عمومته في أبوظبي، دفع بكثير من المحللين للتساؤل عما إن كانت ستضطر دبي لبيع موجوداتها الثمينة لأبوظبي، وكذا التنازل عن عناصر من حكمها الذاتي بغية سداد ديونها.
دبي تزيح الستار عن أعلى ناطحة سحاب |
وهنا، ترى الصحيفة أن الدعم الذي قدمته أبوظبي لشقيقتها دبي، مكَّن الشيخ محمد من تجنب كارثة مالية، وأبقى على حلمه بتحويل دبي إلى مدينة دولية حديثة، تقف على قدم المساواة مع نيويورك، ولندن، وهونغ كونغ. ويؤكد جيم كرين، مؤلف كتاب quot; مدينة الذهب: دبي وحلم الرأسماليةquot; أن الهدف من وراء افتتاح برج دبي هو تجسيد ذلك الحلم.
وفي جانب آخر، توضح الصحيفة أن المبنى يقف حاليًا على ارتفاع يزيد بقليل عن 2625 قدم، وأنه وبالرغم من عدم اعتزام مسؤولي شركة إعمار العقارية الكشف عن الارتفاع النهائي للبرج قبيل الافتتاح، إلا أن معظم التقديرات تشير إلى أن ارتفاعه هو 2684 قدم، أي أطول من ناطحة تايبه 101 في تايوان، التي كانت تحمل لقب أطول ناطحة سحاب في العالم، بارتفاع يصل إلى 1670 قدم.
وفي الختام، تشير الصحيفة إلى التوقعات التي أعرب فيها محللون بارزون عن رؤيتهم بأن يعمل ذلك المشروع العملاق على زيادة إيرادات شركة إعمار بقيمة تقترب من المليار دولار في الربع الأول من العام الجاري، عند تسليم المنازل والمكاتب الموجودة في الناطحة. وفي ظل المناخ الاقتصادي الراهن، ترى الصحيفة أنه من غير المؤكد ما إذا كان quot;برج دبيquot; سينجح في مساعدة الشيخ محمد بن راشد على تحقيق أحلامه الخاصة بدبي، أو إضافة تحديات أخرى إلى التحديات الاقتصادية الكبرى التي تواجهها الإمارة.
التعليقات