سنغافورة، لندن: قالت مصادر في قطاع النفط الاثنين إن السعودية، أكبر بلد مصدر للخام في العالم، ستبقي على إمدادات النفط إلى المشترين الآسيويين والأوروبيين الرئيسيين في فبراير/ شباط من دون تغير يذكر، فيما تلتزم المملكة بخفض الإمدادات الذي قررته أوبك.

وقال أحد المشتريين الأوروبيين الرئيسيين للخام لرويترز إنه سيتلقى الكمية نفسها تقريباً من الخام في فبراير من دون تغير يذكر عن مستوى يناير/ كانون الثاني، كما قال مشتريان رئيسان من آسيا إنهما سيتسلمان كل الكميات المخصصة دون تغيير عن يناير.

لكن يبدو أن بعض المشترين الصغار سيحصلون على كميات أقل قليلاً. وأكد مشتر صغير في شمال شرق آسيا أنه سيحصل على كل الكميات المخصصة في الشهر المقبل، وهو ما يقل نحو 7 إلى 8 % عن كامل الكميات المتعاقد عليها لشهر يناير.

وسيحصل مشتر آخر في شرق آسيا على كميات تقل نحو 5 % عن المتعاقد عليه لشهر فبراير، أي دون تغير كبير عن يناير. وجرت التخفيضات بصورة رئيسة على الأنواع الثقيلة من الخام. وتشتري آسيا نحو نصف الصادرات السعودية، والطلب في هذه المنطقة أقوى منه في أوروبا.

وفي أواخر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، قررت منظمة البلدان المصدرة للبترول quot;أوبكquot; الإبقاء على تخفيضات الإنتاج القياسية، البالغة 4.2 مليون برميل يومياً، والتي اتفقت عليها منذ نهاية 2008، وذلك لدعم سوق النفط. ومنذ ذلك الحين، انتعشت أسعار الخام الأميركي من مستوياتها المتدنية عند أقل من 33 دولاراً للبرميل، لتسجل الأسبوع الماضي أعلى مستوياتها في 15 شهراً عند 83 دولاراً للبرميل.

لكن المنظمة تخوض معركة لحمل الأعضاء على الالتزام بحصص الإنتاج، إذا أرادت الحد من الارتفاع الكبير في مخزونات الوقود. وفي ديسمبر/كانون الأول، ارتفع إنتاج أوبك إلى أعلى مستوياته في 2009، بقيادة نيجيريا، وزيادات أقل من أعضاء آخرين.

وتراجع مستوى التزام أوبك بالتخفيضات المتفق عليها من مستويات قياسية مرتفعة بلغت 80 % أوائل 2009، لتصل إلى 58 % حالياً. وقال تجار إن السعودية ستورد في فبراير الكميات المتعاقد عليها كاملة لأربعة مشترين آسيويين، أي دون تغير عن يناير، بينما ستزوّد مشتر آسيوي رئيس آخر بكل الكميات المخصصة في فبراير أيضاً دون تغيير عن يناير.

وتعد السعودية، إلى جانب الكويت وقطر والإمارات العربية المتحدة، أكثر أعضاء أوبك التزاماً بخفض الإنتاج، والحفاظ على مستوى الالتزام بالتخفيضات المتفق عليها. وأوضحت السعودية، أكبر منتج في أوبك، أنها لا ترغب في المخاطرة بالسماح لأسعار الوقود بالخروج عن نطاق السيطرة، خشية أن تمثل عائقاً أمام الانتعاش الضعيف للاقتصاد العالمي.