يأتي إنشاء الحقيبة الوزارية المعنية بالمشاريع الكبرى استجابة لكتاب التكليف السامي، الذي وجّه الحكومة بضرورة أن تركز السياسات الحكومية على تحقيق الأمن الغذائي والمائي وتلبية احتياجات المملكة من مصادر الطاقة، عبر التخطيط بعيد المدى، ومن خلال إنشاء المشاريع الكبرى القادرة على تلبية احتياجات المملكة المتزايدة.
عمّان: ستعمل هذه الجهود، التي تبنتها الحكومة الأردنية، على دعم تحقيق الأمن الغذائي والمائي، وتلبية احتياجات المملكة من مصادر الطاقة، التي بدورها ستضمن دور الأردن المثالي، كمركز إقليمي للنقل والاتصالات، ولتطوير إمكانيات التكامل، والتعاون مع الدول العربية المجاور.
ويعمل وزير الدولة للمشاريع الكبرى على وضع السياسات المبنية على التخطيط طويل الأمد، والتي تحقق الأمن الغذائي والمائي، وتلبية احتياجات المملكة من مصادر الطاقة، ومن خلال التنسيق مع الوزارات والمؤسسات المعنية، إنشاء إدارة المشاريع الكبرى في رئاسة الوزراء لإنجاز ذلك بأسلوب مؤسسي، لضمان التنسيق اللازم، وتحقيق أفضل النتائج الاقتصادية الممكنة في ضوء تداخل مشاريع الماء والغذاء والطاقة.
كما سيتم وضع السياسات واستحداث التنسيق اللازم لإدارة ومتابعة سير هذه المشاريع وضمان تكاملها وتعظيم إيجابيات تداخلها واستقطاب الاستثمارات اللازمة في هذه القطاعات والمشاريع الكبرى المتعلقة بها، من خلال إطار الشراكات ما بين القطاع العام والخاص (Public Private Partnerships) ستكون إدارة المشاريع الكبرى المركز الأرشيفي للدراسات كافة المتعلقة بهذه المشاريع.
وستكون مشاريع الطاقة البديلة والتنقيب عن الغاز والصخر الزيتي والطاقة النووية وجر مياه الديسي ومشروع ناقل البحرين ومشاريع تطوير البنى التحتية الرئيسة من موانئ ومطارات وفي قطاعات الاتصالات وشبكات الطرق الرئيسة وشبكات السكك الحديدية الوطنية من ضمن المشاريع الكبرى التي سيعمل وزير الدولة للمشاريع الكبرى على متابعتها.
كما قام مجلس الوزراء أيضاً بإنشاء إنشاء لجنة وزارية منبثقة عن مجلس الوزراء، وهي لجنة البنى التحتية والمشاريع الكبرى، برئاسة وزير الدولة للمشاريع الكبرى وعضوية الوزارات المعنية، لضمان مأسسة عمليات التنسيق، ولمراجعة مخرجات هذه الحقيبة، ورفع التنسيبات بخصوص هذه القطاعات والمشاريع الكبرى لمجلس الوزراء.
الديسي
ومن أبرز المشاريع الكبرى، التي سيجري تنفيذها في المملكة، مشروع جر مياه الديسي، المتوقع الانتهاء من تنفيذه بحلول عام 2012، حيث يعتبر من المشروعات الاستراتيجية التي ستساعد على الحد من العجز المائي، ورفع كفاءة التزويد وزيادة كمية المياه لمنطقة عمّان الكبرى.
ويتضمن المشروع، الذي يبدأ العمل به في فبراير/شباط، من خلال عمليات الحفر بالقرب من جسر مأدبا ودابوق وفي منطقة أبوعلندا، ستتم بالتزامن مع تنفيذ وزارة الأشغال مشاريع هناك، وسيتضمن حفر 55 بئراً في منطقة حوض الديسي جنوب شرق الأردن بعمق 500 متر، إضافة إلى 120 كم خطوط تجميع ومحطات ضخ وخزانات تجميع ، فيما يبلغ طول الخط الناقل الرئيسي للمياه325 كيلومترا حيث سيتم استقبال المياه بمحطة مادبا وإعادة ضخها بواقع 60 مليون متر مكعب سنوياً، ومن المتوقع أن يزوّد منطقة عمّان بحوالي 100 مليون متر مكعب من المياه سنوياً، وتنفّذه شركة جاما التركية.
قناة البحرين
ومن المتوقع أن يوفّر مشروع قناة البحرين (الأحمر الميت الذي تبلغ كلفة دراسته 15 مليون)، حيث من المتوقع أن يوفر المشروع نحو 850 مليون متر مكعب من المياه العذبة المحلاة، تبلغ حصة الأردن منها حوالي 570 مليون متر مكعب، في حين سيتم توزيع 380 مليون متر مكعب على إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية.
وينفذ المشروع على مدى 6 إلى 10 سنوات بكلفة تقدر بنحو 3.15 مليار دينار، على ثلاث مراحل، تتضمن المرحلة الأولى مد أنبوب أو أنابيب لنقل المياه من عمق البحر الأحمر إلى البحر الميت، لجلب حوالي 1900 مليون متر مكعب من المياه، لتعويض المياه المفقودة، وبكلفة تصل إلى حوالي 710 ملايين دينار، لإنقاذ البحر الميت، الذي اعتبره مسؤولية عالمية.
وفي المرحلة الثانية، سوف تتم الاستفادة من فرق المنسوب بين البحر الأحمر والبحر الميت، الذي يقدر بنحو 400 متر، لإنشاء محطة توليد طاقة كهربائية لتحلية حوالي 850 مليون متر مكعب سنوياً، توزع على الدول المشاطئة للبحر الميت، وتبلغ حصة الأردن منها حوالي 570 مليون متر مكعب. كما تتضمن المرحلة الثالثة نقل المياه المحلاة من جنوب البحر الميت إلى مدن الأردن فلسطين وإسرائيل، وكلفتها ستحدد بعد وضع مسار الخطوط الناقلة ومحطات الضخ. ويوفر مشروع قناة البحرين، الذي يشار إليه باسم مشروع ناقل البحرين، نحو 1832 مليون متر مكعب من المياه عند تشغيله العام 2022، مقابل احتياجات تقدر بنحو 1630.
وبينما تقدر احتياجات المملكة المائية العام 2010 بنحو 1563 مليون متر مكعب، مقابل إمكانية التزويد بحوالي 1150 مليوناً، فمن المتوقع أن تزداد هذه الاحتياجات العام 2015 إلى 1600 مليون متر مكعب تقريباً، مع إمكانية تأمين 1233 مليون متر مكعب بعد تشغيل مشروع الديسي.
السكك الحديدية
كما يعد مشروع السكك الوطنية الحديدية من المشاريع الكبرى، حيث تقدر كلفة إنشاء الشبكة الوطنية للسكك الحديدة بـ5 مليارات دولار، وبمسافة ألف ومائة كيلو متر، سيتم طرح عطائها العام المقبل. وستجعل الشبكة من الأردن مركزاً إقليمياً لوجستياً، وستسهل عملية الربط الإقليمي، والربط بين المدن الرئيسة، إضافة إلى تطوير التجارة البينية.
وتتألف شبكة السكك الحديدية المقترحة من محورين رئيسين: محور شمال - جنوب من الحدود السورية إلى العقبة، محور شرق - غرب من موانئ البحر الأبيض المتوسط مروراً بإربد والمفرق حتى الحدود العراقية، مع فرع من الأزرق إلى الحدود السعودية في منطقة العمري، ومحاور فرعية قد يكون لها تأثير على المحورين الرئيسين مثل: البحر الميت - البحر الأحمر بطن الغول الحدود السعودية في منطقة المدورة الربط مع مصر عن طريق العقبة.
والمشروع الوطني لشبكة السكك الحديدية يأتي ضمن مخطط الربط السككي لـ 13دولة عربية، وينفذ على مدى 10 إلى 15عاماً، ولكن هذه المدة غير ملزمة لأي من الدول، ومن المؤمل أن يتجاوز طول الشبكة داخل المملكة 1086 كليومتراً، بحيث تكون سرعة نقل البضائع على السكة 120 كيلومتراً في الساعة، و160 كيلومتراً في الساعة لنقل الركاب.
التعليقات