تعد مصر واحدة من أكثر الدول التي تضم مناطق طبيعية استشفائية في الشرق الأوسط بل والعالم ، حيث يوجد بها حوالي 24 محمية طبيعية وما يقرب من 1500 عينا من الجوفية بالإضافة إلى الرمال ذات الخواص العلاجية المنتشرة في صحراءها، إلا أن رجال السياحة في مصر أجمعوا أن هذا النوع من السياحة لا يزال في حاجة لمزيد من الاهتمام وضخ الاستثمارات حتى يتم الاستفادة من هذه الثروة الطبيعية.


القاهرة: يقول مجدي سليم مستشار السياحة الدولية بهيئة تنشيط السياحة إن مصر تمتاز بوجود مناطق طبيعية تجعلها في طليعة البلدان العربية بالنسبة للسياحة البيئية ، فهي تضم أكثر من 24 محمية طبيعية وأكثر من 1300 عينا للمياه الجوفية التي تستخدم في الاستشفاء وتحتوي هذه العيون على طمي يمتلك خواص علاجية أيضا خصوصا للأمراض الجلدية والعظام والمفاصل .، وتنتشر المحميات والعيون في مختلف بقاع مصر أشهرها عيون حلوان الكبريتية والعيون الموجودة في سيناء والواحات ، ويضيف سليم أن هذه الثروة بالرغم من حجمها الكبير إلا أنها لا تزال تحتاج من الدراسات والاستثمارات ، فلا زالت هناك العديد من العيون والمناطق لم يتم تحديد خصائصها العلاجية عن طريق التحليل العلمي كما يجب أن يحدث مع مثل هذه المناطق.

ويشير سليم إلى أن الاستثمار في مجال السياحة الاستشفائية لا يزال يحتاج للمزيد من الجهود فهناك من فطن لأهميته وقام بتأسيس فنادق بيئية في هذه المناطق وهي فنادق تعتمد في إنشاءها على استلهام الطبيعة من حيث البناء ونظام التهوية والإنارة وتنتشر في سيوة والوادي الجديد وبعض مناطق سيناء ولكن لا تزال هذه المحولات قليلة وغير مدروسة مقارنة بحجم المناطق والمحميات الطبيعية في مصر لا تحتاج لتخطيط استثماري كبير يضع مصر على خريطة السياحة البيئية العالمية خصوصا وأن عدد السائحين الذين يقصدون مصر لهذا المجال يتزايد عام بعد الآخر.

وتأكيدا للرأي السابق أوضح الدكتور محمود القيسوني مستشار وزير السياحة لشئون البيئة أن هذا النوع من السياحة في مصر يواجه العديد من الصعوبات فبالرغم من الأماكن الاستشفائية المنتشرة في مشارق مصر ومغاربها إلا أن خطط الاستثمار السياحي في هذا المجال لا تزال ضعيفة وتحتاج لتطوير، وقال القيسوني :إن ما نتطلع إليه في الفترة القادمة هو توفير الخدمات السياحية في تلك المناطق وتمهيد الطرق لتيسير الوصول إليها فأغلب الأماكن التي تحتوي على محميات وعيون طبيعية تقع في أماكن وعرة يصعب الوصول إليها.

وأضاف أن هناك العديد من الأماكن التي تصلح لخطة الإصلاح والاستثمار مثل منطقة الرمال بسافاجا وجبل الدكرور بواحة سيوة والبحيرات شديدة الملوحة بنفس الواحة وحمامات فرعون بسيناء ومنطقة أم الصغير بالقطارة و مناطق أخرى في الواحات والصحراء الغربية تتميز بالعيون الكبريتية والرمال الطبيعية ذات الخواص العلاجية.

كما أوضح أن هناك أكثر من نصف مليون سائح يتوافدون على مصر بغرض هذه السياحة ولو تم وضع خطط مستقبلية لتنشيط هذه السياحة سوف يتعدى عدد زوارها من الأجانب حاجز 2 مليون سائح سنويا وهي تتميز بطول فترة الزيارة مما سيضيف إلى حركة السياحة في مصر المزيد من النشاط ، ولذا يرى مستشار وزير السياحة ضرورة الاهتمام بالسياحة البيئية في مصر وتحويلها إلى مشروع قومي لاستثمار هذه الثروات من عيون وآبار وهذا يحتاج إلى تعاون جميع الوزارات والجهات المعنية في مجالات البيئة والصحة والسياحة لتذليل العقبات التي تقف حجر عثرة في طريق تطوير هذا المجال.