برغم ارتفاع أسعار الذهب، في الشهور الأخيرة، الا أن المحللين لم يعملوا على توضيح ما قد ينجم من ارتفاع محتمل في أسعار المعادن الأولية الأخرى، وعلى رأسها النحاس الذي تتعطش اليه كافة الأنسجة الصناعية، هنا، لهندسة الماكينات والأجهزة الميكانيكية الأخرى.
برن: لو نظرنا، مثلاً، الى ﺃﺳﻌﺎﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻥ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ، ﻓﻲ مؤشر ﻟﻨﺪﻥ ﻟﻠﻤﻌﺎﺩﻥ (LME)، لوجدنا أن الأخير زاد 3600 نقطة، منذ مطلع العام! هذا وبرزت قوة هذا المؤشر في شهور يناير(شباط) ومارس(آذار) ويونيو(حزيران) من هذا العام أكثر من أي وقت مضى.
من جانبهم، يتابع خبراء المواد الأولية السويسريين، عن كثب، أسعار النحاس العالمية لكونها البارومتر الرئيسي القادر على التنبوء بمسار أسعار المعادن الرئيسية الأخرى، حول العالم، في الشهور القادمة. في الوقت الحاضر، يحوم سعر النحاس حول 8 آلاف دولار أميركي، في الطن. في حين يصل سعره الى حوالي 7.5 ألف دولار، في الطن، في بورصة نيويورك. أما الأغلى سعراً فنجده في أستراليا حيث يُباع هناك بحوالي 8.2 ألف دولار، في الطن.
وفي موازاة حالة من القلق، حيال التجهيزات المستقبلية للمعادن الأولية، الذي يسود أميركا وأوروبا وسويسرا، يرصد الخبراء اليوم اقبالاً quot;متقطعاًquot; على شراء النحاس في الصين. ما يعني أن ابقاء أسعار النحاس ضمن اطار، معقول ومقبول للجميع، قد يخرج عن سيطرة الحكومات ليدخل في دوامة مضاربات، قد تدفع شركات انتاج السيارات، مثلاً، ثمنها غالياً.
في سياق متصل، يشير بيتر فيكهيرلين، خبير المواد الأولية والمستشار في فرع quot;بي ان بي باريباسquot; هنا، الى أن جميع المعطيات المتوافرة لديه تُبرز ارتفاعاً في أسعار المواد الأولية، في الأسابيع القادمة. ويشمل هذا الارتفاع وتراً صناعياً حساساً هنا، هو النحاس. يكفي النظر الى صناعة تكرير النحاس التي ارتفعت صادراتها الى سويسرا، العام، بنسبة 22 في المئة. على صعيد الطلب العالمي على النحاس، يتوقف الخبير فيكهيرلين للاشارة الى أنه سيرتفع 7 في المئة مقارنة بالعام الماضي، كي يواصل ارتفاعه بنسبة 5.5 في المئة، اضافية، لغاية نهاية العام القادم.
علاوة على ذلك، ينوه هذا الخبير أن الأرباح الناتجة عن المضاربات في أسعار النحاس، أوروبياً وسويسرياً، قد تصل الى 24 في المئة. ما يجعلها تتنافس مع الأرباح الناجمة عن شراء سبائك الذهب. وكل شيء يتعلق بوضع طلبات الصين على شراء النحاس، لاحقاً، ومدى تأثر البيرو وتشيلي، اللتين تحتلان مراكز أمامية في تصدير النحاس، بالأوضاع السياسية والاقتصادية الداخلية.
التعليقات